القوات المسلحة القطرية تنقلب على أميرها وحمد يغادر قصره بمعاونة قوات أمريكية إلى مكان مجهول.

أثار تنازل أمير قطر حمد بن خليفة آل ثانٍ عن حكم البلاد لابنه "تميم" ردود أفعال واسعة، وفتح شهية وسائل الإعلام التي رأى بعضها أن ما حدث في تلك الإمارة الخليجية لم يكن تنازلًا إراديًا، ولكنه انقلاب ناعم على "الأب"، كما فعل الأمير حمد مع والده من قبل..
وقالت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية إن شخصيات ذات شأن في قطر رأت إن الوقت حان ليتسلم الأمير الشاب الشيخ تميم بن حمد -البالغ من العمر 33 عامًا- السلطة في الإمارة الخليجية الصغيرة، والغنية بالغاز.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم - واحد من أكبر المستثمرين في المملكة المتحدة- سيتخلى عن منصبه، وستعلن حينها المحكمة الملكية أن الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثانٍ البالغ من العمر 63 عامًا، والذي عانى من مشكلات صحية، سيتخلى عن السلطة إلى نجله الأمير خريج الأكاديمية العسكرية الملكية "ساندهورست" في المملكة المتحدة.
وكشفت الصحيفة أن مصدر بريطاني مقرب من الدولة الخليجية -قطر- علم بهذه الخطط في وقت سابق من هذا العام، ليؤكد المصدر أنه تم إعلام دول أخرى مهمة الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران بعملية نقل السلطة.
وذكرت وسائل إعلامية دولية أن مجموعة من كبار ضباط القوات المسلحة القطرية انقلبت على أمير دولة قطر الشيخ حمد، الذي غادر قصره الأميري بمعاونة قوات أمريكية وتم تهريبه إلى مكان مجهول.
وذكرت رويترز- وكالة الأنباء البريطانية- أن دبلوماسيين عرب وغربيين، قالوا إن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثانٍ، يستعد للتنحى في إطار عملية «أوسع نطاقًا» لنقل السلطة، وقد تشهد أيضًا أن تُسلم خلالها رئاسة الوزراء، إلى ولي العهد الشيخ تميم، في خطوة وصفت بأنها يمكن أن تؤدي إلى عدم وضوح رؤية في السياسة الخارجية لقطر، وخاصة مع دول ثورات الربيع العربي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.
وكشف دبلوماسي مقيم في الدوحة- لرويترز- أن الأمير حمد يفكر منذ فترة في تسليم السلطة لابنه، تميم، وكانت المسألة مجرد وقت، لكن هناك من رجح أن ما يحدث هو مؤامرة انقلابية داخل القصر الملكي.
وتوقع الدبلوماسيون أن يكون الدافع وراء هذا التغيير هو الرغبة في نقل السلطة بشكل سلس، في إجراء لم تعتده دول الخليج، وكانت من المتوقع أن تبدأ عملية نقل السلطة برئيس الوزراء الذي يتولى أيضًا منصب وزير الخارجية، مما يعني ترك المنصبين، كما أشار إلى مواعيد مختلفة تراوحت ما بين أسابيع قليلة إلى أشهر حتى سبتمبر المقبل.
وقال دبلوماسيون عرب وغربيون إن الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، أُخطرت بهذه الخطة، أما التعديلات فيكون بأن يحل الشيخ تميم محل الشيخ حمد في منصب رئيس الوزراء إلى أن يتولى منصب أمير البلاد لدى تنحي والده في نهاية الأمر، أو أن يشغل أحمد المحمود النائب الحالي لرئيس الوزراء المنصب عندما يتنحى رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم.
وكان الشيخ حمد بن خليفة قد تسلم السلطة في قطر 27 يونيو 1995، عبر انقلاب قام به على والده الذي كان في زيارة لسويسرا، فانتهز حمد الفرصة لينقلب على والده الذي انقلب بدوره على ابن عمه وتولي أمور البلاد، وتولى الشيخ حمد بن جاسم، (52 عاما)، منصبه منذ عام 2007، وقام بدور رئيسي في أن يكون لقطر كلمة مسموعة بالمنطقة، كما أنه رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، والتي تتراوح أصوله بين 100 و200 مليار دولار، حيث يعد أغني رجل في قطر، كان «جاسم» أحد من ساعدوا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانٍ، في توليه السلطة، بعد «انقلاب أبيض» على والده عام 1995، كان له دور رئيسي في تسهيله، ويذكر أن الشيخة موزة زوجة الشيخ حمد ووالدة تميم لها دور كبير في تولي ابنها مقاليد البلاد بعد الإطاحة بوالده.
أما الشيخ تميم، الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، فهو قريب من جماعة الإخوان المسلمين أكثر من كثيرين في القيادة الحالية، وربما يتبع سياسات اجتماعية أكثر محافظة، وقامت قطر بدور رئيسي في تشجيع ثورات الربيع العربي، وقدمت دعمًا كبيرا للمعارضين الذين أطاحوا بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والانتفاضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، كما أنها حليف للولايات المتحدة الأمريكية، وبها قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم".
وقالت مجلة "الأيكونومست" البريطانية حول ما يُثار عن تولى ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانٍ شئون البلاد خلفًا لوالده: "الأمر ليس واضحًا إلى الآن ما الفارق الذي سيحدثه الشيخ تميم بن حمد آل ثانٍ، ولكن معظم ملوك الخليج يعلمون جيدًا مدى إعجاب الأمير بجماعة الإخوان المسلمين وهو ما يعتبر للكثير منهم خطرًا حقيقيًا".
وأضافت المجلة: "لا تتوقعوا تحركًا مفاجئًا نحو الديمقراطية في قطر مع تولى تميم بن حمد آل ثانٍ خلفًا لوالده حمد بن خليفة آل ثانٍ".
كما ذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانٍ يستعد لترك السلطة وأنه بات ميالًا لقضاء بقية حياته بعيدًا عن الحكم، وأن نجله تميم سيخلفه في السلطة ويجرى حاليًا نقل ملكية الأمير لعقارات له في باريس لصالح ابنته.
ورجحت الصحيفة أن يقوم تميم بتغيير رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم حال تسلمه مقاليد الأمور، علما بأن تميم بن حمد آل ثانٍ ولد في عام 1980 وولي العهد الرسمي منذ عام 2003، وقد تخرج تميم في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية في بريطانيا.
ويشغل تميم حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار ورئيس اللجنة الأوليمبية القطرية، وهو السياسي الرياضي في قطر فيما يتعلق بكأس العالم لكرة القدم في عام 2022.
وذكرت الصحيفة الفرنسية على أن نفوذ تميم ازداد في شئون قطر خلال الأشهر الأخيرة، مما يعني أنه انتقال بسيط سيتعين خلاله على رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثانٍ ترك منصبه.