تصحيح أخطاء لغوية شائعة يقولون :هذا مما يُؤسفُ له والصواب: هذا مما يُؤسفُ عليه، يُؤسَفُ عليه أو يُؤْسَفُ له
يخطِّئون من يقول: هذا مما يُؤسفُ له. ويقولون إن الصواب هو: هذا مما يُؤسفُ عليه، اعتماداً:
( أ ) على قوله تعالى في الآية 84 من سورة، يوسف: {َقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}.
( ب ) وعلى قول الشاعر:
غير مأسوف على زمنٍ ** ينقضي بالهمِّ والحَزَنِ
( ج ) وعلى قول البحتري:
كَلِفٌ يُكَفْكِفُ عبرةً مُهراقةً ** أسفاً على عهد الشباب وما انقضى
( د ) وعلى قول عفان بن شرحبيل التيمي:
أحببتُ أهلَ الشامِ مِن بين الملا ** وبكيتُ مِن أسَفٍ على عثمانِ
( ه ) وعلى ما جاء في كتاب للإمام علي إلى ابن عباس:
"فليكن سرورُك بما نلتَ مِن آخرتِك، وليكن أسفُك على ما فاتك منها".
ولكنْ:
رُوي في نوادر أبي علي القالي، عن أبي عبيدة في قصة أبي دهبل الجُمَحي، جاء في آخرها: "فوجد زوجتهُ الثانية قد ماتت حُزناً عليه، وأسفاً لفراقه".
وجاء في طوق الحمامة ( ص 110 ) قول أحد الشعراء:
فيا عجباً مِن آسفٍ لامرئ ثوى ** وما هو للمقتول ظلماً بآسفِ
وانفرد المعجم الوسيط بقوله:
أسِفَ له: تألَّمَ ونَدِمَ، دون أ يذكر المعجم أنَّ مجمع القاهرة وافق على ذلك. ثم أصدر المجمع نفسه الجزء الأول من المعجم الكبير، وقال فيه: "أسِفَ له أسفاً وأسافةً: تألَّمَ وندِمَ"، واستشهد بقول مِهْيار:
أسِفْتُ لحلمٍ كان لي يومَ بارقٍ ** فأخرجه جهلُ الصَّبابةِ من يدي
ونحنُ لا نستطيع الاعتماد على قول شاعر طوق الحمامة؛ لأنّ الضرورة الشعرية قد تكون السبب في الإتيان بـ (اللام) بعد ( آسِف )، بدلاً مِن ( على ). ولكننا نعتمد على قول المعجم الكبير وأبي علي القالي.
ونعتمد أيضاً على رأي ابن جني، الذي أفرد بحثاً رائعاً في الخصائص عن استعمال الحروف بعضها مكان بعض، يُجيز لنا أن نقول: أسِفَ عليه وأسِفَ له. راجع مادتي "لا يخفى على القُرَاء" و "اعتقَدَ" في هذا المعجم.