من أهل الدار
اللكاشي
تاريخ التسجيل: April-2013
الدولة: العراق
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,450 المواضيع: 132
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
2
مزاجي: متفائل
المهنة: شاعر
أكلتي المفضلة: دجاج ع التمن البرياني فقط
موبايلي: نوكيا
آخر نشاط: 2/February/2021
الاتصال:
بحث عن البداية الداخلية للحركات الارادية (العواطف والانفعالات حسب رؤية توماس هوبز )
يرى (هوبز)، بأن هنالك نوعين من الحركات في الكائن الحي (بما في ذلك الأنسان بالطبع) وتسمى الأولى بالحركة الحية، كحركة جريان الدم والنبض والهضم والتنفس والتغذية .. الخ، وهي حركات لا تحتاج الى عون من الخيال، أما النوع الثاني من الحركات فهي الحركات الأرادية وتسمى بـ (الحركات الحيوانية – Animal Mations) ومن أمثلتها، المشي والكلام وتحريك عضو من اعضاء الجسم بالطريقة التي تخيلها في الذهن([1])، وهذا النوع الثاني من الحركات يأتي من الخارج ويستمر حتى المخ، ويحدث فيه صوراً ذهنية بل أنه ليؤثر كذلك في الحركات الحية في القلب ويؤدي ذلك الى ظهور نوع من الاحساس هو (اللذة – Pleasure)، أذا كانت حركة الدم تسير في طريقها سيراً مريحاً، أما أذا كانت هناك عوائق ظهر أحساس آخر هو (الألم – Pain)([2]).
وكما يعتقد (هوبز)، فالحركة هي السبب الفاعل لمختلف النشاطات، والحركات التي تطرأ على جسم الانسان بما في ذلك سائر أشكال سلوكه الظاهر وافعاله، كذلك فأن حركات العقل وما يتمخض عنها من مظاهر سلوكية يرجع سبب حدوثها الى الاحساس والتخيل([3])، لأن الحركات الواردة من الجسم الخارجي لا يقتصر تأثيرها على الدماغ فحسب، بل أنها تنتقل الى القلب وتسبب نوعاً أخر من الاحاسيس يتصل بأنفعالات الانسان ومن ثم افعاله الظاهرة، أذ لما كان القلب حسب رأي هوبز أصل الحياة ومنشأها ومركز الحركة الحيوية، فأن الحركات الواردة من الجسم الخارجي لابَّد أن تؤثر في الحركة الحيوية، فسرعة الحركة أو ابطاؤها أو عرقلتها تولد نوعين من الشعور هما: اللذة والألم([4]). وبمعنى أخر، أنه حينما تكون الحركة ملائمة لمجموع وظائفنا الحيوية فأنها تحدث (اللذة)، على حين أنها تولد لدينا (في الحالة المضادة)، نوعاً من الاحساس بـ (الألم)([5]).
فاللذة والألم تمثل (الجهد – Endeavour) ، الحقيقي الاول الذي تبدأ به الحركة الأرادية، فعندما يتجه هذا الجهد نحو الشيء الذي سببه فأنه يسمى (الأشتهاء – Appetite) أو (الرغبة – Desire)، وعندما يبذل الجهد للأبتعاد عن شيء ما يسمى بـ (النفور – Aversion)، فاللذة بدورها تولد الرغبة، والرغبة هي حركة أنبساط تبحث فيها عن بعض الموضوعات السارة، في حين أن الألم يولد النفور، والنفور هو بمثابة حركة نكوص يبتعد فيها عن بعض الموضوعات الأليمة([6])، فالحب مثيل للرغبة، والكراهية مثيلة للنفور، ويدعى الشيء (حسناً)، حين يكون موضوعاً للرغبة، و (سيئاً)، حين يكون موضوعاً للنفور([7])، وأن توارد مشاعر الاشتهاء والنفور، الأمل والخوف، تجاه شيء معين بصورة متعاقبة والتي تردد على ذهن الأنسان حتى يقوم بالفعل أو يصل الى قرار بأن الفعل مستحيل، فذلك ما تسمى بـ (التروي)، أما (الأرادة) فأنها في رأي (هوبز)، إنما تعبر عن أقوى الرغبات، بمعنى أننا نريد ضرورة تلك الرغبة التي تتغلب على كل ما عداها من رغبات، فيصدر عنا الفعل بطريقة حتمية لا أثر فيها للأختيار([8]).
ومن ردود الفعل البدائية هذه، من تقدم أو تراجع، راح هوبز يستخلص جميع الأنفعالات أو الدوافع الأشد تعقيداً، أو البعيدة (المركبة)، من هذه الانفعالات الأولية البسيطة، ومن الأمثلة على الدوافع المركبة، أذا ما جمع بين الأشتهاء واعتقاد المرء في قدرته على بلوغه فذلك هو (الأمل)، أما أذا كان هناك أشتهاء بغير هذا الاعتقاد فهذا هو (اليأس)، أما أذا كان هناك نفور مع اعتقاد المرء بأن هناك أذى يمكن أن يلحقه من جراء هذا الموضوع فذلك هو (الخوف)، وأذا كان هناك النفور السابق نفسه مع أمل المرء في تجنب الأذى عن طريق مقاومته فتلك هي (الشجاعة)، والخوف من القوة الخفية أذا أتيح أعلانه كان (ديناً)، وأذا لم يتح كان (خرافة)، ومن ثم فتقرير ما هو دين وما هو خرافة مرده الى المشرع، والسعادة ينطوي على التقدم المستمر، وهو يتألف في أن نحقق الرخاء، لا في أن يكون لنا رخاء، فليس ثمة شيء يكون سعادة دائمة، بأستثناء أبتهاجات السماء، وهي تتخطى احاطتنا([9])، وبتلك الوسيلة السايكولوجية البسيطة، أعتقد (هوبز)، انه بالامكان أستخلاص جميع الانفعالات التي تجيش في صدور الناس، وهذا ينطوي بدرجة أكثر على ما يدعى مسرات وآلاماً (عقلية)، ولكنها ليست مختلفة من حيث المبدأ([10])، طالما أن كل انفعال هو لون لرد فعل على أثارة أو أستجابة فعالة للعوامل والاحداث الخارجية([11]).
وهكذا، فأن الحياة تبدو في نظر هوبز على أنها ليست سوى حركة([12])، وهي في الانسان ليست الا حركة اطراف، بل أن الأنسان لا يعد ذاته عن كونه آلة مادية ذاتية الحركة، تتظافر اجزاؤها في مد سائر الاجزاء الاخرى بالحركة([13])، وأن حركة الانسان يعده جسماً مادياً تخضع للقوانين الميكانيكية التي تسري على سائر الموجودات في الكون، ويمكن تفسير مختلف نشاطاته ومظاهر سلوكه في حدود هذه القوانين، لأن هذه النشاطات سواء أكانت جسمية أم ذهنية – ليست في الأصل سوى مظاهر لحركة أجسام مادية دقيقة في أعضاء جسم الأنسان، وتخضع لمبدأ السببية ومبدأ القصور الذاتي، وتكون حركتها رد فعل على مؤثرات وحركات صادرة من الأشياء أو الأجسام المادية في العالم الخارجي([14])، وواضح من هذا بما لا يترك مجالاً للشك عن مدى تأثر هوبز بالأتجاه المادي الميكانيكي وسعيه الى توسيع مجال تطبيقه بحيث يشمل عالم الأنسان وسلوكه.
أن تحليل (هوبز)، للعواطف والانفعالات هو الأساس الفلسفي لما سمي بـ (الأخلاق الأنانية)*، وذهب (بيترز)، إلى أن الخطوة الأولى في محاولة هوبز عبور الهوة بين السايكولوجيا والقيم هي تحليله لفكرة الخير، ومن ثم فأن فكرة الالزام عند (هوبز)، تقوم على سايكولوجية الأنانية، والتي تعتمد بدورها على أفتراضات طبيعية مسبقة بحيث يصبح الواجب مسألة (حيطة) أو هو مسعى عقلي وراء متعة الذات، فهي وجهة نظر وصفية وليست معيارية للسلوك البشري([15]).
فيقرن (هوبز)، الخير باللذة، والشر بـ الألم، وبهذا الصدد يقول "أيا ما كان موضوع شهوة الانسان او رغبته، فأن هذا بعينه هو ما يطلق عليه المرء من جانبه أسم (الخير)، وايا ما كان موضوع كراهيته أو نفوره فأن هذا بعينه هو ما يطلق عليه أسم (الشر – Evil)، والواقع أن كلمات الخير والشر أنما تكتسب دلالتها نسبة الى الشخص الذي يستخدمها، لانه ليس ثمة شيء يمكن أن يعد كذلك (أي خيراً أو شراً) في ذاته بطريقة مجردة مطلقة، فليس ثمة قاعدة مشتركة للخير والشر يمكن أستخراجها عن طبيعة الموضوعات ذاتها، بل كل شيء يتوقف على الأنسان نفسه"([16]).
وهكذا، يذهب (هوبز)، صراحة إلى نسبية الأخلاق، نسبية الخير والشر، فليس ثمة خير مطلق أو شر مطلق ما دام خيرنا يرتبط في نظرنا دائماً بما هو نافع لنا، وشرنا يرتبط في نظرنا بما هو ضار لنا، وهذا يتكفل بتحديد القاعدة التي ينبغي أن يسير سلوك الأنسان بمقتضاها إن الانسان آناني بطبعه، نافر بفطرته من الأجتماع بغيره، متطلع إلى طلب الأمان، ويهدف بتصرفاته إلى حفظ حياته وتحقيق لذاته، هذه هي حياته الواقعية، وفي الوقت نفسه ما ينبغي أن تكون عليه حياته([17]). فغاية الافعال الأنسانية تحددها طبيعة الانسان ولا يمليها عقله، وحسب العقل آن يرشده الى الاساليب التي تقوده إلى تحقيق غاياته في حفظ حياته وتلبية رغباته، كما أن منطق العقل يلتزم كل فرد قواعد السلوك الاجتماعي التي جرت العادة بعدها آخلاقية، ذلك آن هذا السلوك يقود في حكم العقل إلى حفظ حياته وتحقيق لذاته، وقد قال بهذا (الأبيقورية)* من قبل.
كان واضحاً لـ (هوبز)، أن المحافظة على الذات ليست بالمسألة البسيطة الوقتية، فالحياة لا تسمح بمدة لألتقاط الانفاس ولا بلحظة راحة يمكن فيها أدراك الغاية مرة واحدة وإلى الأبد، ولكنها سعي دائب وراء وسائل الوجود المستمر([18])، ولما كانت وسائل الأمن معرضة للتهديد فأن أي تحقيق للرغبة لا يمكن أن يفرض على النضال من أجل الوجود، فالرغبة في الامن وهي الحاجة الاساسية حقاً التي تستشعرها الطبيعة البشرية لا يمكن فيما يخص جميع الاغراض العملية فصلها عن الرغبة في القوة، أي الوسيلة الحالية للحصول على الطيبات المستقبلة الظاهرة، لأن كل درجة من الأمن تتطلب مزيداً من ضمان توفيرها، فالمزيد من القوة تعني المزيد من الاشباع للرغبات([19]).
- القوة - Power
فيما سبق تناولنا نظرية (هوبز) في الانفعالات والعواطف، ومدى تأثيرها في السلوك الأنساني، وفي الواقع أن هذه النظرية ليست ألا جانباً واحداً من تصوره عن الطبيعة السايكولوجية للجنس البشري، أما الجانب المكمل من تصوره هذا وهو الجانب الذي يبين نظرته الى الانسان الفرد بعده كائن تقوم بينه وبين الاخرين سلسلة من العلاقات الاجتماعية، بفكرة اخرى فضلاً عن فكرة الحركة، وهي فكرة (القوة).
يرى هوبز بأن الحياة بأكملها لا تعدو عن كونها سلسلة طويلة من مشاعر الأشتهاء والنفور لا تنتهي الا بالموت، بل أن الحياة نفسها ليست سوى حركة، لا يمكن آن تكون من دون رغبة، لأن انعدام الرغبة لا يعني سوى الموت([20]).
ولما كانت الحياة تعني الرغبة، وأستمرار الرغبة أستمرار الحياة، وآن رغبات الانسان لا حدود لها، وآن هدف الانسان هو ليس التمتع لمرة واحدة، ولبرهة من الزمن، بل ضمان السبل التي تكفل له تحقيق الرغبات التي ستراوده في المستقبل ويعمل على أحرازها منذ الان تحسباً للطوارئ والعوائق التي قد تجابهه، فأن (القوة)، أهم الوسائل واجداها([21])، على وفق أن القوة "هي وسيلة الانسان الراهنة لاحراز لذة ما في المستقبل"([22]).
وفي سبيل ذلك يسعى المرء إلى أمتلاك المزيد من القوة لضمان المزيد من الطيبات الأنية والمستقبلة الظاهرة، وبهذا الصدد يقول هوبز "أني آجعل من رغبة دائمة لا تستقر في القوة بعد القوة، وهي رغبة لا تهدأ ولا تتوقف إلا بالموت، ميلاً عاماً لدى البشر جميعاً، وليس السبب في هذا دائماً أن الانسان يأمل في قدر من السرور اكثر مما بلغه، أو أنه لا يمكن أن يقنع بسلطة أكثر اعتدالاً، ولكن لانه لا يستطيع ضمان ما يملكه الأن من القوة ووسائل المعيشة الطيبة إلا بالأستحواذ على المزيد من القوة"([23]).
وعلى ذلك فالحاجة إلى الأمن والطيبات المستقبلة تبدو متواضعة في ظاهر الأمر، تعادل حاجة لا تنتهي إلى القوة من كل ضرب سواء اكانت الثروة، أم المركز، أم الشهرة، أم الشرف، أي كل ما يمنع الدمار المحتوم من الصفات والخصائص الاخرى التي تجعل الانسان موضع حب أو رهبة وخوف من جانب الأخرين من الناس، وهي مظاهر للقوة وآن اهميتها وجدواها آنما تكمن في كونها تتيح للأنسان الذي يمتلكها أو يتمتع بها تجاوز غيره، أو التفوق عليه([24]).
فمن الواضح أن هوبز أراد بـ (القوة)، التفوق: أي زيادة أو تجاوز قوة شخص ما على قوة شحص أخر (أو اشخاص أخرين) وقدرته على أخضاعه، أو فرض السيطرة عليه، وهذا هو في الواقع، وكما يرى (بيترز)، ما كان يقصده هوبز من سعي الانسان والأستزادة من القوة بعد القوة من أجل ضمان الأمن والمتعة العاجلة والأجلة([25]).
ولما كانت (القوة) هي الوسيلة في تحقيق الرغبات، وان الرغبات تعني الحياة فالقوة أذن تكون في متناول كل آنسان يسعى الى آحرازها وآستخدامها في ضمان تحقيق رغباته، وبهذا المعنى تكون القوة ذات طابع (نسبي)، فهي ليست مقداراً مطلقاً، ولا شيئاً يمكن آن يكون حكراً لشخص ما من دون آخر، فمقدار قوة شخص ما يُعد بمثابة رصيده الأساسي لتحقيق رغباته، أذ آن الخيرات ووسائل العيش الرغيد الموجودة لا يمكن آن تكون متاحة للبشر جميعاً، وذلك لقلتها وصعوبة الحصول عليها بالقياس الى عدد أفراد البشر، كما أنهم جميعاً يسعون الى غاية واحدة هي آستمرار حركاتهم الحيوية، مما يؤدي الى التماس القوة على أنها وسيلة للحصول على تلك الأشياء([26]).
وهكذا فالأستحواذ على المزيد من القوة ليس ميلاً عند الفرد فحسب لضمان لذات المستقبل، بل آن الملوك يبذلون جهودهم لتأكيدها في آوطانهم عن طريق القوانين والتشريعات المختلفة، أو خارج آوطانهم عن طريق الغزو والحرب، وعندما ما يجري لهم ذلك تظهر رغبة جديدة في الشهرة عن طريق غزو جديد عند بعضهم، أو الراحة واللذة الحسية عند الاخرين([27]).
والسعي للحصول على القوة يعبر عن رغبة لدى البشر جميعاً، وهي رغبة دائمة لا تهدأ ومرتبطة بالمحافظة على الذات وتدعيم الوجود، لأن القوة تعني آشباع الرغبات، والمزيد من القوة يعني المزيد من الاشباع، وهي لا تكف ألا عند الموت، ولو آن آنساناً حصل على قدر هائل من القوة بحيث لا يستطيع أحد مقاومته فأنه سوف يصبح سيداً للجميع، وهذا ما سنلاحظه من خلال المبحث الثالث من هذا الفصل، عند قيام الدولة ذات السيادة والقوة العظيمة، وبواسطة هذه القوة يسيطر (صاحب السيادة)، على الناس جميعاً ويكون ملكاً على بني الكبرياء، كما أنه يعمل على تحقيق الرخاء والسلام للجميع.
مما عرضناه بمثابة الملامح الرئيسة للصورة التي رسمها هوبزعن الطبيعة السايكولوجية للجنس البشري فالكل يسعى وراء لذاته الخاصة، يتقرب مما هو (ممتع)، ويبتعد عما هو (مؤلم) والكل يسعى إلى الاستحواذ على المزيد من القوة لضمان افضل حياة في المستقبل، فكيف يمكن ان يكون حال هؤلاء الانانيين ؟ من دون شك سيكونون في صراع الكل ضد الكل.
([1]) تيتارينكو، الكسندر: علم الاخلاق، تعريب دار التقدم، موسكو 1990، ص 15.
([2]) Hobbes, Thomas: The English works. Vol. 3, p.6, also peters, R: Hobbes, p.191.
وكذلك: سباين، جورج: تطور الفكر السياسي، ك3، ص 626.
([3]) Hobbes, Thomas: The English works. Vol. 1, p.73.
([4]) Lbid: vol. 2, p. 406.
([5]) أبراهيم ، زكريا: اللواياتان (أو التنين) لتوماس هوبز، ص 255.
([6]) Turner, William: History of Philosophy, Boston, U. S. A., 1929, p. 445, also, jessop, T. E: Thomas Hobbes, p. 20.
([7]) رسل، برتراند: تاريخ الفلسفة الغربية، ك3، (الفلسفة الحديثة)، ص 93.
([8])Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. 406. كذلك ينظر: أبراهيم، زكريا: اللواياتان (أو التنين) لتوماس هوبز، ص 256.
([9]) رسل، برتراند: المصدر نفسه، ص 93.
([10]) سباين، جورج: تطور الفكر السياسي، ك3، ص 626.
([11]) شبل، فؤاد محمد: الفكر السياسي – دراسة مقارنة للمذاهب السياسية والاجتماعية، ج1، ص 394.
([12]) Hobbes, Thomas: The English works, vol.1, p. 349.
([13])Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. ix.
([14]) عبد الجبار، نبيل: مصدر ذكر سابقاً، ص 133.
* من الجدير بالذكر أن (تايلور)، قد عرض تفسيراً جديداً للأخلاق عند هوبز في مقاله الشهير تحت عنوان (النظرية الاخلاقية عند هوبز)، عُرف فيما بعد بـ (أطروحة تايلور – Taylor thesis) نسبة الى المفكر الافلاطوني (الفرد أدوارد تايلور)، أذ قدم دراسته الجريئة على أن نظرية هوبز الاخلاقية هي مستقلة منطقياً من السايكولوجيا الأنانية، فيقول في بداية دراسته "في اعتقادي أن نظرية هوبز الاخلاقية التي كانت مثيرة بطرق شتى عند معظم الفلاسفة البريطانيين، ينظر اليها في العادة بمنظور زائف، يعمل على تعتيم جاذبيتها الحقة وسحرها الحقيقي" وهو يرد هذا المنظور الخاطيء الى اقبال القراء على دراسة الاخلاق عند هوبز كما عرضها في كتاب (اللواياثان)، فحسب، مع أنه كتاب ألفه هوبز في ظروف أستثنائية خاصة هي احوال بلاده المضطربة، في حين أن هوبز كتب كتباً أخرى في فترات أكثر هدوءاً وعرض فيها للنظرية الاخلاقية وفي شيء من التفصيل كما هي الحال في كتاب (مبادئ القانون – Elements of law)، الذي جرى تداوله قبل أن تنشب الحروب الاهلية، وكذلك كتاب (في المواطن – De cive)، الذي ظهر قبل نشوب الصراع الذي اعتقد هوبز أنه لن يحسم الا بحد السيف، ويرى تايلور أن نظرية هوبز هي نظرية في (الواجب) بالمعنى الدقيق لهذه المصطلح، وهي من هذه الزاوية (كما يرى تايلور)، تشترك مع بعض قضايا (كانت – 1724- 1804)، في سمات خاصة، على الرغم من وجود اختلافات هامة بينهما، وفي هذا المجال يدعو تايلور مؤرخي الفلسفة ومؤرخي النظرية السياسية الى الاهتمام بأوجه التشابه بين هوبز وكانت، بوصفها مضللة وغريبة على وفق ان نظرية هوبز الاخلاقية هي بمعنى ما علم الاخلاق والواجبات الادبية، وليست تفسيراً للالتزام الاخلاقي والسياسي في ضوء الحكمة والمصلحة الشخصية، (للمزيد حول هذا الموضوع): أنظر -
Taylor, A. E: The Ethical Doctrine of Hobbes, (Hobbes Studies), Edited by, k.c. Brown, oxford, 1965, p. 35 – 57 . هذا وقد أورد تايلور براهينة على دقة عرضه، الا أننا نرى أنه من الصعب الفصل بين السايكولوجيا والنظرية السياسية عند هوبز، على وفق أن نظرية هوبز السياسية مبنية أساساً على غريزة (حب البقاء)، وأن الدافع الأول لقيام الدولة (المجتمع المدني) هي من أجل المحافظة على الذات، وأن الاخلاق عند هوبز وصفي يصف فيه سلوك الانسان مثل الحيوان يقبل على ما هو سار ولذيذ ويعده (خيراً)، وينفر مما هو مؤلم وكريه ويعده (شراً)، بل أنه يجعل من الخير مرادفاً لللذة، فالمنفعة هي القاعدة الاخلاقية الوحيدة عنده، وآن شتى الاهواء والعواطف ترقد في نهاية الامر الى غريزة المحافظة على البقاء من جهة، وأرادة القوة أو حب السيطرة من جهة أخرى، ومهما كانت تنوع الاهواء البشرية، فأنها جميعاً تخفي وراءها ضرباً من الشعور بالأنانية أو حب الذات، فالشفقة – مثلاً عند هوبز – هي في صميمها عاطفة أنانية – لأنني حينما أرى الام الاخرين وحينما تأخذني الشفقة بهم، والعطف عليهم، أنما أتصور ان هذه الالام قد تلحق بي أنا أيضاً، فاتألم لها سلفاً واشفق على نفسي من هول ما قد ينزل بي من مصائب أو محن في المستقبل، والاحسان أو المحبة أو الأريحية أنما هي جميعاً عواطف أنانية تخفي وراءها إرادة القوة أو حب السيطرة وحتى انفعال الضحك أنما هي نوع من الكبرياء نستشعرها عند رؤيتنا لمصائب الأخرين أو زلاتهم أو نقائصهم، فحياة الانسان سلسلة= = مستمرة من الرغبات عند هوبز، وسعادة البشر تستلزم بالضرورة اللهفة المستمرة للانتقال من حالة الى اخرى من دون أن يكون ثمة توقف، اللهم الا بالموت.
([15]) Peters, R: Hobbes, p. 161.
([16])Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. 41.
([17]) أمام، أمام عبد الفتاح: محاضرات في فلسفة الأخلاق، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1954، ص 83، وكذلك، الطويل، توفيق: الفلسفة الخلقية، نشأتها وتطورها، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ط1، القاهرة، 1960، ص 138.
* نسبة إلى الفيلسوف اليوناني (أبيقورس – 342 – 270 ق. م )، وأشهر ما يعرف به (أبيقور) هو نظريته الخلقية من مذهب اللذة، أنه شارخ للنظرية الذرية، فقد كان أبيقور مبشراً دنيوياً يدعو إلى سر السعادة الحقة، وقد كان مبشراً من نوع كهذا ذا اهتمام خلقي شبيه باأهتمام (هوبز) وأصحاب مذهب المنفعة في القرن التاسع عشر، (أنظر، هنري، توماس: أعلام الفلاسفة، ترجمة متري أمين، دار النهضة العربية، القاهرة 1964، ص 144.
([18]) سباين، جورج: تطور الفكر السياسي، ك3، ص 628، كذلك، الدلوي، منى حمدي: حقوق الانسان عند مفكري العقد الاجتماعي، دراسة تحليلية في فكر هوبز ولوك وروسو، رسالة ماجستير، كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد 2000، ص 62.
([19]) سباين، جورج: المصدر نفسه، ص 629.
([20]) Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. 61.
([21]) عبد الجبار، نبيل: مصدر ذكر سابقاً، ص 167.
([22]) Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. 74.
([23])Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. 85. وكذلك ينظر: سباين، جورج: تطور الفكر السياسي، ك3، ص 628.
([24]) Peters, R: Hobbes, p. 149.
([25]) Ibid: p. 150.
([26]) آمام، أمام عبد الفتاح: مصدر ذكر سابقاً، ص 170.
([27]) Hobbes, Thomas: The English works, vol.3, p. 85.