تعصف بي رياح الإضطراب ، فأراوح مكاني بين الهدوء والصخب ، وأجدني مبعثرة الخطوات ، مسكونتا بالفجيعة ، والحرف على إجهاده يحاول أن يقولني ، ولكن القول مستكبر في غيّه متسمّر . وينزف الحلم فيّ ، وتبكي مدائن المعنى في سريرتي ، وتصعّر المرآة خدّها ، فيتيه وجهي بين أعمدة الخرائط الممزّقة ، والدم المشرقي يسقي الفناء ، ويغازل ذئاب الوقت دربي اليتيم ، فأطلق العنان للجرح في لغتي ، فيطوي الهمّ طيّا ، ويبني من جماجم الكلمات حياة أخرى تطلبها رغبتي ، ولا تدركها ، وأبقى رغم الكدح ، والسعي مشدودا لأغلال الفراغ ،وأمتطي كلماتي في غفلة من فجر اللغات ، لعلّني أدرك السماء عشقا ، أو أمكث في الأرض ثمارا للجائعين ، وتمرّ الأيام مرور قوافل الإنكسار ، وأنا على صخرة القلق أتصفّح وجهي المبثوث في السؤال ،وحيدةً كما جدث الأماني وحيدا ، فلا صاحب يبكيني ، أو حبيب يرثيني ، أو وطنا في الخيال يدثّرني ، ويحميني .....