وفاة الملك العادل الأيوبي

السلطان الكبير، الملك العادل، سيف الدين أبو الملوك وأخو الملوك أبو بكر محمد بن نجم الدين أيوب، ولد سنة 534هـ ببعلبك عندما كان أبوه واليًا عليها من قبل عماد الدين زنكي، أي أن السلطان الناصر صلاح الدين أخاه أكبر منه بسنتين، وقد نشأ مثل أخيه في خدمة الملك نور الدين محمود واشترك مع أخيه في غزواته، وكان ذا عقل ودهاء وشجاعة وتؤدة وخبرة بالأمور، لذلك اعتمد عليه صلاح الدين في مواطن كثيرة.
وبعد وفاة أخيه الناصر صلاح الدين سنة 589هـ آلت إليه رياسة البيت الأيوبي، وفي ظل تنافس أبناء صلاح الدين فيما بينهم على الملك والسلطة، استولى هو على البلاد وأصبحت دولته تشمل الحجاز ومصر والشام واليمن وكثيرًا من الجزيرة وديار بكر وأرمينية، وكان هو خليقًا بالإمارة سائسًا صائب الرأي، سعيدًا في حركاته، مهيبًا، حليمًا، دنيًا في مجمله.
ولكنه لم يكن مثل أخيه صلاح الدين مهتمًا في الدرجة الأولى بجهاد الصليبيين، بل كان يميل إلى مصالحتهم ومسالمتهم، وكل حروبه ضدهم كانت دفاعية وليست هجومية، ولعل اشتغاله بمقارعة أبناء أخيه صلاح الدين في الشام ومصر كان السبب الحقيقي وراء تركه جهاد الصليبيين.
وقد مات رحمه الله في يوم 7 جمادى الآخرة 615هـ ـ 1 سبتمبر 1248م، عندما جاءه خبر تملك الصليبيين لبرج السلسلة وهو كالقفل بالنسبة لديار مصر فشق عليه ذلك بقوة وتأوه له بشدة خاصة وأن الصليبيين قد دخلوا دمياط، فتوفي رحمه الله مرابطًا في سبيل الله كما كان معظم حياته.