التعرف على الليبرالية :
مفهوم اللــيبرالية
الليبرالية في اللغة (liberalism):معناها التحررية*أو (liberal) صفة معناها كريم ,سخي ,متسامح ,متحرر ,تحرري,ليبرالي ,العضو في حزب الأحرار([1]) .
والليبرالية اصطلاحاً:تعني (مذهب الأحرار)عند اغلب الباحثين والمفكرين وهي مبدأ وسط بين الرجعية**وبين الراديكالية *** مع الاستعداد لإدخال تغيرات لا تعترف بها التقاليد ,ومذهب الأحرار هذا ينطوي على الاهتمام بالنهوض الاجتماعي وتحسين الحالة
-8-
العامة دون الالتجاء إلى إقحام تعديلات خطيرة على نظام المجتمع وبنيانه المعروف ([2]) . كما تعرف الليبرالية أيضا ًعلى أنها تيار سياسي وإيديولوجي يضم أنصار النظام البرلماني البرجوازي وحرية عالم الإعمال والمال الرأسمالي , ويعبر عن مصالح البرجوازية الصناعية في أثناء صراعها من اجل السيطرة السياسية والاقتصادية ,ومع نمو الحركة الثورية (البروليتارية)* يعبر الليبراليون عن مطالب الحريات الديمقراطية ويتواطؤن مع الرجعية([3]) .
من ناحية أخرى نجد هناك صعوبة في تحديد تعريف دقيق لليبرالية وذلك لتعدد مجالاتها (وهذا ما سنتناوله في موضع آخر من هذا البحث ) وتعدد جوانبها وتطورها من جيل إلى آخر , وفي حال تحديد الليبرالية نجد إن هذا التحديد لا ينطبق على عدد من الفلاسفة والمفكرين الذين ينهجون الليبرالية منهج دراسة.ونجد إن موسوعة لالاند الفلسفية تشير إلى صعوبة تعريف مفهوم الليبرالية ,فجاء فيها " نرى مدى الالتباس في هذا اللفظ .ومما يزيد في الالتباس استعماله الطارئ المتداول في أيامنا للدلالة على الأحزاب والنزعات السياسية" ([4]) ,وكذلك في الموسوعة العربية العالمية نجد أنها : "تعتبر الليبرالية مصطلحا غامضاً لان معناها وتأكيداتها تبدلت بصورة ملحوظة بمرور السنين"([5])
ونجد إن الليبراليين في مختلف العصور ومع اختلاف توجهاتهم السياسية إلا إنهم يجتمعون على نقطة معينة هي"إن الليبرالية هي حرية المبدأ والمنتهى ,الباعث والهدف , الأصل
-9-
والنتيجة في حياة الإنسان وهي المنظومة الفكرية الوحيدة التي لا تطمع في شئ سوى وصف النشاط البشري الحر وشرح أوجهه والتعليق عليه "([6]) . ومن هذا نجد إن الليبرالية تؤكد على أهمية الفرد وتحرره من كل سيطرة واستعباد وتسلط ,مهما كان هذا الأخير :تسلط الدولة (الاستبداد السياسي ) أو تسلط الجماعة (الاستبداد الاجتماعي) تسلط الأفراد (الاستبداد الأناني ) وعليه تكون الإجابة على السؤال الفلسفي المشهور عند الليبراليين :ما هي الحياة المثلى للإنسان؟ هي الليبرالية لان لكل فرد الحرية في اختيار أسلوب الحياة الذي يناسبه .و لالاند في موسوعته يؤكد هذا المفهوم عن الليبرالية بقوله"اسم الليبرالية هذا يدل على العقائد التي ترى ان الحد من دور الدولة هو بمنزلة وسيلة أساسية لهذه الحرية([7])والليبرالية تختلف عن الديمقراطية* (Democrats) التي تعطي السلطة* للشعب وبالتالي قد يؤدي إلى اضطهاد الأقليات . فالليبرالية لا تقتصر على حقوق وحرية الأغلبية بل هي في الواقع تؤكد
-10-
على حرية الفرد وهي بذلك تحمي الأقليات, فمن مبادئ الليبرالية التي تثبت في دستور الدولة (إن تمنع الأغلبية من اضطهاد الأقليات , وتحول نظام الحكم إلى ما يدعى بالديمقراطية الليبرالية )([8]) . وعليه نصل إلى انه ليس هنا تعريف جامع مانع لهذه الفلسفة ,حتى إن البعض لا يجعل منها فلسفة أصلا وإنما هي كلمة لها سحر خاص ,فهي من الكلمات التي يزخر بها قاموس الفلسفة عامة والفلسفة السياسية خاصة. وتمتلك تلك الكلمة جاذبية لا تقاوم لكن بالرغم من تلك الجاذبية والجمالية المفرطة التي تتضمنها (وذلك لان احد معانيها الحرية وهي غاية إنسانية نبيلة ) نجد الغموض يلفها ويلف معتنقيها. وهي اليوم أكثر غموضاً من ذي قبل بحكم التأويلات التي تنازعها والقناعات التي تفرض أحادية الطرح وهيمنة تصوراتها ومواقفها خارج نطاق الحوار([9]). وهذا ما سنبينه في موضع آخر من البحث بشكل أوسع .وقد اقترنت النظم الغربية بأفكار وقيم الليبرالية ,وهي نظم دستورية حيث تحد الدساتير من سلطة الحكومة* وتحافظ على الحريات المدنية** ,كما أنها تمثيلية أو برلماني
-11-
أي إن الصعود إلى المناصب السياسية يتم من خلال انتخابات تنافسية ([10]) ويمكن رؤية هذا بوضوح في الغرب اليوم .
وان من ابرز سمات الليبرالية التي يفتخر بها الليبراليون حرية الرأي للشعب حيث لا تغيب حقوق وحريات الأقليات ,ويجب ان يكون لهم نسبة في مناصب الدولة. والليبرالية لا تضحي بصالح فرد واحد، ولو مقابل صالح مئات الملايين من مواطنيه، ذلك لقدسيته، وما دام المجتمع الليبرالي يتيح للجميع فرص تحقيق الآمال (ما دامت لا تضر بالآخرين )فليس هناك ثمة ضعيف*.
وأخيرا نجد إن للليبرالية مفاهيم متعددة بحسب ما تضاف إليه ويجمع هذه المفاهيم الاهتمام المفرط بالحرية ,أو تحقيق الفرد لذاته ,واعتبار الحرية هدفاً وغاية في ذاتها .والمفهوم الفلسفي لهذا المذهب الفكري هي الحرية المطلقة التي لا تحدها الحدود ولا تمنعها السدود إلا ما كان منها متجاوزاً لحريات الآخرين على قاعدة "تنتهي حريتك من حيث تبدأ حريات الآخرين"([11])
1-2 الأسس الفكرية لليبرالية (النشأة والتطور)
من اجل فهم الأسس الفكرية للليبرالية لابد من التعرض إلى تاريخ نشأتها وتطورها الفكري والواقعي معاً.
-12-
وما إن ندخل في دراسة تأريخ الليبرالية حتى نجد انه لا توجد بداية حقيقية تفجرت من خلالها الليبرالية , ويقول البعض لم تظهر الليبرالية كمذهب سياسي قبل القرن التاسع عشر ، ولكنها قامت كأيدلوجية على أفكار ونظريات تنامت قبل ذلك بـ(300) عام، حيث نشأت الأفكار الليبرالية مع انهيار النظام الإقطاعي في أوربا والذي حل محله المجتمع الرأسمالي أو مجتمع السوق.
وبتتبع تاريخ الفكر الفلسفي نجد إن العديد من المدارس الفلسفية تحمل في ثنايا فلسفتها ومبادئها بذوراً لليبرالية في مفهومها الحديث. فمثلاً، في الفلسفة اليونانية وتحديداً في النصف الثاني من القرن الخامس ق. م، جاءت فلسفة السفسطائيين لتعبر بقوة عن النزعة الفردية*، ويتجلى هذا في نظرياتهم السياسية والأخلاقية والتربوية. حيث يقول بروتوجوراس: "إن الإنسان هو مقياس الأشياء جميعاً"([12]). ويبقى سقراط **(470-399 ق.م) في حياته وتعاليمه نموذجا فذا للإيمان بقدرة العقل وأهميته، ولضرورة إخضاع معتقداتنا للنقد والتدقيق، في جو من الحرية والانفتاح.. وخطبة بركليس (495-429ق.م) الشهيرة، التي أبّن فيها قتلى
-13-
أثينا، الذين سقطوا في بداية الحرب ضد أسبرطه، صياغة بليغة لمبدأ مساواة جميع المواطنين أمام القانون، كما أن فيها تعبيرا واضحا عن أهمية الفرد ومسؤوليته السياسية([13])
وكذلك أكدت المدرسة الرواقية ( القرن الثالث ق.م ) على أهمية اكتشاف حيّز في الذات الإنسانية لا تستطع إن تنفذ إليها سلطة المجتمع أو إي سلطة أخرى. ومتى اكتشف الفرد هذا الحيّز أصبح بإمكانه إن يتمتع بقدر من السيادة والحرية ولا يتأثر بتقلبات الزمان أو بأهواء البشر([14]).ومن أهم مبادئها الأخلاقية هو "عش على وفاق الطبيعة"([15]). ومن هنا أدخلت الرواقية التمييز بين القانون الطبيعي وقانون الدولة.
وما إن نصل بالتتبع التاريخي للليبرالية ,إلى العصور الوسطى فإننا لا نجد لها ملامح واضحة في ظل سلطة الإقطاع* والتسلط الكنسي الذي غيب كل الحقوق والحريات للأفراد إلا من له علاقة بالكنيسة أو كان من الأشراف حسب مفاهيمها .ويجعل البعض من الكتَاب ،القرن الرابع عشر هو البداية للليبرالية حيث استعملوا كلمة (liber)التي تشير إلى طبقة الأحرار,أي إنهم ليسوا فلاحين ولا عبيداً.وهذه الكلمة ترادف "الكريم"([16]) . وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت الليبرالية تمثل البرنامج الأيديولوجي للبرجوازية الفتية، التي كانت تناضل ضد بقايا الإقطاعية وتلعب دوراً تقدمياً نسبياً([17]).
-14-
من هنا يمكن دراسة تطور مراحل الليبرالية بعد أن استعرضت ملامح من نشأتها ,نجد إن الليبرالية مرت بطورين خلال مسيرتها الفكرية عبر العصور,وكل من هذين الطورين يتمتع باختلافات عن الطور الآخر تبعاً للحقبة الزمنية (رغم انه مذهب واحد) وهما:
1-الليبرالية الكلاسيكية (القديمة )Classical Liberalism :
والمراد من هذه التسمية الليبرالية في أول نضوجها أي في بداية العصر الحديث في أوربا حيث كان الإنسان الأوربي يعاني من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكرامته تحت وصاية الدين والإقطاع والملكية ,حيث عملت هذه الوصايا على تحطيم الإنسان الغربي ,وقلصت مساحة حريته لأدنى الحدود .فكانت الليبرالية هي المنقذ من هذه الويلات بأفكارها حيث كان مضمون هذه الأفكار التمرد والرفض لكل أشكال السلطة الخارجية المانعة من تحقيق الاستقلال الذاتي الفردي . فكانت الليبرالية في الغرب هي المنارة المضيئة في تاريخ البشرية منذ انبثاقها في بداية عصر التنوير وحتى الثورة الصناعية (1750-1850م)، إذ كانت هذه المرحلة تعبر عن حقبة زمنية محدده لها ظروفها هي ,مرحلة الرأسمالية الوليدة والصاعدة ,وعن اتساق متطلبات تقدم البشرية مع متطلبات صعود الطبقة البرجوازية ,ولم يكن من الممكن انتشار الأفكار الليبرالية في مختلف دول القارة الأوربية ,وفي الولايات المتحدة الأمريكية لو لم تكن متفقة إلى ابعد الحدود مع حرية الفرد التي قادته إلى محاربة الاستبداد على الصعيد السياسي ,والى العقلانية على الصعيد المعرفي ,والى العلمانية ,وتحرير المرأة ,والى الديمقراطية التي
-15-
تشكل التخطي الديالكتيكي لهذه الليبرالية([18]) . وكان جون لوك* John Lock(1632- 1704م ) أبرز فلاسفة الليبرالية الكلاسيكية،و تنطلق نظريته من فكرة العقد الاجتماعي**
-16-
في تصوره لوجود الدولة، وهذا في حد ذاته هدم لنظرية الحق الإلهي التي تتزعمها الكنيسة. هذا ما سنتناوله بالتفصيل في المادة الخاصة ب"جون لوك" في هذا البحث .
أما في النموذج الاقتصادي، فقد برز آدم سميث (1790) م. وقد ركّز على الحرية المطلقة في المال دون تدخل أو تقييد من الحكومة أو الدولة. والليبراليون الكلاسيكيون يصرون على النظام الاقتصادي القائم على الملكية الخاصة لأنه يتفق مع
-17-
الحرية الفردية , وهذه الخاصية تصر على أن الملكية هي الوسيلة الفعالة الوحيدة لحماية الحرية([19]) . كما أن الليبرالية الكلاسيكية الغربية هي بمنزلة إيديولوجية الإمبراطورية البريطانية,حيث كانت بريطانيا تمثل الأولى في تطبيق هذا الطور من الليبرالية .
2-الليبرالية المعاصرة (الجديدة Liberalism ( New:
تبدأ هذه المرحلة من الليبرالية في مطلع القرن العشرين, و في هذا الطور انتبه الليبراليون إلى أهمية دور الحكومة في حماية حريات الأفراد (وهذا ما لم يوجد في النمط السابق من الليبرالية ),حيث أصبح دور الحكومات هو تنظيم الحريات من جهة والاقتصاد من جهة أخرى ، ونلاحظ أن أبرز نقطة في التمايز بين الطورين هو في مدى تدخل الدولة في تنظيم الحريات ، ففي الليبرالية الكلاسيكية لا تتدخل الدولة في الحريات بل الواجب عليها حمايتها ليحقق الفرد حريته الخاصة بالطريقة التي يريد دون وصاية عليه ، أما في الليبرالية المعاصرة فقد تغير ذلك وطلبوا تدخل الدولة لتنظيم الحريات وإزالة العقبات التي تكون سبباً في عدم التمتع بتلك الحريات. وهذه نقطة جوهرية تؤكد لنا أن الليبرالية اختلفت من عصر إلى عصر ، ومن فيلسوف إلى آخر ، ومن بلدٍ إلى بلدٍ ، وهذا يجعل مفهومها غامضاً كما تقدم.
والليبرالية الجديدة هي إيديولوجيا* الإمبراطورية الأمريكية حيث تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا رئيسا في صياغة هياكل القوة الاقتصادية من خلال قوتها السياسية و
-19-
العسكرية . و منذ فرضت الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها المطلقة على النظام الدولي الجديد في ظل القطبية الأحادية وهي تحاول إن تجعل العالم على ما تريد من رؤى أي وفق تفسيرها الخاص للقانون الدولي . وبتعبير آخر نجده عند (الان جوكس) إذ يقول :" إن قيام إمبراطورية عالمية (أميركية ) عبر توسع اقتصاد السوق يؤدي إلى مسلسلات بلقنة – لبننة من خلال تدمير صلاحيات الضبط الخاصة بالدول التقليدية. فهذه الإمبراطورية الأميركية المفرطة في قوتها Hyper puissance كما يسميها أوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي السابق، تسيطر على العالم سيطرة ساحقة في المجالات الخمسة الأساسية، التي تقوم عليها القوة : السياسية، الاقتصادية، العسكرية، التكنولوجية و الثقافية. و هي ترفض رفضا قاطعا، أي الولايات المتحدة، تقاسم سيطرتها مع طرف آخر أو الحد منها فيما هي قادرة على ممارستها من دون ان يتمكن أحد (و لا حتى الأمم المتحدة ) من الاعتراض([20]).وقد تعرف الليبرالية تطورات أخرى في المستقبل ، ولعل أبرز ما يتوقع في الليبرالية هو التطور نحو العولمة *, و في هذه المرحلة من الليبرالية( في ظل العولمة) تنهار
-20-
الحدود بين الدول و المجتمعات ،و تصبح الكرة الأرضية عبارة عن إقليم مجهز بنسيج من أدوات الاتصالات الحديثة (طائرات، هواتف، فاكس، إنترنت ) . و لم يشهد أي مجتمع آخر مثل هذا الانقلاب التاريخي المهم، الذي يتكون فيه مجال عالمي جديد ،غير مركزي و غير إقليمي، و بصورة تتجاوز الشكل الإمبريالي للدولة القومية، و تتجاوز نمط الإنتاج الرأسمالي للعصر الصناعي، بقدر ما تتجاوز الهويات الثقافية المحلية و المنظومات الفكرية الحديثة. أنه عالم جديد حيث السيادة تلبس فيه ثوباً جديداً ([21]) .
وبعد إن عرضنا لمسيرة الليبرالية التاريخية لعلنا وصلنا إلى مرحلة يمكننا إن نحدد فيها الأسس الفكرية الليبرالية ,وهذه الأسس نجدها في مراحل الليبرالية جميعها,أي لا يوجد فرد ليبرالي لا يعترف بها لأنها من الأجزاء المكونة للمذهب والمميزة له . وهذه الأسس تقسم إلى:
1- الفردية :
يعد مفهوم الفرد في العالم الحديث مفهوما مستقرا لدرجة أن أهميته السياسية تؤخذ أحيانا كإحدى المُسَلمات، فالليبرالية طورت ما كان عليه المفهوم في الحقبة الإقطاعية، حيث ساد إدراك للفرد باعتباره ليس لديه مصالح خاصة به أو هوية متفردة، فكان ينظر إلى الناس باعتبارهم أعضاء في مجموعات اجتماعية ينتمون إليها كالأسرة والقرية والمجتمع المحلي أو الطبقة الاجتماعية، فحياتهم وهويتهم كانت تتحدد بدرجة كبيرة بحسب صفات تلك المجموعات، وذلك في عملية تغير طفيف من جيل إلى آخر، وعندما
-21-
انهار النظام الإقطاعي واجه الأفراد نطاقا أوسع من الخيارات والإمكانات الاجتماعية، وأتيح لهم لأول مرة التفكير الفردي المطلق وبشكل شخصي بحت، فمثلا الفلاح المملوك الذي عاشت وعملت أسرته في نفس قطعة الأرض أصبح الآن رجلا حرا لديه القدرة على اختيار عمله وصاحب العمل، وأن يترك الأرض ليبحث عن عمل آخر في المدن الكبيرة.
ومع سقوط معطيات الحياة الإقطاعية ظهر أسلوب جديد من التفكير، فالتفسير العقلاني والعلمي بدأ تدريجيا يحل مكان التسلط الكنسي السائد في العصور الوسطى وأصبح النظر والتعامل مع المجتمع من زاوية الفرد وتحرره وليس الحفاظ على تضامن الجماعات الاجتماعية.
ويعد مبدأ أولوية الفرد على الجماعة الخط الرئيسي للفكر الليبرالي، حيث دفع بعض الليبراليين إلى تعريف المجتمع باعتباره "مجموعة من الأفراد يسعى كل واحد منهم لتحقيق مصالحه واحتياجاته"([22]). ويطلق على هذا الرأي المذهب "الذري"، حيث ينظر للأفراد كـ"ذرات متنافرة" بداخل المجتمع، ويؤدي هذا التفكير إلى استنتاج أن المجتمع نفسه غير موجود، بل هو "متخيل" فهو مجموعة من الأفراد المكتفين ذاتيا. وتقوم هذه الفردية المتطرفة على الافتراض بأن الفرد يتمركز حول الـ"أنا" فهو أساسا أناني ومعتمد على نفسه بدرجة كبيرة([23]). ويصف ماكفيرسون Macpherson (شخصية ليبرالية )الليبرالية الأولى بأنها "فردية مِلكية"، فالفرد هو المالك، ويمتلك نفسه وقدراته الخاصة به وهو لا يدين بها للمجتمع. وقد تطورت هذه الرؤية وصار لليبراليين فيما بعد رأي آخر أكثر تفاؤلا بشأن طبيعة الإنسان يؤمن بأن
-22-
الأفراد لديهم مسؤولية لية اجتماعية إزاء بعضهم البعض خاصة الأفراد غير القادرين على رعاية أنفسهم (كالمسنين والمستضعفين والمعوقين). وسواء اعتبرت الليبرالية الفرد أنانيا أو غير أناني؛ فقد اجتمع الليبراليون على الرغبة في خلق مجتمع يكون فيه كل فرد قادرا على تنمية وتطوير قدراته لأقصى درجة ممكنة.([24])
إن أهمية الفرد في الليبرالية تفوق أي جماعة اجتماعية أو كيان جماعي؛ فمن الناحية المنهجية لمذهب الليبرالية يكون الفرد مركز النظرية السياسية والتفسير الاجتماعي؛ فكل حديث عن المجتمع لا بد أن يكون من منطلق الأفراد الذين يشكلونه. وفي المقابل تقول الفردية الأخلاقية بأن المجتمع يجب أن يخدم الفرد، وبذلك يعطي الليبراليون أولوية للأخلاق الفردية على حقوق واحتياجات والجماعات . هذا الموقف السابق يُعَد بمثابة موقف متميز عما ينادي به الليبراليون الكلاسيكيون واليمين الجديد من الأنانية الفردية التي ترتكز على المصالح الشخصية والاعتماد على النفس، بينما بلور الليبراليون الجدد هذا المفهوم بتأكيدهم على أهمية المسئولية الاجتماعية والإيثار جنبا إلى جنب مع مسئوليات الدولة الاجتماعية تجاه الأفراد.([25])
-23-
2 - الحرية Liberty:
أن من الطبيعي أن يؤدي الاهتمام الشديد بالفرد إلى المسؤولية تجاه حريته. ويعد الليبراليون حرية الفرد القيمة السياسية العليا، فهي المبدأ الموحِد الجامع في الفكر الليبرالي الحر. وكانت الحرية لدى الليبراليون الأوائل حقا طبيعيا لازما للوجود الإنساني، فهي تعطي الأفراد الفرصة لتحقيق مصالحهم وممارسة حق الاختيار مثل اختيار السكن والعمل... الخ، ورأى الليبراليون فيما بعد الحرية هي الشرط الوحيد الذي يمكن للأفراد من خلاله تنمية قدراتهم.وبالرغم من ذلك لا يقبل الكثير من الليبراليين بالحرية المطلقة، فإذا كانت الحرية غير محددة المعالم فهي تصبح ترخيصا يسمح بالإساءة للآخرين. وفي كتابه "عن الحريةOn Liberty "، يقول جون ستيوارت مل*(1806-1873): "إن المبرر الوحيد لممارسة القوة بشكل صحيح تجاه أي عضو في المجتمع المتحضر والتي تكون ضد إرادته هو منع الضرر عن الآخرين"([26]).
وفي حين نجد أن الليبراليين يتفقون على قيمة الحرية فإنهم يختلفون في دلالات هذه الحرية في وعي الفرد. ففي كتابه "مفهومان للحرية" فرق أيزيا بيرلن Isaiah Berlin * بين النظرية السلبية والنظرية الإيجابية للحرية. وقد كان الليبراليون الكلاسيكيون يؤمنون أن الحرية هي قدرة الشخص على التصرف بالشكل الذي يختاره، وكان هذا المفهوم للحرية
-24-
مفهوما سلبيا، حيث إنه قائم على غياب القيود الخارجية على الفرد. وفي المقابل يسعى الليبراليون الجدد إلى مفهوم أكثر إيجابية للحرية، وحسب تعريف بيرلن "هي القدرة على أن يكون الفرد سيد نفسه ومستقلاً بذاته"([27]) ، وتتطلب السيادة على الذات أن يكون الفرد قادرا على تنمية مهاراته ومواهبه وعلى اتساع فهمه وتفهمه وعلى الوصول إلى الإنجاز والرضا. وتعني الحرية في فكر (جون ستيوارت مل) أكثر من مجرد التحرر من القيود الخارجية؛ فهي قدرة الأفراد على التطور. وفي النهاية تحقيق الذات بما يتفق مع رغباتهم. وتلك المعاني التي ذكرت للحرية أثارت الجدل الأكاديمي داخل المذهب الليبرالي فتبنى الليبراليون آراء مختلفة، بالتالي حول العلاقة المنشودة بين الفرد والدولة ([28]).من جهة اخرى نجد كانط* في دفاعه الدائم عن الحرية بكافة إشكالها في ظل القانون (اي انه يقوم بالحاق السياسة بالأخلاق), فلابد كل البُد من ان تتضمن السياسة الحرية , كما يقول كانط ، "الحرية (الاستقلال عن كونها مقيدة لبعض الاختيارات) ، بقدر ما يمكن أن
-25-
تتعايش مع حرية الآخرين وفقا للقانون العالمي" ([29]). Kant rejects any other basis for the state, in particular arguing that the welfare of citizens cannot be the basis of state power. وهو قانون الحرية العام وحقوق الإنسان وهذا ما اسماه كانط بـ(الحق) بقوله :" مجموعه الشروط التي بها تستطيع حرية الاختيار عند الفرد إن تتوافق مع حرية الاختيار عند الآخر ,وفقاً لقانون حرية عام" وعليه تكون حقوق الإنسان هي :
1- الحرية كإنسان .
2- المساواة كفرد أمام قانون أخلاقي واحد .
3- الحق في المواطنية , أي حق الجميع الذين ليسوا في حالة تبعية (يستبعد الخدم والعمال) تمنعهم من إن يكونوا في حالة إخوة متساوية أمام القانون المشترك . ([30]) وكانط يرفض أي أساس آخر للدولة غير الحرية ، ولاسيما بحجة أن رفاه المواطنين لا يمكن أن يكون أساسا لسلطة الدولة. He argues that a state cannot legitimately impose any particular conception of happiness upon its citizens (8:290-91). To do so would be for the ruler to treat citizens as children, assuming that they are unable to understand what is truly useful or harmful to themselves. ويجادل بأن الدولة لا تستطيع فرض شرعية أي تصور معين من السعادة على مواطنيها ([31]).كما ونجد في تعبيرات كانط ما تدل على حماسته للحرية واستهجانه لكل اشكال العبودية ,وعبر عن ذلك بقوله :"لا مصيبة عند من تعود على الحرية
-26-
اشد هولاً من ان يرى نفسه مُسْلَماً الى من يرغمه على الامتثال لهواه الخاص والعمل بما يريده ذلك الشخص " ([32])
3- العقلانية Rational:
وترتبط الحرية في الفكر الليبرالي بالعقل؛ إذ يعد المذهب الليبرالي جزءا من مشروع التنوير، فالفكرة المركزية والرئيسية في رؤية التنوير هي تحرير البشرية من قيود "الخرافة والجهل" وإطلاق العنان لعصر العقل، فنجد من أهم مفكري عصر التنوير الذين اهتموا بالجانب العقلي فكان السمة الغالبة لفلسفاتهم هو:إيمانويل كانط (1724-1804م) بألمانيا الذي أكدت فلسفته العقلية على "الحقائق الرياضية وأشباهها تستمد ضرورتها من تركيب عقولنا الفطرية , فعقل الإنسان ليس قطعة من الشمع تنفعل بالتجارب الحسية دون إن يملك شيئاً لنفسه ,ولا هو مجرد اسم أطلقناه على مجموعة من الحالات العقلية التي تتابع في سلسلة متلاصقة الحلقات ,ولكنه عضو فعال يتقبل الإحساسات فيشكلها وينسقها كيف يشاء ثم يحولها إلى أفكار ,وهو عضو تأتيه آلاف الآثار الحسية في فوضى , فيتناولها بالتنظيم حتى تصبح وحدة فكرية متماسكة"([33]) ،وهيجل* (1770-1831م)الذي حوت فلسفته على الكثير من الجوانب تعتمد في مجملها على مجموعة معاني منها معنى
-27-
الوجود(هو أكثر المعاني تجريداً) ومعنى الماهية([34]),كما نجد إن فلسفته (استنباط المعاني الأولية بالإثبات والنفي والجمع بينهما)ويفسر ذلك في تعبيره :الوجود شيء في كل موجود وبحسب هذا الموجود, إننا نعقله وجود كذا أو كذا من الماهيات ,فإن ما ليس وجوداً من وجه هو وجود من وجه آخر([35]) .
وقد أثرت عقلانية عصر التنوير فيفكر جون رولز في كثير من الموضوعات، فهي في المقام الأول دعمت الاعتقاد في مركزية الفرد وحريته، فبقدر عقلانية الإنسان ككائن رشيد يكون قادرا على تحديد مصلحته والسعي وراء منفعته الشخصية. ولا يؤمن الليبراليون بأن الإنسان معصوم من الخطأ، ولكن الليبرالية دعمت الفرد بقوة في مواجهة "الأبوية"*. ورأت أنها لا تمنع الأفراد من اختيارهم الشخصي الحر وحسب، بل إنها لا تساعدهم على التعلم من الأخطاء، كما أنها تتيح لأصحاب السلطة الأبوية إساءة استخدام وضعهم لتحقيق أغراضهم الخاصة.
وقد ورث جون رولز عن العقلانية التنويرية أيضا" إيمانها الشديد بفكرة "التقدم" التي تعني لديهم التوسع في المعرفة فيمكن الناس من خلال الثورة العلمية ليس فقط فهم وتفسير العالم بل تشكيله أيضا للأفضل. وبإيجاز تعطي سلطة العقل الإنسان القدرة على تحمل مسئولية الإنسان للتعبير عن نفسه وحياته وتقرير مصيره، وبذلك تحرر العقلانية الفرد من قبضة "الماضي" ومن ثقل "العادات والتقاليد"، ويتقدم كل جيل عن الجيل الذي سبقه فيزداد ميراث المعرفة والفهم تصاعديا. وهو ما يفسر التأكيد الليبرالي على التعليم، فيمكن للناس
-28-
تحسين أوضاعهم من خلال الحصول على المعرفة , وهجر "الخرافات" و"التعصب"، فالتعليم في حد ذاته خير، فهو وسيلة حيوية للارتقاء والتنمية الذاتية للفرد.
وإذا كان التعليم واسع النطاق فهو يحقق إنجازات تاريخية واجتماعية.ويحمل الليبراليون عموما نظرة تفاؤلية بصدد الطبيعة الإنسانية ويرون الإنسان كائنا عاقلا؛ فإنهم لم يذهبوا إلى حد وصف الإنسان بالمثالية والكمال؛ لأنهم أدركوا جيدا تأثير المصالح الشخصية وصفات الأنانية، وأن النتيجة الحتمية لذلك هي التنافس والصراع؛ لذا يتصارع الأفراد من أجل الموارد النادرة، وتتنافس الأعمال لزيادة الأرباح، وتناضل الأمم من أجل الأمن أو الحصول على ميزة إستراتيجية وهكذا. ولكن يفضل الليبراليون تسوية هذه الصراعات من خلال المناقشة والتفاوض. ومن أهم ميزات العقل أنه يعطي أساسا جيدا لتقييم المطالب والدعاوى المتنافسة إذا كانت منطقية.
ويمكن القول بأن العقلانية هي الاعتقاد بأن العالم لديه تكوين منطقي يمكن كشفه من خلال الممارسة العقلية للفرد والبحث النقدي، ومن حيث النظر المعرفي فالعقلانية هي تدفق المعرفة من العقل باتجاه العالم وليس العكس، والتجربة مجرد أداة.
ومن حيث المبدأ العام تؤكد العقلانية على قدرة الفرد على فهم وتفسير الظواهر وعلى حل المشكلات. لكن العقلانية لا تلقن الغايات لسلوك الإنسان، بل تقترح أساليب
[IMG]file:///C:/Users/X6A12F~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]-29-
الوصول إلى تلك الغايات دون الاعتماد على العرف أو التقليد أو إتباع الأهواء والرغبات.([36])
1-3 ميادين الليبرالية :
إن الليبرالية ( من خلال ما عرضنا له) بدت أنها متداخلة في الكثير من ميادين الحياة وليس كما يبدو من أول وهلة إنها سياسية فحسب ,فهي من ناحية كما وصفناها من قبل كالسحر تسري بسرعة عجيبة في المجتمعات وفي اغلب ميادين الحياة فيها ,ومن ناحية أخرى أثرت منذ ظهور مفاهيمها على الساحة العالمية حيث استثمر كل من عرض لهذه المفاهيم وأعجب بها في ميدان اختصاصه...
ويمكن إن ندرج أدناه جملة من الميادين التي لبست ثوب الليبرالية, ومنها:
1-الليبرالية السياسية :
نقطة البدء في التفكير الليبرالي هي ليس فقط إنها تدعو للديمقراطية بمعنى المشاركة في الحكم ,ولكن نقطة البدء هي انه فكر فردي يرى إن المجتمع لا يعدو إن يكون مجموعة من الأفراد الذي يسعى كل فرد فيها إلى تحقيق ذاته وأهدافه الخاصة. ([37]) وقد تبنى جون رولز هذا الموقف كأحد اعضاء المذهب الليبرالي. فالديمقراطية هي عمود
-30-
الليبرالية السياسية الذي يسند خيمتها ,حيث إن الليبرالية تنادي بالفرد وحرية الفرد والديمقراطية هي شكل من أشكال الحرية وفي الوقت نفسه نظام سياسي.
ومن جملة الحريات التي تهبها الديمقراطية للأفراد (حرية الترشيح , حرية التفكير والتعبير , حرية الاجتماع ,حرية الاحتجاج ...) كما أعطت جملة أخرى ولكن من الضمانات المانعة من الاعتداء على الأفراد وحرياتهم مثل(ضمان الاتهام , ضمان التحقيق ,ضمان التنفيذ , ضمان الدفاع ...) ([38]) .
وقد اختلف الليبراليون الكلاسيكيون مع الديمقراطيين في من يملك حق التشريع العام ، فالديمقراطيون يرون أن الأكثرية هي التي تقرر وتشرع وتمسك بزمام السلطة. أما الليبراليون فقد اهتموا بحماية الفرد من الأذى، وأن هذه هي مهمة القانون بدل التشديد على حق الآخرين بسبب الأكثرية ، وهذه من نقاط التصادم بينهم"([39]). والليبرالية في الميدان السياسي تنادي بالتقليل من دور الحكومات وتدخلاتها إلى أدنى الحدود ([40]), ونجد ذلك من تعريفات الديمقراطية نفسها ومن هذه التعريفات :"شكل من أشكال الديمقراطية الغربية النيابية حيث الممثلين المنتخبين المقرر إن يشكلوا السلطة الخاضعة للدستور الذي يؤكد على حماية الحريات الفردية ,وحقوق الأقليات في المجتمع ..."([41]) , وهذا التعريف متفق مع المفاهيم الليبرالية كثيراً.
-31-
ونجد هناك اختلافاً بين الليبرالية (الكلاسيكية و المعاصرة )فيما يخص الموقف في الميدان السياسي حيث في الليبرالية الكلاسيكية لا تتدخل الدولة في الحريات ,اما في الليبرالية الجديدة فيكمن دور الحكومه او الدولة في تنظيم هذه الحريات .
كما نجد إن الليبرالية السياسية تعرض الاستبدادية ,وهي في الوقت نفسه الأساس العقائدي للحكومة التمثيلية , والديمقراطية البرلمانية ([42]) .
2- الليبرالية الاقتصادية :
الليبرالية الاقتصادية: " مذهب اقتصادي يرى أن الدولة لا ينبغي لها أن تتولى وظائف صناعية ، ولا وظائف تجارية ، وأنها لا يحقّ لها التدخل في العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الأفراد والطبقات أو الأمم. بهذا المعنى يقال غالباً ليبرالية اقتصادية"([43]).وعليه من ابرز شعارات الليبرالية الاقتصادية إلغاء مضايقات الدولة ,وضمان امن الثروة . ويقصد بالليبرالية الاقتصادية "البرمجة غير الضرورية وإصدار الأوامر والدساتير العليا ممارسة تصب في الاتجاه الخاطئ وتدخلات السلطة في الخطط الاقتصادية
وإلزام التجار بقوانين وتعميمات معينة لا تفيد الفعل الاقتصادي بشئ بل ويقضي عليه "([44]).
ويطلق لفظ الليبرالية أيضاً على سياسة اقتصادية نشأت في القرن التاسع عشر متأثرة بآراء آدم سميث بخاصة ، وأكدت على حرية التجارة وحرية المنافسة ، وعارضت تدخل الدولة في الاقتصاد ([45]).
-32-
والذي يحكم الليبرالية الاقتصادية هو: سوق العرض والطلب , وان يعمل العامل عمله أو إن يتركه فهو حر ,كما إن صاحب العمل حر في التوظيف وتحديد الأجر .
والليبرالية الاقتصادية وثيقة الصلة بالليبرالية السياسية ، ويعتقد الليبراليون أن الحكومة التي تحكم بالحد الأدنى يكون حكمها هو الأفضل.. ويرون أن الاقتصاد ينظم نفسه بنفسه إذا ما ترك يعمل بمفرده حراً ، ويرون أن تنظيمات الحكومة ليست ضرورية([46]). حيث أصبح الاقتصاد وسيلة سياسية للسيطرة ، ونقل الثقافات الحضارية بين الأمم ، ولهذا فالأقوى اقتصادياً هو الأقوى سياسياًّ ولهذا اقتنعت الدول الغربية بهذه الفلسفة مع مشاهدتها لآثار الرأسمالية على الشعوب الفقيرة ، ومن خلال اللعبة الاقتصادية يمكن أن تسقط دول ، وتضعف أخرى. ([47])
كما إن الليبرالية الاقتصادية تركز على مبدأين : الثروة والملكية ,وهي تعارض السياسة التوجيهية مع استفادتها من أفضليات الدولة ,وهي الأساس العقائدي للرأسمالية . ([48])
كما أن دور الدولة في ظل النظرة الجديدة يكون أكبر ، فلها مهمة أساسية هي تحديد الإطار القانوني للمؤسسات التي يدور فيها النشاط الاقتصادي ، وقد حدد منظرو الليبرالية الجديدة ومن ضمنهم جون رولز ,دور الدولة الذي يجب أن تقوم به بما يلي :-
1-أن تعمل كل جهدها ضد التضخم والانكماش.
2-أن تحد بشكل معتدل من سلطة الاحتكار وبشكل تتابعي.
-33-
3-أن تؤمم فقط الاحتكارات التي لا تمكن للقطاع الخاص القيام بها .
4-أن تتحمل كافة الخدمات العامة.
5-أن تعطي الفرص والموارد بالتساوي.
6-أن تطبق التخطيط ألتأثيري(أي دراسة خطط ذات جانب مؤثر في المجتمع ) من اجل الوصول إلى أحسن السبل مؤدية إلى الفائدة الكبرى , للتقليل من المخاطر التي قد تحدث.
7-أن تطبق التخطيط المركزي عندما يقتضي أن يكون هناك عمل تغير بنائي.
8-أن تتدخل عندما يكون هناك خلل في ميكانيكية السوق([49]).
3-الليبرالية الفكرية :
وتتميز بروح التسامح والمصالحة , هذه العقلية الليبرالية ليست وقفاً على الليبراليين الذين يبدو بعضهم متشدداً بشكل ملحوظ .([50])
ولعل ابرز واخطر صدام خاضه الليبراليون على المستوى الفكري هو الصدام مع الخطاب الكنسي ,فالكنيسة لها أفكارها التي تدعي إنها مطلقة الصواب وتعمل على بثها في
المجتمع وتمنع حق إخضاعها للمناقشة من قبل الجميع ,وهنا اكتسبت الليبرالية أقوى مرتكزاتها واختارت شعار"كن جريئاً في استخدام عقلك ". ([51]) ويرى مناهضو الليبرالية الفكرية
-34-
الأساس لليبرالية السياسية فهي تؤصل منذ نشأتها للفوضى الفكرية ,ولهذا فان كل ما يبنى فوقها من منشآت سياسية يؤول أمره إلى الفوضى)[52]( .
بعد هذا العرض لتعريف الليبرالية واسسها وميادينها كما هو معروف عنها بصورة عامة ,نصل الى مرحلة توجب ايراد رؤية جون رولز لليبرالية ,وعند الدراسة نجد انه ليبرالي من الطراز الاول حيث تتجسد نظرياته النقطة التي اجتمعت عليها اغلب التعارف لليبرالية من حيث إيمانها باولوية الفرد في الحسابات السياسية من حيث الحرية والمساواة باقرانه في الاستحقاقات المعتمدة على مهاراتهم وامتيازاتهم .
كما نجده في مجال الليبرالية الاقتصادية يحد من دور الدولة الى بعض الامور التي تخدم الافراد لاغير . وبالتالي فهو يؤكد على الفردية في الجانب الاقتصادي ايظا ,ومن كل هذا نستخلص رأيه في المجال الفكري حيث يؤكد جون رولز على استخدام العقل في تحديد مصالح الافراد وضمانه
*التحرر او التحررية (liberalion)في لغة علم السياسة تعني اللفظة : اطلاق الحريات فالتحرير يدل على التمتع بحقوق الامة وتخليص البلاد من سيطرة الاجنبي وحكم المستعمر والتحرر في السياسة هو الخروج من ربقة الاستعمار والتخلص من القيود المفروضة على الحريات العامة للمواطن . ويعد جون لوك احد مؤسسي مذهب الحرية الجديد , ويذهب الى ان للانسان حقوقاً مطلقة لا يخلقها المجتمع ,وان الطبيعة تقوم في الحرية , وبالتالي العلاقات فيها تكون على شكل علاقة كائن حر بكائن حر وعلية تؤدي الى المساواة.ينظر والآراء التي اطلقها روسو تمثل ذروة الدعوة التحررية التي بدأها اسلافه من المفكرين السياسيين من امثال لوك ومونتسكيو. ويتضح من مؤلفه الشهير " العقد الاجتماعي Contrat social عام 1762 " الذي ارسى فيه دعائم الحقوق السياسية للفرد بصورة ثابتة. ومن المواقف السياسية لكانط في دفاعه الدائم عن الحرية بكافة اشكالها في ظل القانون ,وباعتبار السياسة هي وسط الفلسفة النظرية والعملية (الاخلاق ) فلا لابد كل البُد من ان تتضمن الحرية , كما يقول كانط ، "الحرية (الاستقلال عن كونها مقيدة لبعض الاختيارات) ، بقدر ما يمكن أن تتعايش مع حرية أخر يين وفقا للقانون العالمي وهو قانون الحرية العام وحقوق الانسان وهذا ما اسماه كانط ب(الحق) وعرفه :" مجموعه الشروط التي بها تستطيع حرية الاختيار عند الفرد ان تتوافق مع حرية الاختيار عند الاخر ,وفقاً لقانون الحرية العام ". ينظر: الكيالي ,عبد الوهاب:موسوعة السياسة,ج1 ,بيروت ,لبنان1974.ص1465. و :كرم,يوسف:تاريخ الفلسفة الحديثة.القاهرة 1979.ص145. ينظر: اباظة (ابراهيم دسوقي): تاريخ الفكر السياسي. دار الرياض، بيروت، 1975. .ص 242.
(([1] البعلبكي ,منير :المورد القريب قاموس انكليزي _عربي ط5 بيروت ,لبنان 2004.ص230-231 .
**الرجعية :مصطلح سياسي اجتماعي يستخدم للدلالة على تيارات تعارض مفاهيم تحديثية وتقدمية او يسارية جديدة وذلك عن طريق التمسك بالتقاليد الموروثة وتنظر الى الماضي كعصر ذهبي وتطالب بالرجوع اليه دون ان تكون شروط ذلك متوفرة لتغير متطلبات الحياة وظروف المجتمع . كما ان الرجعية كمفهوم واعتناق لا تقتصر على طبقة من طبقات المجتمع ,ونجد ان التيارات والاحزاب التي تتبنى المنطق الرجعي هي اليمينية المتحجرة ويجب تمييزها عن اليمين الليبرالي الذي يعد اكثر مرونة وانفتاحاً .ويطلق على بعض الاحزاب الرجعية في الغرب اسم الاحزاب المحافظة .ينظر: الكيالي .عبد الوهاب :موسوعة السياسة ,ج2,ص814.
***الراديكالية (radicalism): تترجم الى العربية بالجذري , نسبة الى جذور الشئ , والجذريون او الراديكاليون هم الذين يريدون تغير النظام الاجتماعي من جذوره ويطلق تعبير الراديكالية اليوم على المتطرفين نحو اليسار غالباًونحو اليمين احيانا ًقليلة. اما معناها فنقصد به الاصلاح السياسي من الاعماق والجذور فقط . للمزيد ينظر:دودج, مارتن: اعرف مذهبك . ترجمة احمد المطركي , بيروت ,لبنان 1972. ص70 .
([2] ) ينظر:دودج, مارتن: اعرف مذهبك. ص71 .
*البروليتارية (proletariat) تاريخيا كان البروليتاري مواطنا من الطبقة السادسة والاخيرة في المجتمع الروماني وبهذه الصفة كان يعطي من الضرائب وكان ينظر اليه على انه مفيد فقط من ناحية انجاب الاطفال الذين سيصبحون عبيدا او جنودا في خدمة المجتمع . وفي اوائل القرن التاسع عشر اعيد استعمال هذه الكلمة في الادبيات السياسية للدلالة على الطبقات الدنيا من المجتمع . وحدد ماركس وانجلز هذه الطبقة بوصفها طبقة العمال المعارضة للطبقة البرجوازية .للمزيد ينظر :الكيالي ,عبد الوهاب : موسوعة السياسة ,ص533.
([3] )ينظر : بوترين ,يوريس: قاموس موجز للاصطلاحات السياسية . دار النشر وكالة "نوفوسين",1983 .ص78 .
([4] )لالاند , اندرية :موسوعة لالاند الفلسفية .تعريب خليل احمد خليل .منشورات عويدان ,بيروت – باريس ,مج2 , ط2, 2001 . ص725 .
([5] ) مجموعة من المؤلفين :الموسوعة العربية العالمية ,ج21,ط2,نشر واعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ,السعودية 1999.ص247.
(([6] العروي ,عبد الله :مفهوم الحرية .المركز الثقافي العربي ,ط5,بيروت- لبنان 1993, ص39.
([7])لالاند , اندرية :موسوعة لالاند الفلسفية .مج2.ص726.
*الديمقراطية من حيث اللفظة فهي تشتق من اللفظة اليونانية ديمو demos وتعني الشعب , وkratos وتعني القيادة أي الحكم بواسطة الشعب.. بمعنى اوسع الديموقراطية هي نظام سياسي يقيم العلاقة بين افراد المجتمع والدولة وفق مبدأي المساواة بين المواطنيين ومشاركتهم الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة .وأساس هذه النظرة هو المبدأ القائل بأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر الشرعية . و للديموقراطية انواع جميعها تعتمد حكم الاغلبية هي :اولاً: الديموقراطية المباشرة حيث يمارس الشعب فيها بنفسه مهام سن التشريعات والقيام بمهام السلطة التنفيذية من تعيين للموظفين المكلفين بتطبيق القرارات التشريعية ومن اصدار الاحكام . ثانياً: الديموقراطية شبة المباشرة حيث ينتخب الشعب نواباً لمناقشة القضايا والقوانين العامة وليست التشريعات شأنها وليعين السلطة التنفيذية ويحاسبها على اعمالها شرط احتفاظ المواطنين بحق تقرير المسائل الرئيسية فيقرها الشعب عن طريق الاستفتاء. ثالثاً: الديموقراطية التمثيليه حيث ينتدب الشعب نواباً لممارسة السلطة بأسمه بدون تحفظ عدا احترام الدستور ودورية الانتخابات . ينظر : الكيالي,عبد الوهاب :موسوعة السياسة ,ج2, ص751-752. ديدية,جوليا :قاموس الفلسفة. ص223
*السلطة (Authority) وهي ركن من أركان الدولة الحديثة وهذا المفهوم يرتبط بمفاهيم أخرى مثل فكرة الإلزام (Obligation)بالنسبة للخاضعين للسلطة ,ومفهوم الشرعية(Legitimacy)حيث إن السلطة الشرعية هي تلك السلطة التي تعترف بها انها مشروعة او مبررة من طرف اؤلئك الذين تطبف عليهم . وكما نجد ان الصلة وثيقة بين السلطة والقوة ولكن ما يفرق السلطة عن الاخيرة هو ان صاحب السلطة مطاع اعتياديا.وخيراً السلطة في سياق الحكم الديموقراطي هي القوة المقبولة والمطاعة والاساس الذي يدعم هذا القبول او الطاعة هو الرضى من قبل الاكثيرية ذوي العلاقة . ينظر د.محمود عودة اسس علم الاجتماع دار النهضة العربية ,بيروت –لبنان . ص238-249 .ومصطفوي ,محمد :نظريات الحكم والدولة , دراسة مقارنة بين الفقة الاسلامي والقانون الدستوري الوضعي ,مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي /سلسة دراسات حضارية ,ط2 بيروت-لبنان (بلا) , ص25 . و قربان ,ملحم :المنهجية والسياسة دار العلم للملايين، ط3، بيروت 1977. ص359 .
([8]) ويكيبديا:الموسوعة الحرة :مصطلح السلطة . http:\\ar.Wikipedia.org\wiki\السلطة
([9]) الجديدي ,محمد :الحداثة ومابعد الحداثة في فلسفة ريتشارد رورتي , منشورات الاختلاف ,دار العربية للعلوم ناشرون ط1 بيروت2008 .ص307
*الحكومة :هي التنظيم السياسي للدولة والاداة التي تمارس الدولة من خلالها سيادتها على الشعب او اقليم معين ,وعلى هذا الاساس فإن الحكومة هي جزء من الدولة ,والعلاقة بينهما علاقة الاصل (الدولة)بأحد الفروع(الحكومة) ,فالدولة هي صاحبة السلطة ومليكتها ,والحكومة هي التي تمارس هذه السلطة بالنيابة عن الدولة .كما ان الحكومة هي اليد في التصور القديم ,والجهاز التنفيذي لما يقره مجلس النواب الذي يمثل اختيار المواطنين لمدة معلومة .العروي ,عبد الله :من ديوان السياسة . المركز الثقافي العربي ,ط1 بيروت-لبنان ,2009 . ص139,و نظر بسيوني عبد الغني :نظرية الدولة في الاسلام ,الدار الجامعية ,بيروت –لبنان 1986 .ص39-40 . وينظر: مصطفوي ,محمد :نظريات الحكم والدولة , ص22 .
**يقصد بالحرية المدنية انها تلك الحرية الموهوبة للانسان بوصفه الموطن الذي يخضع للقوانين المدنية ويسير وفقا ًلها وعليه يوهب تلك الحرية .والحرية المدنية هي التي تحدد القطاعات التي تتدخل الحكومة فيها , ولاسيما مايتناول حرية الحديث والنشر والاجتماع والمعتقد الديني .وقد تناول فلاسفة العقد الاجتماعي مسألة الحرية المدنية عندما يتحولون من الحالة الطبيعية الى حالة المجتمع المدني.وابرموا العقد الاجتماعي لضمان هذه الحرية.ينظر: غالي، د.بطرس: مدخل في علم السياسة ،ط1، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1959م .ص66. و:الكيالي,عبد الوهاب :موسوعة السياسة. ص242
([10] )"لماذا الليبرالية "دراسة بعنوان "الليبرالية التي نسعى لها "من كتاب "مفردات الثقافة السياسية "محمد قطب . ص2 .نقلا من الانترنت . http:\\hawariboumadianis20.maktoobbloy.com\1413954 الليبرالية
* ويعد جون لوك ابو الفردانية الليبرالية ,وله تأثير عميق على كل من نادى بالتراث ,كما نجد سياسة لوك متكاملة مع فلسفته التي تعتبر التجريبية سمتها الغالبة ,حيث فلسفته السياسية ترتكز على الواقعية ,وقد فسر هذا حتى عند كلامه عن المعقول, حيث يجب على السياسة ان تؤدي الى السعادة من خلال الافراد العاقلين الاحرار ,وهذه في الوقت نفسه هي غاية عقلانية .ينظر: توشار ,جان : تاريخ الفكر السياسي .ص297.
([11]) ينظر: السلمي (عبد الرحيم بن صمايل): الليبرالية نشأتها وتطورها ومجالاتها. (1، 2)، 30/ 10/ 2002. http://www.hurraf.org\vb\show threaad.php?t=5536
* ان أصول هذه النظرية عند السفسطائيين الذين اهتموا بالمثل العقلية ورأوا إن الإنسان يضع القيم بإرادته. وكان ( أبيقورس (342-270ق.م) اثني المولد، نشأ مع ساموس ودرس في أثينا وهو فتى، ثم قضى بعد ذلك بضع سنوات في آسيا الصغرى ثم عاد الى أثينا عام 306 ق.م واشهر ما يعرف به نظريته في مذهب اللذة. كامل، فؤاد، الموسوعة الفلسفية المختصرة،ص15 )أول من طور هذا الاتجاه ، حيث أكد بأن الدولة ليست من عند الله ، لخدمة عقائد الإنسان وتوجهه الى الحقائق السرمدية ،وإنما هي مجرد تنظيم وضعي صنعه الإنسان بيده ، بقصد ترتيب حياته على أسس التوفيق بين مطالبه ومطالب الغير، وبين حقوقه و حقوقهم و واجباته وواجباتهم الجرف ، د.طعيمة ، نظرية الدولة والأسس العامة للتنظيم السياسي ، مكتبة القاهرة الحديثة ، القاهرة ، 1964.ص17. و كيتل، دايموند كارفليد ، العلوم السياسية ، ترجمة د.فاضل زكي محمد ، مراجعة احمد ناجي القيسي ، بغداد ، 1960م.،ص104.
([12] ) (مطر) أميرة حلمي: الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها. دار المعارف، سنة 1988. ص120- 121.
**سقراط :فيلسوف يوناني من اثينا ,لم يصل الينا الكثير عنه ؛لانه لم يترك كتابات خاصة به ,وما وصل الينا عنه كان من خلال بعض فلاسفة من بعده ,منهم افلاطون وارسطو .وقد عرف عن سقراط انه انزل الفلسفة من السماء الى الارض ,فقيل انه قال :"ان جل اهتمامي ليس بأسرار الله ,وانما بعقل الانسان " وعرف عنه انه اغلب الافكار التي شغلت باله هي تخص الانسان والدولة , كما اهتم بمكارم الاخلاق حتى اصبح في هذا المضمار اول من اثار مشكلة التعرف التام ...وعرف عنه انه اول من اوجد منهجي (التهكم والتوليد)حيث باختصار من خلال الاسئلة يوصل محدثية الى الايمان بآرائه من أنفسهم. وقد اتهم سقراط تهماً منها (إنكار الالهه,افساد الشباب )وعقوبة هذه التهم هو الاعدام ,وفعلاً انتهت حياته معدوماً .كرم يوسف:تاريخ الفلسفة اليونانية,ط5, القاهرة .1970.ص52 ,وينظر :ال ياسين ,جعفر: فلاسفة اليونان من طاليس الى سقراط .ط3, مكتبة الفكر العربي ,بغداد 1985.ص139. و ينظر هنري,توماس:اعلام الفلسفه كيف نفهمهم ترجمة متري امين ,القاهرة 1964.ص80.
([13] ) (أمين ):احمد :قصة الفلسفة اليونانية . ص304 .
* الإقطاع نظام اجتماعي سياسي –اقتصادي ظهر في اوربا في القرون الوسطى ,ويرتكز على حكم سادة الارض (النبلاء) اصحاب الاقطاعيات ويتعاون معهم في ذلك الجهاز المسلح من الفرسان و المرتزقة بقصد الارهاب وفرض ارادة الاقطاعي ,الى جانب الكنيسة التي كانت تقوم بأدوار مختلفة تقود في مجموعها الى تبرير الوضع والمحافظة عليه .الكيالي ,عبد الوهاب :موسوعة السياسة .ج1 .ص243 .
([14] ) ينظر : (زيادة) معن: الموسوعة الفلسفية العربية. ص 1156.
([15] ) ينظر :(أمين) احمد: قصة الفلسفة اليونانية. القاهرة، 1949. ص 303.
([16] ) ينظر : رؤوف (هبة): الليبرالية ايديولوجية مراوغة افسدها رأس المال. 8/ 8/ 2004. www.islamonline.net. htttp:\\www.islamonline.net \servlet\satellte?c=article_C…Zone
([17] ) ينظر: المعجم الفلسفي المختصر. ترجمة: توفيق سلوم، مطبعة دار التقدم، موسكو، 1986. ص 99.
([18] ) ينظر : المديني,توفيق :التوتلليتارية الليبرالية الجديدة والحرب على الارهاب ,منشورات اتحادالكتاب العرب ,دمشق 2003 .ص8
*جون لوك john Lock: ولد جون لوك بالقرب من بريستول في انكلترا في عام 1632 م ,.بدأ رحلته الدراسية عندما دخل مدرسة وستمنستر وبقي هناك ست سنوات حتى بلغ العشرين ,وعندها انتقل الى الاكسفورد وتابع فيها دراسة الكهنوت لكنه لم يتذوق الفلسفة المدرسية ,ولم يحب مايقرأ الا بعد ان قرأ لديكارت وجساندي , حيث بدا له ان الوجهه الاخلاقية من الدين اجدر بالدراسة من الوجهه الاعتقادية . وفي الشطر الثاني من حياته ساهم لوك في جميع الحركات الفكرية التي كان يضطرب بها عصره , وصنف فيها كتباً اهمها : ( خواطر في الجمهورية الرومانية , في التسامح , في الحومة المدنية , اعتبارات في نتائج تخفيض الفائدة وزيادة قيمة النقد , خواطر في التربية , في العقل الانساني , محاولة في الفهم الانساني ) ويعد جون لوك احد مؤسسي المذهب الحري الجديد , ويذهب الى ان للانسان حقوقاًمطلقة لا يخلقها المجتمع ,وان الطبيعة تقوم في الحرية , وبالتالي العلاقات فيها تكون على شكل علاقة كائن حر بكائن حر وعليه تؤدي الى المساواة. كما نجد ان فلسفة جون لوك في التسامح , هي فلسفة علمانية بصورة جذرية . وهو يفصل بدقة بين الزمني والروحي ,وهو يعلن :"ان كل سلطات الحكومة المدنية لا تتعلق الا بالمصالح المدنية " ويضيف بأن الاراء الدينية تتمتع بحق مطلق وشامل بالمسامحة . و ينظر توشار ،جان :تاريخ الفكر السياسي ,ترجمة الدكتور علي مقلد ,الدار العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ,بيروت – لبنان.بلا. ص295 ومابعدها. ينظر : كرم ، يوسف ، تاريخ الفلسفة الحديثة ، ط3، دار العلم، بيروت ، 1977م . ص141-142 .
**العقد الاجتماعي حسب تعرف جميل صليبا هو(( اتفاق افتراضي بين أفراد المجتمع يوجب كل منهم وهو في حالة الطبيعة أن يعهد من شخص ومن كل ما لديه من قدرات الى الإرادة العامة التي تنظم بها حياة الكل )) . فغاية التعاقد هي تنظيم وحماية الحقوق الطبيعية للفرد وحياته وحريته وملكيته. ومن هنا ندرك بأن القوة السياسية لا توجد ولا تمارس الا للصالح العام فأساس الحكومة الرضى وسلطة الحكام لا تأتي عن حق مطلق او كمنحة بل عقد له شروط. ولضمان سلامة العيش في ظل العقد بأمان فقد اتاحت الطبيعة للفرد سلطتين اساسيتين تتمثلان في حقه في الحفاظ على بقائه وبقاء الاخرين وحقه في ان يوقع العقوبة على كل من تسول له نفسه الاعتداء على قانون الطبيعة وهذه يمكن اعتبارها الخطوة الاولى في تأسيس قانون العقاب والثواب وفق النظام الطبيعي القائم على القوة من اجل بقاء الانسان لممارسة دوره في الحياة. وابرز فلاسفة العقد الإجتماعي هم جون لوك ,وجان جاك روسو,ففيما يخص جون لوك وفي المرحلة الطبيعية البدائيةالناس يولدون احراراً متساويين يحكمهم القانون الطبيعي الذي هو صوت العقل الإلهي البادي في ضمير الناس، والكل فيه هو قاض لقضيته والكل مساوٍ للآخر، هو نوعاً ما ملك، يمكن ان تسول له نفسه عدم مراعاة العدل بدقة وهذه تحديدات خطيرة لصون الحرية. يبين ذلك لوك: "هو وضع من الحرية التامة في القيام باعمالهم والتصرف باملاكهم، ...، فمن اطار السنة الطبيعية وحدها- دون ان يحتاجوا الى اذن احد او يتقيدوا بمشيئة انسان. وهو وضع من المساواة ايضاً حيث تتكافأ السلطة والسيادة كل التكافؤ". اي فحياة الفطرة هذه لا ينقصها إلا لتنظيم الذي يحقق قيام الحكم ووضع القواعد اللازمة لتقرير الجزاء ضد المعتدين، أي إنها لا تشتمل على تنظيم مثل القضاة والقانون المكتوب والعقوبات المحدودة ، مما يؤدي الى تنفيذ قواعد الحق.ففي المرحلة الطبيعية في ظل انشاء مجتمع مدني لابد من ابرام عقد بين أفراد الشعب "الناس " حيث يوكلون احدهم ويكون ما يسمونه بـ" الملك " وهم بذلك يسمون بـ "الرعية " وهذا العقد يكون عبارة عن عقد او عهد بموجبه يتنازل الافراد عن جزء من حقوقهم الطبيعية مقابل التمتع بمميزات المجتمع السياسي فالفرد قد اتفق بمحض ارادته مع الاخرين على التنازل عن ارادته الشخصية في سبيل الحصول على المنافع التي تنجم عن التعاون الاجتماعي مع الاخرين ولم يحصل الفرد على حماية المجتمع الا بتنازله عن حقوقه الطبيعية. كما نجد روسو ينضم إلى من سبقه من الفلاسفة الذين نادوا بـ(العقد الاجتماعي ) وبالفعل الف روسو مؤلفاً اسماه "العقد الاجتماعي " ,وقد جاء حل روسو هذا كمحاولة لإصلاح الحياة الاجتماعية والسياسية في المجتمع ، وهذا الإصلاح يؤدي بالإنسان الى التمتع بالمميزات الطبيعية التي يتمتع بها من قبل ، التي فقدها الى الأبد ، بعد تعلق الإنسان بالحياة الاجتماعية التي كانت بمثابة طبيعة ثانية ، لا يستطيع أن يستبدل بها غيرها، فكان يلتمس الطبيعة وقوانينها في ثنايا المجتمع.اي انه ينادي بالعودة الى الطبيعة وما تتسم به وفي هذا العقد يعتبر روسو الانسان حراً طليقاً من كل قيد وكان يعيش عيشة منفردة ، ومنعزلاً عن كل فرد آخر، إلا انه وجد نفسه مضطراً لظروف أحاطت به ، الى إن يجتمع مع أفراد آخرين وان يتعاقد معهم على صيغة عقد ضمني، يخضع كل واحد من المتعاقدين جميع حقوقهم إلى المجتمع. وينص العقد الاجتماعي على أن يتنازل كل فرد عن نفسه وعن حقوقه للمجتمع بأسره باعتباره مجموعة واحدة ، وهذا التنازل أوجد شخصية سياسية تتمتع بحياة خاصة، أو بآراء مستقلة ، وتنفصل عن حياة الأفراد المكونين لها وعن إرادتهم ، وهذه الشخصية السياسية نسميها ( الدولة ) ويمكن التعبير عنها بالصيغة التالية: (( يسهم كل منا في المجتمع وبكل قدرته تحت الإرادة العامة العليا ، وتلتقي على شكل هيأة كل عضو كجزء لا يتجزأ من الكل )) وسماها بالارادة العامة لانها تتكون من عملية التصويت ، وان عملية التصويت تؤدي باستثناء حالة الاجتماع النادرة الى وجود أغلبية وأقلية ، ومن ثم خضوع الأقلية للأغلبية معناه افتقاد الحرية والمساواة بين الأفراد في المجتمع المدني ، وبناءً على ذلك فان أعضاء الأقلية لا يكونون أحراراً بعد الآن ، فكان حل روسو لهذه المعضلة هو : إن خضوع الأغلبية معناه الخضوع للإرادة العامة التي تعبر عنها الأغلبية ، فأعضاء الأقلية لا يمكن أن يبقوا أحراراً متساوين إلا بخضوعهم للإرادة العامة .لذالك كانت إرادة الأغلبية دائماً تمثل الإرادة العامة. ينظر : روسو، العقد الاجتماعي، ترجمة ذوقان قرقوط ، منشورات مكتبة النهضة ، بغداد ، ط1، 1983.، ص50 وما بعدها. وينظر: غالي ، بطرس ، المدخل في علم السياسية ، ص286-288.وكذلك: ينظر: عبد المعطي ,د. علي : الفكر السياسي الغربي. مطبعة دار الجامعات المصرية، مصر 1979.ص305-308. وينظر: الشاوي ، د.منذر، الدولة الديمقراطية ، ص94 .وينظر: العدوي ، عبد الفتاح حسين ، الديمقراطية وفكرة الدولة ، مؤسسة سجل العرب دار الاتحاد العربي للطباعة ، 1964، ص250 . و:ينظر: سابن،جورج،تطور الفكر السياسي،ترجمة د.راشد الراوي ،تقديم احمد سويلم العمري ،دار المعارف بمصر،القاهرة1971 ص705 ينظر:لوك (جون): الحكم المدني. مقالة (2)، فصل (2)، فقرة (4). ص 139. وينظر:مطر (اميرة حلمي): في فلسفة السياسة. القاهرة 1978. ص 101.و شفاليه (جان جاك): المؤلفات السياسية الكبرى من مكيافيللي حتى ايامنا. ترجمة: الياس مرقص، ط1، بيروت1980. ص 96. و ينظر: بدوي، د ثروت: أصول الفكر السياسي والنظريات والمذاهب السياسية الكبرى ، دار النهضة العربية، القاهرة، 1972م.ص123. وينظر: الشاوي، د. هشام: مقدمة في علم السياسة، دار الكتب للطباعة والنشر، بغداد، بلا تأريخ . ص80. و ينظر: صليبيا،د.جميل ، المعجم الفلسفي ، دار الكتب اللبناني ، بيروت ، ج1 ، 1973م.، ص 82.
([19] )ينظر: http:// palto .stanford.edu\entries\liberalism\\liberalism
*الايديولجيا Ideology: مصطلح لاتيني الاصل , استخدمه لاول مرة الفيلسوف الفرنسي دي تراسي في مطلع القرن التاسع عشر بمعنى (علم الافكار ).ينظر الكيالي ,عبد الوهاب : الموسوعة السياسية ,ج1,ص421.
(([20] آلان جوكس في بحثه " نظام التحالفات الجديد في الاستراتيجية الأمريكية " المنشور في دفاتر الدراسات الاستراتيجية في ربيع 1997.
**يعود أصل مفهوم العولمة --بوصفها مشروعا لمركزة العالم في حضارة واحدة-- إلى الأدب السياسي المتخصص للشركات العملاقة المتعددة الجنسية , التي فرضت هيمنتها المتزايدة على المقدرات و الفاعليات المالية و الإنتاجية عبر العالم. العولمة يمكن اعتبارها المرحلة النهائية من الكوكبية التكنولوجية- الاقتصادية في ضوء التحولات الهائلة و الجذرية التي طرأت على خريطة العالم بفعل ثورة الاتصالات و المعلومات. و يمكن اعتبارها أيضا مجتمع عالم يتشكل تحت اسم العولمة أو ما بعد الحداثة من المخلوقات و المنتوجات أو الأنظمة و الآليات أو القوى و العلاقات أو الهويات و الذوات. و كما يتجلى ذلك على غير صعيد و في غير حقل من النشاط البشري و التطور الحضاري, اتصالات سريعة ، موارد افتراضية و مبادلات مختلفة الأشكال، تدفقات عالمية ، منظومات تراثية مرنة , و شركات سلطوية معقدة، هجرات بشرية متزايدة، و هويات ثقافية مهجنة على أرضية جديدة ذات تعددية قصوى، و خريطة لعالم جديد حيث الحدود غير ثابتة والقدرات غير محدودة .وهذه المرحلة هي ما يسمى أيضا بـ"ما بعد الحداثة " . بول هيرست وجراهام طومبسون"ما العولمة –الاقتصاد العالمي وامكانيات الحكم " ترجمة د.فالح عبد الجبار ,سلسلة عالم المعرفة , العدد273,سبتمبر2001 . ص12 . و العولمة تكون في خدمة الإنسانية حين تتبلور سياسة الكل الإنسانية، المرتبطة بالتلازم بتحقيق العدالة للجميع، خاصة للشعوب و الأمم غير الغربية، الذين يتعرضون لمصادرة حقوقهم الحضارية من قبل الغرب نفسه. و سوف تكو ن مهمة هذه السياسة تطوير ما هو إيجابي في الحضارة الغربية، بتقنياتها و علومها و قيمها الحضارية، و إسقاط كل ما هو سيئ منها، و القيام بتكافل بين الحضارات، مدمجين الإسهامات الأساسية للشرق و الجنوب .هذه السياسة الحضارية سوف تكون ضرورية للغرب نفسه
([21] )ينظر : مايكل هاردت و أنطونيو نيغري –الإمبراطورية – امبراطورية العولمة الجديدة,تعريف فاضل جتكرو مراجعة د.رضوان السيد. ط1 مكتبة العبيكان – الرياض –2000.ص47.
([22] ) ينظر :الكيالي، عبد الوهاب :موسوعة السياسة . ص31 .
([23] ) عزة ,هبة رؤوف :الليبرالية ايديلوجيا افسدتها رأس المال ,الجوهر الليبرالي فردانية القيم والتصورات".موقع اسلام اون لاين ,اب 2004 نقلا من الانترنت WWW.ISLAM ON LINE
([24] ) عزة ,هبة رؤوف :الليبرالية ايديلوجيا افسدتها رأس المال ,الجوهر الليبرالي فردانية القيم والتصورات".موقع اسلام اون لاين ,اب 2004 نقلا من الانترنت WWW.ISLAM ON LINE
([25] ) عزة ,هبة رؤوف :الليبرالية ايديلوجيا افسدتها رأس المال ,الجوهر الليبرالي فردانية القيم والتصورات".موقع اسلام اون لاين ,اب 2004 نقلا من الانترنت WWW.ISLAM ON LINE
*جون ستيوارت مل :وهو من الفلاسفة المحدثين الذين لهم اثر واضح في مسيرة الفلسفة ,حيث له باع في في مجالات الفلسفة منها :المنطق ,الأخلاق.كما له الكثير من المؤلفات التي تدل على ذلك منها: المنطق القياسي ,مبادئ الاقتصاد والسياسة ,في الحرية ,مراجعة فلسفة هاملتون .ينظر:كرم,يوسف :تاريخ الفلسفة الحديثة. ص342وما بعدها. وهو من أبرز المفكرين الغربيين الذين نظّروا للفلسفة الليبرالية من خلال كتابه (في الحرية Liberty on)
([26] ) ينظر:العروي ,عبد الله:مفهوم الحرية .ص42.
*فيلسوف وسياسي بارز له مؤلفات عديدة في السياسة منها كتابه مفهومان في الحرية .
([27] ) ينظر :برلين ؛ايزيا :مفهومان في الحرية نقلاً عن :العروي ,عبد الله :مفهوم الحرية .ص44.
([28] ) ينظر : عزة ,هبة رؤوف :الليبرالية ايديلوجيا افسدتها رأس المال ,الجوهر الليبرالي فردانية القيم والتصورات".موقع اسلام اون لاين ,اب 2004 نقلا من الانترنت WWW.ISLAM ON LINE
* إمانوئيل كانط Immanuel Kant (1724-1804 م) :ولد كانط بكونجسبرج في ألمانيا , من أبويين فقيرين على جانب عظيم من التقوى والفضيلة , ينتميان الى شيعة بروتستانتية تدعى " التقوية " تستمسك بالعقيدة اللوثرية الأساسية القائلة إن الإيمان يبرر المؤمن ,وترى إن محل الدين الإرادة لا العقل . وتعلي من شأن القلب والحياة الباطنية . وقد كانت له مؤلفات عديدة في شتى أفرع الفلسفة ,ومنها في مجال فلسفة الأخلاق والجمال والميتافيزيقا والدين.., ومن هذه المؤلفات ): رسالة بعنوان "الأساس الممكن الوحيد للبرهنة على وجود الله" عام 1763م ، دراسة بعنوان " وضوح مبادئ العلم الإلهي النظري والأخلاق " عام1764 م.، رسالة بعنوان " صورة ومبادئ العالم المحسوس والعالم المعقول"عام 1770م، كتاب "نقد العقل الخالص النظري " عام 1781 م,وهو من أهم مؤلفاته. ،رسالة بعنوان " لكل ميتافيزيقا مستقبلية تريد إن تكون علماً " عام 1783 م ،كتاب "تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق "عام 1785 م ، كتاب "نقد العقل العملي " عام 1788 م ،رسالة "في السلام الدائم "عام 1795 م . وهذا أهم مؤلف لديه يهمنا في هذه الدراسة ، كتاب "ميتافيزيقا الأخلاق" عام 1797 م . ينظر: كرم ,يوسف :تاريخ الفلسفة الحديثة : ص208وما بعدها .أما فيما يخص فلسفته الأخلاقية فقد وضع كانط بعض القواعد الأخلاقية التي تعمل على تقويم الفعل الإنساني ,وهذه القواعد هي :
1- "افعل فقط طبقاً للقاعدة التي تجعل في إمكانك ان تريد لها في عين الوقت ان تغدو قانوناً كلياً ".
2- "افعل على نحو تعامل الإنسانية في شخصك كما في شخص غيرك , كغاية دائما وفي نفس الوقت ,لا مجرد وسيلة ألبته ".
3- افعل بحيث تستطيع التصرف في مملكة الغايات على انك ذات وعلى انك مشرع في نفس الآن " .ينظر: كانط ,إمانويل : أسس ميتافيزيقا الأخلاق ,ترجمة وتقديم فتحي الشنيطي ,دار النهضة العربية ,لبنان 1970 م. ص108-109 .وكذلك بدوي,عبد الرحمن :الأخلاق النظرية ,وكالة المطبوعات ,الكويت 1975م . ص27 -28 .
([29] ) ترجمة نجيب حصادي .المكتب الوطني للبحث والتطوير Guyer, Paul, 2005. Kant's System of Nature and Freedom. Oxford: Oxford UP
([30] ) توشار , جان : تاريخ الفكر السياسي . ص381 .
([31] ) ينظر :الكيالي ,عبد الوهاب :موسوعة السياسة .ص74.
([32])بدوي ،عبد الرحمن :إمانويل كانط . ط1 ,الكويت 1977م . ص92.
([33] ) نقلاً عن : محمود,زكي نجيب : قصة الفلسفة الحديثة ,لجنة التأليف والترجمة والنشر . القاهرة1936.ص274.
* هيجل وهو فيلسوف مثالي الماني له اثر كبير في اكثر من ميدان من ميادين الفلسفة حيث نجد انه بحث في المنطق والجدل, الوجود والماهية ,الطبيعة , الانسان والمجتمع ,والاسرة والدولة ...له مؤلفات عديدة منها :الحاوي ,المنطق, علم ظهور العقل. ينظر:كرم ,يوسف :تاريخ الفلسفة الحديثة .ص274 وما بعدها .
([34] ) ينظر :كرم ,يوسف:تاريخ الفلسفة الحديثة .ص275.
([35] ) ينظر: المصدر نفسه . ص277-278.
* المقصود بالابوية هنا السلطة الكنسية .
([36] ) عزة ,هبة رؤوف :الليبرالية ايديلوجيا افسدتها رأس المال ,الجوهر الليبرالي فردانية القيم والتصورات".موقع اسلام اون لاين ,اب 2004 نقلا من الانترنت WWW.ISLAM ON LINE
([37]) ينظر:البيلاوي ,حازم: عن الديموقراطية الليبرالية مجلة افاق الاسلام عدد4, 1994
(([38] ينظر: قطب , محمد :مباحث فكرية معاصرة .ط10.دار الشروق.القاهرة-مصر .2008م. ص43.
([39] )ينظر: زيادة ,معن :الموسوعة الفلسفية العربية ( الجزء الثاني – القسم الثاني ). ط1، معهد الانماء العربي، 1988. ص1160 .
([40]) سروش , عبد الكريم : المرتكزات النظرية لليبرالية , مجلة قضايا اسلامية معاصرة ,تصدر عن مركز دراسات فلسفة الدين والكلام الجديد ,بغداد عدد24-25 .صيف وخريف2003 . ص147 .
([41] )ينظر: what-is-a-liberal-democracy.htm. www.wisegeek.com\ \\ http
([42] ) ينظر توشار ،جان :تاريخ الفكر السياسي ,ترجمة الدكتور علي مقلد ,الدار العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ,بيروت – لبنان.بلا. ص404 .
([43]) ينظر:لالاند,اندريه: موسوعة لا لاند الفلسفية 2/726.
([44] )ينظر: سروش,عبد الكريم : المرتكزات النظرية لليبرالية .ص146 .
([45] ) ينظر: البعلبكي (منير): قاموس المورد القريب. انكليزي- عربي، ط5، بيروت 2004. ص1050.
( [46] )ينظر :مجموعة من المؤلفين :الموسوعة العربية العالمية.ج 21,ط2.دار ونشر أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع,السعودية .1999م.ص248.
([47] )السلمي (عبد الرحيم): الليبرالية نشأتها وتطورها ومجالاتها (1، 2).
([48]) ينظر: توشار ،جان :تاريخ الفكر السياسي ,ص 404
([49] ) ينظر: مقال : في الدولة الليبرالية – مجلة المؤرخ العربي – عدد 35-ص/73.
([50] ) المصدر نفسه ,ص404 .
([51] ) ينظر: سروش , عبد الكريم : المرتكزات النظرية لليبرالية .ص149 .
([52] ) - كامل ,د:عبد العزيز : دعاة اللبرلة ..عقول محتلة ... ام ولائات مختلة موقع صيد الفوائد .نقلا من الانترنت . www.saaid. Net mktarat\almani\49.htm \www.saaid.net http://