11,June,2013
اختفاء سنودن من فندقه في هونغ كونغ وروسيا تلمح إلى منحه اللجوء

متظاهر يؤيد ما قام به سنودن


ادوارد سنودن

أعلنت روسيا بعد فترة وجيزة على اختفاء الموظف السابق في سي أي ايه ادوارد سنودن من فندقه في هونغ كونغ أنها ستدرس أي طلب يقدمه للجوء السياسي.

اختفى الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية، ثم وكالة الأمن القومي، ادوارد سنودن من فندقه في هونغ كونغ بعد ساعات على اعترافه بتسريب معلومات سرية عن برامج تجسسية أميركية واسعة النطاق معرضًا نفسه للملاحقة القانونية.
وكان ظهور سنودن في هونغ كونغ مفاجأة كبيرة، لأنها ترتبط باتفاقية مع الولايات المتحدة بشأن تسليم المطلوبين.

مختفي في هونغ كونغ
واعترف سنودن، الذي كان يعمل خبيرًا في شركة بوز الن هاملتون للاستشارات التكنولوجية، في مقابلة وشريط فيديو على موقع صحيفة الغارديان البريطانية بأنه سرب المعلومات السرية للفت الانتباه إلى المراقبة التي تمارسها الحكومة الأميركية على مواطنيها. وكشف سنودن أنه كان مختفيًا في هونغ كونغ منذ أسابيع.
ولكن مقاطعة هونغ كونغ صاحبة تاريخ طويل في تسليم المطلوبين بموجب الاتفاقية المعقودة بينها وبين الولايات المتحدة منذ عام 1998. وسلمت هونغ مطلوبين إلى الولايات المتحدة في 65 قضية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المحامي جايلز سرمان الذي عمل على قضية تسليم مواطن أميركي من هونغ عام 2009 "أن هونغ كونغ تنفذ التزاماتها بصورة كاملة وعلى الوجه المطلوب".

غادر إلى جهة غير معلومة
ولم يُعرف مكان سنودن بعد نشر المقابلة معه فيما تجمع الصحافيون خارج الفندق الذي يُعتقد أن المقابلة أُجريت فيه. وقالت إدارة فندق مايرا الفاخر على جبهة البحر أن شخصا باسم ادوارد سنودن حجز غرفة في 1 حزيران/يونيو وأقام أكثر من أسبوع ثم غادر بعد ظهر الاثنين.
وقال رجل جرى الاتصال به في غرفة مسجلة باسم سنودن إنه ليس الشخص الذي يبحث عنه الصحفيون ثم قطع المكالمة. ولدى الاتصال مجددًا بالفندق قال مكتب الاستعلامات إن غرفة سنودن لن تأخذ مكالمات هاتفية بعد الآن. وبعد دقائق على ذلك أعلنت إدارة الفندق إن سنودن غادر الفندق.

ايسلندا الأفضل
واختفى سنودن عن الأنظار منذ مساء الاثنين. وقال في حديثه لصحيفة الغارديان أن أفضل أمل له هو اللجوء في بلد ما وان أيسلندا ستكون البلد الأمثل. وأشارت السلطات الأيسلندية إلى أن على سنودن أن يقدم طلبه بالحضور شخصيا إلى ايسلندا، ولكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن خبراء قانونيين أيسلنديين انه يستطيع أن يقدم طلبه من الخارج، إلى إحدى السفارات الأيسلندية مثلاً.
وكشف سنودن وثائق تبين أن الحكومة الأميركية تجمع مليارات البيانات المتعلقة بالاتصالات الهاتفية التي يجريها الأميركيون والأجانب عبر شركات الاتصالات وشركات الانترنت مثل غوغل وفايسبوك. وتوقع مراقبون أن تغتنم بكين الفرصة التي وفرتها الفضيحة لتسجيل نقاط سياسية ضد واشنطن.
ولكن نيكولاس بيكولين من منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان قال إن الصينيين لن يدخروا جهدا لاستغلال الفضيحة دعائيا "ولكن لا اعتقد أن بكين تحاول أن تشجع تسريب المعلومات أو إفشاء الأسرار".

طريقه لكسب الوقت
وقال محامون في هونغ كونغ إن سنودن يستطيع إن يطلب اللجوء في المقاطعة. وأوضحت الخبيرة القانونية باتريشيا هو من شركة ديلي اند اسوشييتس للمحاماة أن إقدامه على مثل هذه الخطوة، حتى إذا لم يُقبل طلبه، قد يكون طريقة لكسب الوقت. وأشارت هو إلى أن بعض طالبي اللجوء ينتظرون سنوات قبل البت في قضيتهم. وأضافت "لكننا من خبرتنا رأينا أيضا قضايا تُحسم في غضون أسبوع".
وحتى إذا اختار سنودن ألا يطلب اللجوء فان النظر في طلب تسليمه قد يستغرق سنوات قبل أن تبت فيه المحاكم في هونغ كونغ. إذ أُحيلت إلى القضاء عام 1994 قضية تشينغ تشوي بنغ التي اتهمتها محكمة في نيويورك بتهريب مهاجرين صينيين إلى الولايات المتحدة ولكنها لم تُسلَّم إلى السلطات الأميركية إلا في عام 2003.

روسيا تدرس اللجوء
في غضون ذلك أعلنت روسيا بعد فترة وجيزة على اختفاء سنودن من فندقه انها ستدرس أي طلب يقدمه للجوء السياسي. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحيفة كومرسانت الروسية إن الحكومة الروسية ستنظر بجدية في مثل هذا الطلب إذا قُدم رسميا.
واتضح ان سنودن أراد الانخراط في القوات الخاصة الأميركية، ولكنه فشل في اختبار التدريب. ونقلت صحيفة التايمز عن الكولونيل ديفيد باترسون المتحدث باسم القوات البرية الأميركية في البنتاغون أن سنودن سجل في أيار/مايو 2004 وخدم لمدة أربعة أشهر قبل أن تنتهي حياته العسكرية بكسر ساقيه.

إدوارد سنودين مسرب برنامج التجسس الأمريكي يختفي بعد مغادرة الفندق في هونغ كونغ
BBC
اختفى موظف وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه السابق الذي سرب تفاصيل برنامج مراقبة الولايات المتحدة للهواتف والإنترنت من الفندق الذي كان يقيم فيه في هونغ كونغ.
فقد ترك إدوارد سنودين، البالغ من العمر 29 عاما، الفندق الاثنين، ولا تعرف وجهته، ولكن يعتقد أنه لايزال في هونغ كونغ.
وكان قد قال في وقت سابق إن لديه "التزاما بالمساعدة في تحرير الناس من الاضطهاد".
وكشف الأسبوع الماضي أن وكالات في الولايات المتحدة كانت تجمع ملايين التسجيلات للمكالمات الهاتفية، وتراقب المعلومات المنشورة على الإنترنت.

بعض أنصار سنودين يتظاهرون تأييدا له.

وقال متحدث باسم مدير مكتب الاستخبارات الوطنية إن القضية أحيلت إلى وزارة العدل لأنها موضوع جنائي.
وظهرت، في هذه الأثناء، على موقع البيت الأبيض على الإنترنت عريضة تطالب بالعفو الفوري عن سنودين، وقع عليها أكثر من 30.000 شخص.
ويشير استطلاع للرأي لصحيفة واشنطن بوست إلى أن أغلبية الأمريكيين يعتقدون أن مراقبة الحكومة للتسجيلات الهاتفية أمر مقبول إذا كان الهدف منها هو محاربة الإرهاب.

آثار سياسية

وقالت إذاعة أر تي إتش كي في هونغ كونغ إن سنودين ترك فندق ميرا الاثنين. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن موظفي الفندق قولهم إنه غادر الفندق ظهرا.
وقال إيوين ماكاسكيل الصحفي في صحيفة الغارديان لبي بي سي إنه يعتقد أن سنودين لا يزال موجودا في هونغ كونغ.

"لا أريد أن أعيش في عالم حيث يسجل كل شيء أقوله أو أفعله."
إدوارد سنودين

وعلى الرغم من وجود اتفاقية لتسليم المتهمين بين الصين والولايات المتحدة فإن المحللين يقولون إن أي محاولة لإعادة سنودين إلى أمريكا قد تستغرق شهورا، وقد تعيقها بكين.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية هي التي كشفت النقاب عن أن مصدر التسريبات الخاصة ببرنامج المراقبة الأمريكية هو سنودين، بناء على طلبه.
ويعتقد أنه وصل إلى هونغ كونغ في 20 مايو/أيار. وتستمر تأشيرة الدخول العادية التي تمنح للمواطنين الأمريكيين لدى وصولهم هونغ كونغ 90 يوما.
وقد أثارت التسريبات التي كشف عنها سنودين مضاعفات سياسية عبر المحيط الأطلسي، وسط مزاعم بأن وكالة مراقبة الاتصالات الإلكترونية البريطانية المعروفة اختصارا باسم "جي سي إتش كيو" تستخدم النظام الأمريكي في مراقبة المواطنين البريطانيين.


موظفو الفندق قالوا إن سنودين غادر ظهر الاثنين

وألغى وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ رحلة مقررة إلى واشنطن ليتمكن من المشاركة في جلسة مجلس العموم التي عقدت الاثنين، ونفى فيها تلك المزاعم.
ووصفت الغارديان سنودين بأنه مساعد فني سابق في سي آي إيه، وهو يعمل حاليا في شركة "بوز ألن هاميلتون"، التي تعمل لوكالة الأمن القومي (إن إس إيه) في الولايات المتحدة.
وقال سنودين للغارديان "إن (إن إس إيه) أنشأت بنى تحتية تسمح لها باعتراض أي شيء تقريبا. ومع وجود هذه المقدرة يمكن رصد جميع الاتصالات البشرية تلقائيا دون استهدافها".
وأضاف "لا أريد أن أعيش في مجتمع ينهج هذا النوع من السلوك. لا أريد أن أعيش في عالم حيث يسجل كل شيء أقوله أو أفعله".
وقال سنودين إنه لا يعتقد أنه ارتكب جرما، مضيفا "لقد شاهدنا جرائم بالقدر الكافي من جانب الحكومة. ومن النفاق وصمي بمثل هذه المزاعم".
لكنه أقر بأنه قد ينتهي به المطاف في السجن، معبرا عن خوفه على من تعرفوا عليه.
وأكدت شركة "بوز ألن هاميلتون" في بيان أن سنودين كان موظفا لديها لأقل من ثلاثة أشهر.

"خيانة"


بعض السياسيين الأمريكيين اتهم سنودين بالخيانة

ورفض السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جي كارني الاثنين التعليق على قضية سنودين لأنها لاتزال قيد التحقيق.
ويبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصرة على مواصلة برنامج التجسس الذي كشفه سنودين، قائلة إنه يحافظ على أمن الولايات المتحدة من الإرهابيين.
وتحول سنودين إلى بطل في أعين المدافعين عن الشفافية والحريات الفردية في مختلف أنحاء العالم عندما كشف برنامج وكالة الأمن القومي الأمريكي بمراقبة مستخدمي الإنترنت، بالإضافة إلى اتصالاتهم الهاتفية في العالم.
لكن يبدو أن الولايات المتحدة بدأت تستعد للتحرك ضد سنودين، إذ اعتبر مسؤولون كبار في الكونغرس الاثنين أن عمله يرقى إلى "الخيانة"، وشددوا على ضرورة ترحيله من هونغ كونغ في أسرع وقت.
ورفضت السناتورة الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا، ديان فاينستاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الدخول في التفاصيل، لكنها قالت إن السلطات الأميركية تتعقب سنودين.
وصرحت فاينستاين لوسائل الإعلام "كل الهيئات تتحرك بشكل حازم"، واعتبرت أن ما فعله سنودين يعتبر "خيانة".