للإمام المهدي المنتظر عليه السّلام حقوق على الأمّة، والأمّة مُطالَبة بأداء هذه الحقوق تجاه إمامها وقائدها المنتظر الذي تنتظر الفَرَج على يدَيه، وتترقّب ظهوره بفارغ الصبر، وتدعو الله سبحانه في التعجيل لأمره.
ومن هذه الحقوق:
1 ـ حقّ المُنعِم على المُتنعِّم، وحقّ واسطة النِّعمة
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
« مَن آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تَجدوا فادعُوا له حتّى تَعلَموا من أنفُسِكم أنّكم قد كافأتموه »(1)
وروي في الخرائج عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال:
يا داود، لولانا ما اطّردَت الأنهار، ولا أينعت الثمار، ولا اخضرّت الأشجار(2).
والإمام المهدي عليه السّلام وليّ نعمة الأمّة، وهو وآباۆه الأطهار عليهم السّلام « أولياء النِّعم » الذين أُشير إليهم في الزيارة الجامعة، ومن حقّ المُنعم على المتنعّم أن يُكافئه على إنعامه.
2 ـ حقّ الإمام على الرعيّة
روى الكُلَيني في ( الكافي ) عن أبي حمزة، قال: سألتُ أبا جعفر ( الباقر ) عليه السّلام: ما حقّ الإمام على الناس ؟ قال عليه السّلام:
« حقُّه عليهم أن يسمعوا له ويُطيعوا ـ الخبر(3).
وروى عن عبدالأعلى، قال: سمعتُ أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يقول:
السمع والطاعة أبواب الخير، السامع المطيع لا حُجّةَ عليه، والسامع العاصي لا حجّة له، وإمام المسلمين تمّتْ حُجّتُه واحتجاجه يوم يلقى اللهَ عزّوجلّ، ثمّ قال: يقول الله تبارك وتعالى يومَ ندعو كُلَّ أُناسٍ بإمامِهم (4).
3 ـ حقّ السيّد على الآخرين
ومعنى سيادة الأئمّة عليهم السّلام كَونُهم أولى بالمۆمن من نفسه، قال تعالى النبيُّ أولىبالمۆمِنين مِن أنفُسِهم (5)، وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال:
« نحنُ بنو عبدالمطّلب سادة أهل الجنّة: أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهديّ »(6).
وقد أشير إلى حقيقة سيادة الأئمّة عليهم السّلام في الزيارة الجامعة في فقرة « والسادةِ الوُلاة».
4 ـ حقّ القرابة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
قال تعالى
قُل لا أَسْألُكُم علَيهِ أجراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى (7).
روي عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزل قُل لا أسالُكم عليه أجراً إلاّ المودّةَ في القُربى، قالوا: يا رسول الله، مَن قرابتُك الذين وَجَبَتْ علينا مَوَدّتُهم ؟ قال:
عليّ وفاطمة وابناهما، عليهم السّلام(8).
وتجدر الإشارة إلى عِظَم هذا الحقّ، وأهميّة هذه المودّة التي جعلها الله تبارك وتعالى أجرَ رسالته، ولم يَقرِن معها سواها.
5 ـ حقّ الوالد على الولد
روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال:
يا عليّ، أنا وأنتَ أَبَوا هذه الأمّة(9).
وروى الكُلَيني في ( الكافي ) عن الإمام أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنّه قال ( في حديث طويل ):
الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق(10).
وأخرج الموفّق الخوارزمي عن جابر بن عبدالله، وعن عمّار بن ياسر، وعن أبي أيوّب الأنصاري، قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
حقُ عليّ على المسلمين حقّ الوالد على ولده(11).
وأخرج ابن المغازلي عن عليّ عليه السّلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
يا عليّ، حقُّك على المسلمين كحقّ الوالِد على ولده(12).
المصادر:
1 ـ مكيال المكارم، لمحمد تقي الموسوي الاصفهاني 36:1.
2 ـ مكيال المكارم 37:1.
3 ـ الكافي، للكُليني 405:1حديث 1.
4 ـ الإسراء: 74. راجع: الكافي 189:1 ـ 190حديث 17.
5 ـ الأحزاب: 6.
6 ـ سنن ابن ماجة 1368:2حديث 4087. المستدركعلى الصحيحين، للحاكم 211:3. البيان، للگنجي الشافعي 101 ـ 102، الباب 3.
7 ـ الشورى: 23.
8 ـ تفسير الكشّاف، للزمخشري 219:4 ذيل الآية. تفسير الدّر المنثور، للسيوطي 7:6 ذيل الآية. ذخائر العقبى، لمحبّ الدين الطبري 24. الصواعقالمحرقة، لابن حجر 101.
9 ـ أمالي الصدوق 523حديث 6. ينابيع المودّة، للقندوزي 370:1 / الرقم 4.
10 ـ الكافي 198:1 ـ 205 حديث 1.
11 ـ المناقب، للخوارزمي 310 حديث 306. فرائد السمطين، للجويني 296:1 حديث 234.
12 ـ المناقب، لابن المغازلي 47 حديث 70.
منقول