أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ تغيُّرات مُعيَّنة في الدماغ قد تُساعدُ على تفسير لماذا تُصبح تصرّفات العديد من كبار السنّ أكثر خرقاً، أو ينقصها الإتقانُ مع مرور الزمن.
يُمكن أن يُؤدِّي التراجعُ في الرؤية والرشاقة وغيرهما من القدرات البدنيّة، بسبب التقدّم في العمر, إلى زيادة في المتاعب مثل الارتطام بكأس على المائدة في أثناء محاولة تناول شيء ما, أو التلمُّس بارتباك خلال محاولة وضع المفتاح في القفل.
لكن يقول باحِثون من جامعة واشنطن في سان لويس إنَّ بعضاً من التصرّفات، التي تفقد الإتقان بشكلٍ مُتزايد, قد يعود إلى تغيرات في الإطار الذهني للمرجعيّة التي يستخدمها كبار السنّ من أجل تصوُّر الأشياء القريبة منهم.
قال مُساعد مُعدِّ الدراسة ريتشارد أبرامز، أستاذ علم النَّفس في الفنون والعلوم: " تُساعد إطارات المرجعيّة على تحديد ما الذي سنُركِّزُ انتباهنا عليه في البيئة المُحيطة بنا، ويُمكن لهذه الإطارات أن تُؤثِّرَ في كيفية تفاعلنا مع الأشياء, مثل أجهزة التحكّم بالسيَّارات أو الأطباق على المائدة".
"تُظهِرُ دراستنا أنّه، إضافةً إلى التغييرات البدنيّة والإدراكيّة, يُمكن أيضاً أن تحدث اختلافاتٌ في التفاعل بسبب تغيُّراتٍ في كيفية التمثيل الذهني عند كبار السنّ للأشياء المُحيطة بهم".
اشتملت الدراسةُ على بالغين شباب وكبار السنِّ, طُلِبَ منهم أداء سلسلةٍ من المهام البسيطة تقتضي حركة اليد. استخدم البالِغون الشباب إطاراً مرجعياً يتمحور على الفعل عند التقاطهم لشيئٍ ما؛ وهذا يعني أنّهم بقوا مُدركين وحسّاسين للعقبات المُحتَملة في مُحاذاة مجرى حركة اليد لديهم.
لكن، استخدم كبارُ السنّ إطاراً مرجعياً يتمحور على الجسد, ممَّا يعني أنَّهم كرَّسوا المزيد من الانتباه على الأشياء التي كانت قريبة من أجسادهم, سواءٌ أكان هذا في محاذاة مجرى حركة اليد لديهم أم لم يكن كذلك. في النتيجة, كانوا أقلَّ قدرة على تعديل حركات اليد لتجنُّب العقبات, مثلما قال الباحِثون.
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الاثنين 10 حزيران/يونيو