السلام عليكم
كلنا نرى في العراق سوء و تردي حالة الخدمات و البنية التحتية .. كلنا نرى سوء التخطيط في المدن .. كلنا نرى سوء تنفيذ المقاولات ، كلنا نرى سوء تبليط الطرق و تضررها بعد فترة قليلة جدا من إنشاءها ، حسنا .. جزء من ذلك هو بسبب الفساد الإداري و المالي المستشري في دوائر الدولة العراقية (و ربما فساد المهندسين انفسهم و هذا مبحث اخر) .. و لكن .. هنالك سبب أخر مهم لا يلتفت إليه الكثيرون، و هو مدى "تعاسة" الكفاءة العلمية للمهندسين العراقيين العاملين في دوائر الدولة أو لحسابهم الخاص و المتخرجين من الجامعات العراقية، بحيث يكون "خلفة البناء" الذي لم يرى الإعدادية في الغالب أكثر خبرة منهم في التنفيذ .. أمر مخجل
يتعين المهندس الذي تخرج حديثا من كلية الهندسة في دوائر الدولة و هو "ما يعرف الجك من البك" و يأتي هنا دور الفنيين و التقنيين القديمين من خريجي الصناعة و المعاهد في تعليمه "كيف يمشي الأمور" و تجده أبعد الناس عن القراءة و الدراسة فضلا عن ضعفه الشديد في مجالات الحاسوب و اللغة الانجليزية اللذان هما الوسائل الرئيسية للتدريب و الإطلاع على المعلومات
لماذا هذه الحالة يا ترى ؟؟ أليس من المفترض أن يكون حامل لقب "مهندس" هو الأكثر ذكاء و خبرة و معلومات من غيره ؟ أليس من المفترض أن يكون كل مهندس خبيرا في اختصاصه ؟ و على معرفة بأحدث التكنولوجيا فضلا عن إلمامه باللغة الانجليزية ؟ أليس عليه أن يقضي و لو 20% من وقته في التدريب و الدراسة و مراجعة المعلومات حتى يكون أهل للقب "مهندس" و ليس حبرا على "هوية" ؟
الموضوع كتبته من أجل كروب "نقابة مهندسي العراق" على الفيس بوك