نور نعمه\صحيفه الديار
كدنا نصدق ان رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان من المناشدين بالديموقراطية و بالحرية و باحترام رأي الاخر بعد ان وعظ عدة حكام عرب بالاستماع الى شعوبهم والنزول الى مطالبهم الى ان بدأت حركة الاحتجاجات في تركيا حتى اظهر وجهه الحقيقي. وعليه، ما ان بدأ المتظاهرون الاتراك يعبرون عن غضبهم وعن انتقادهم لقرار اتخذه، تناسى اردوغان كل الكلام الرنان والشعبوي الذي اطلقه وهو «ينظر» على الحكام العرب، ليحذو حذوهم في مواجهة شعوبهم وفي اعتبار ان جهات خارجية تتسبب في زعزعة الوضع الداخلي.
انه امر يثير السخرية ان يقوم رئيس وزراء تركيا بعنتريات على العرب ويطالبهم باحلال الديموقراطية في بلادهم في حين يتحول الى ديكتاتور عندما يعارضه احد في بلاده. الم يقلها بالفم الملآن انه لن يتسامح مع اي متظاهر وان الشرطة ستعتقل اي شخص يعترض قراره؟ الم يقل ان لصبره حدودا مهددا المتظاهرين بعدم التمادي والا العقاب سيكون عسيرا؟الم يلق مسؤولية ما يحصل في تقسيم على اطراف تريد تخريب اقتصاد تركيا بدلا من ان يستمع لمطالب المتظاهرين؟
كل الكلام الذي يقوله اردوغان يدل على حالة خبث ونفاق خصوصا ان التجارب اظهرت ان المبادئ التي ينادي بها كلها كلام بكلام اذ انه لا يطبق ولو جزئيا منها شيئا في الواقع. وهذا الاسلوب الذي يتبعه اردوغان ليس بجديد علينا، نحن العرب، فهو اسلوب عثماني متعجرف، متغطرس، فوقي يرضى لنفسه ما لا يرضاه لغيره.
هذا و لم نتكلم بعد عن كل الاعمال الاستبدادبة التي قام بها في تركيا وكيف حكم بقبضته على الدستور التركي ثم على الجيش ثم على المؤسسات الاقتصادية. والحال ان اردوغان ضاعف نفوذه بعد استقالة الجنرالات الاربعة من الجيش الذين اعترضوا على توقيف 250 ضابطا متهمين بالتآمر على حكومة اردوغان. هكذا مارس اردوغان الضغوطات على مؤسسة الجيش وخون كل من عارض تطلعات حزبه وجذور حزبه الاسلامية. وكذلك الامر في المؤسسات الاقتصادية والحكومية، بسط حزب العدالة والتنمية السيطرة عليها اذ يقال ان الموظفين الرسميين في الدولة التركية يجب ان يظهروا تاييدهم لحزب العدالة والتنمية كي يحصلوا على ترقية. وقصارى القول ان العامل التركي يتوجب عليه ان يكون متدينا ومتشبثا بافكار حزب اردوغان الاسلامي والا لن يلقى ما يستحقه في العمل.
الى هنا نكتفي بما سردناه عن اردوغان لنكشف عن وجهه الحقيقي و لنقطع الشك باليقين لكل من خيل له ان رئيس وزراء تركيا هو رجل ديموقراطي عادل. وما نقوله ليس تهجما عشوائيا ولا حقدا همجيا بل هو حالة اعتراضية على كل رجل دولة عربية ام غير عربية حاول الاستخفاف بعقولنا وأكثر من الكلام الجميل الفارغ. لذا، اليس من الافضل ان يكف رئيس وزراء تركيا عن التنظير علينا باسس الديمقراطية والحرية اذا كان عاجزا عن احترامها في بلاده؟