يقول تقريرٌ أصدرته المراكزُ الأمريكيَّة لمُكافحة الأمراض والوقاية منها إنَّ الجبنةَ الطريَّة والمحاصيل الزراعية الخام سبَّبت مُؤخَّراً تفشياً لجرثومة اللِّيستريَّة في الولايات المتَّحدة؛ وإنَّ 90 في المائة على الأقل من الحالات تحدث عند كبار السنِّ والنساء الحوامل والمواليد الجُدد والأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
وبيَّن التقرير أنَّ النساءَ الحوامل هُنَّ أكثر ميلاً بعشر مرَّات للإصابة بهذا الشكل الخطير من التسمُّم الغذائيِّ، مُقارنةً مع شرائح بشريَّة أخرى ضمن مجمل السكان، وأنَّ خطرَ الإصابة أعلى بأربع وعشرين مرَّة بين النساء الإسبانيات الحوامل.
قال الباحِثون إنَّ الأشخاصَ في عمر الخامسة والستِّين وأكبر هم أكثر ميلاً بأربع مرات للإصابة بعدوى اللِّيستريَّة، مُقارنةً مع باقي الفئات العُمريَّة؛ وحلَّل الباحِثون بياناتٍ للأعوام 2009-2011 حول مُعدَّلات المرض بالجرثومة اللِّيستريّة والأطعمة التي ترافقت مع انتشار العدوى.
قال مُديرُ المراكز الأمريكيَّة لمُكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور توم فريدن: "تُصيب الجرثومةُ اللِّيستريَّة بشكل شديد النساءَ الحوامل وكبارَ السنِّ الذين لديهم أجهزة مناعة ضعيفة, مُتسبِّبةً في دخول العديد منهم إلى المستشفيات، وحدوث حالات الإجهاض أو الوفاة بنسبة حالة من بين خمس حالات".
"نحتاج إلى تطوير تقنيَّات جزيئيَّة جديدة فعَّالة لمُساعدتنا على الربط بين الأمراض وانتشارها مع الأطعمة وبشكلٍ أسرع، من أجل الوقاية من المرض والوفاة".
بيَّن التقريرُ أنَّ النتائجَ تُلقي الضوءَ على الحاجة إلى تثقيف الناس حول كيفيَّة الوقاية من حالات العدوى بالجرثومة اللِّيستريَّة.
وجد الباحِثون أنَّ أكثر من 1650 حالة عدوى باللِّيستريَّة جرت الإفادةُ عنها إلى المراكز الأمريكيَّة لمُكافحة الأمراض والوقاية منها خلال فترة الدراسة التي بلغت 3 سنوات.
أدَّت نسبة 20 في المائة تقريباً من حالات العدوى إلى الوفاة؛ وحدث مُعظمُها بين كبار السنِّ أو على شكل حالات إجهاض أو ولادة أجنّة ميّتة. نوَّه التقريرُ إلى أنَّه عادةً ما تكون أعراضُ عدوى اللِّيستريَّة مُعتدلةً عند النساء الحوامل أو على شكل حُمَّى, لكن يُمكن لهذه العدوى أن تُؤدِّي إلى الإجهاض والمخاض قبل الأوان وأمراض خطيرة أو الوفاة بالنسبة لمواليدهنَّ الجُدد.
أدَّت حالاتُ تفشِّي عدوى اللِّيستريّة إلى مرض 224 شخصاً في 38 ولاية أمريكيَّة خلال فترة الدراسة؛ واشتملت هذه الحالاتُ على التفشِّي الكبير في العام 2011 المُرتبط بفاكهة البطيخ من مزرعةٍ واحدة. من بين حالات تفشِّي العدوى العشرة مع تحديد مصدر الطعام, ارتبطت ستُّ حالات بالجبنة الطريّة (مُعظمها على الطريقة المكسيكيَّة) وحالتان مع المحاصيل الزراعيَّة (البطيخ الكامل والكرفس غير المُقطَّع).
أدَّى التحسُّن التكنولوجي والتغييرات التنظيميَّة إلى انخفاضٍ بنسبة 25 في المائة في مُعدَّلات المرض نتيجة عدوى اللِّيستريَّة في الولايات المتَّحدة بين تسعينيات القرن الماضي وبدايات الألفية الثانية؛ ويعود هذا في جزء كبير منه إلى التغييرات التي تُؤثِّر في اللحوم والدواجن. لكن، توقَّف هذا الهبوط منذ ذلك التاريخ. ولذلك، يُظهر التقريرُ الحاجة إلى تدابير إضافيّة من أجل تحقيق المزيد من تقليل خطر الإصابة بمرض اللِّيستريّة بسبب الطعام, مثلما نوّه مُعدُّو التقرير.
نصحت المراكزُ الأمريكيَّة لمُكافحة الأمراض والوقاية منها بضرورة عدم شرب الحليب غير المُبستَر، أو تناول الجبنة الطريَّة المصنوعة من حليبٍ غير مُبستَر، إضافةً إلى طهي السُّجق إلى درجة صعود البخار الساخن منه. كما يُمكن أن يُساعدَ التنظيفُ المناسب والتخزين الصحيح واستعمال الثلاجات على الوقاية من انتشار عدوى الجرثومة اللِّيستريَّة أيضاً.
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الثلاثاء 4 حزيران/يونيو