مرض فقدان الشهية العصبي
نحافة والاكتئاب أبرز أعراضه
يتميز هذا المرض أو اضطراب فقدان الشهية العصبي بالاستمرار في النحافة, بصوره تجعل الجسم يبدو في شكل غير طبيعي، فضلا عن الخوف المتطرف من السمنة، ورفض الاحتفاظ بحد أدنى طبيعي لوزن الجسم، وانقطاع الدور الشهرية عند النساء.
وفى العادة يبدأ هذا الاضطراب خلال فترة المراهقة, ويكون أكثر شيوعا عند الاناث، والذين لديهم هذا الاضطراب يستمرون في إتباع نظام غذائي، برغم نقصان وزنهم، ويكون لديهم هواجس متعلقة بالطعام، وهم ينكرون أن لديهم مشكلة، ويكون النقصان الحاد والسريع للوزن له عواقب تهدد حياتهم.
وهناك دور للعوامل الوراثية و الاجتماعية، في حدوث فقدان الشهية العصبي، فالرغبة في النحافة تعم المجتمعات، والسمنة تعتبر غير جذابة، وغير صحية، وغير مرغوبة، حتى الأطفال قبل المراهقة يدركون هذا التوجه، وأكثر من نصف البنات قبل المراهقة يتبعون نظام غذائي، أو غير غذائي للمحافظة على وزنهم، ونسبة بسيطة من هؤلاء البنات يتطور عندهم الأمر ويحدث لهم فقدان الشهية العصبي، وعوامل أخرى مثل الاستعداد النفسي، يحتمل أن يهيئ بعض الأشخاص لحدوث فقدان الشهية العصبي، وفى المناطق التي تعانى من نقص الغذاء يندر وجود فقدان الشهية العصبي.
وبصفة عامة يبدأ هذا الاضطراب خلال فترة المراهقة، وقد يبدأ في وقت سابق، وقلما يبدأ عند البالغين، وبالدرجة الأولى يتأثر بهذا الاضطراب الطبقات الاقتصادية، و الاجتماعية المتوسطة، وفوق المتوسطة.
الاعراض
قد يكون فقدان الشهية العصبي بسيطا وعابرا، أو شديا ودائما. وتكون الإشارة الأولى لاضطراب وشيك الحدوث، هو القلق المتزايد بخصوص وزن الجسم، و الحمية أو إتباع نظام غذائي، كما يكون الاهتمام بوزن الجسم و الحمية في غير مكانه ولا داعي له، حيث أن أكثر الأشخاص الذين يصابون بفقدان الشهية العصبي هم نحاف، ولهم أجسام رقيقة، وكلما زادت النحافة أشتد الانشغال و القلق فيما يخص وزن الجسم، حتى عندما يصابون بالهزال، فإن منهم من يدعى أنه يشعر أنه سمين، وينكر حدوث أي خطأ، ولا يشكو من نقصان الوزن، وعادة يقاوم العلاج، ومع أن فقدان الشهية يعنى عدم الإقبال على الطعام إلا أن المصابين بهذا الاضطراب يشعرون بالجوع، وهم منشغلون بالطعام , فهم يدرسون النظام الغذائي و الحمية، ويحسبون السعرات الغذائية للأطعمة، ويختزنون، ويخفون , ويهدرون الأطعمة، ويجمعون الوصفات الغذائية، ويجهزون الأطعمة المتقنة للآخرين.
حوالي من 30 إلى 50 بالمئة من الذين يعانون من هذا الاضطراب يفقدون السيطرة على أنفسهم، ويأكلون بسرعة كميات كبيرة من الطعام بنهم، وبعد ذلك يحاولون التقيؤ، ويسيئون استعمال الملينات والحقن الشرجية، ونسبة أخرى تحدد كمية الطعام التي يتناولونها، ولكنهم كثيرا ما يكذبون حول كمية الطعام التي تناولوها، ويخفون إحداثهم للتقيؤ، وما يتعلق بعاداتهم الغذائية الغريبة، تتوقف الدورة الشهرية عند الإناث حتى قبل فقدان الوزن، كما يفقد الذكور والإناث اهتمامهم بالجنس .تكون نبضات القلب أقل، وضغط الدم أيضا، وكذلك درجة حرارة الجسم ،يكون الشعر رقيقا و ناعما ,شعور بالانتفاخ، وضيق بالبطن، و امساك، أغلب المرضى بهذا الاضطراب يصابون بالاكتئاب.
عندما يشتد سوء التغذية، فإن كل أجهزة الجسم من المحتمل أن تكون قد تأثرت ،قد تقل كثافة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، الإنقاص السريع و الشديد للوزن، قد يسبب مشاكل صحية تهدد الحياة، وأكثر هذه المشاكل خطورة هو ما يتعلق بالقلب، وسوائل الجسم، و الأملاح المعدنية،
التشخيص
في العادة يتم إحضار هؤلاء المرضى للأطباء، عن طريق أفراد العائلة، أو يتوجهون بأنفسهم للطبيب ولكن بشكوى أخرى، ويقيس الأطباء الطول والوزن، ويسألون الأشخاص عن شعورهم نحو طولهم ووزنهم، وأي أعراض يشكون منها. يتجه تفكير الأطباء الى اضطراب فقدان الشهية العصبي، عند وجود نقص بوزن الجسم، مع وجود مؤشر كتلة الجسم أقل من 7.5 , والخوف من السمنة، ونكران المرض، وغياب الدورة الشهرية عند النساء. والأطباء يجرون الفحص الطبي، وتحاليل الدم و البول، لمعرفة تأثير نقص الوزن وسوء التغذية.
قد يجرى اختبار لكثافة العظم. وقد يجرى تخطيط كهربي للقلب.
العلاج
إذا كان فقدان الوزن سريعا وشديدا، و لأكثر من 25 بالمئة تحت وزن الجسم المثالي، فإن استعادة وزن الجسم بسرعة يكون أمرا حاسما. ومن الضروري ادخال الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي المستشفى، للتأكد من أنهم يستهلكون الأغذية الكافية، والسعرات الحرارية اللازمة. يعد تناول الطعام هو الطريقة الأفضل للعلاج.
يصف الأطباء علاج للحالات المترتبة على هذا الاضطراب، مثل هشاشة العظام، أثناء التواجد بالمستشفى تقدم المشورات و النصائح النفسية فيما يتعلق بالتغذية، التواجد بالمستشفى من فوائده تغيير الظروف المحيطة بالمريض، التي تكون من أسباب الاضطراب، وايضا تعطل العادات والتصرفات السيئة المتعلقة بالطعام، ومن ثم إيقاف التدهور الحادث،
العلاج الإدراكي السلوكي له دور مهم في علاج هذه الحالات، يستغرق هذا العلاج ما يقارب العام عند استعادة المريض وزنه، وما يقارب العامين إذا استمروا تحت المعدل الطبيعي للوزن.
العلاج يكون أكثر فعالية للمراهقين الذين كان عندهم الاضطراب لمدة أقل من 6 شهور. العلاج العائلي يفيد المراهقين، فهو من الممكن أن يحسن التفاعلات بين أفراد العائلة، ويعلم الآباء مساعدة المراهقين المتأثرين بالاضطراب، لاستعادة وزنهم المفقود. يتضمن العلاج أيضا رؤية الطبيب بانتظام للمتابعة واجراء الفحوص، كما قد يشمل خطط العلاج والمعلومات بواسطة أخصائي التغذية، وكذلك المعلومات عن السعرات الحرارية التي يحتاجها المريض لاستعادة وزنه.
لا يوجد علاج دوائي خاص بفقدان الشهية العصبي، ولكن تستخدم مضادات الذهان الجديدةantipsychotic drugs ، للتقليل من مخاوفهم من السمنة، وكذلك التقليل من فقدهم أوزانهم مرة ثانية بعد استعادتها، كما تساعد الذين يعانون من الاكتئاب.