قررت قيادة عمليات بغداد توزيع دراجات هوائية على المواطنين بدل سياراتهم في خطة أمنية جديدة لمنع تفخيخ السيارات، وأوضحت أنه أن تم تفخيخ دراجة فستمنع الدراجات، وأن تم تفخيخ الراجلة فسيمنع المشي ايضا.
لا داعي للاستغراب فمثل هذه القرارات واردة جدا فعمليات بغداد همها الأول هو التقليل من خروج المواطنين للشارع ومنعهم أن استلزم الأمر، وكأنما المواطن العراقي سيصله الراتب مع أغراض التسوق إلى البيت وأنه لا يحتاج الخروج للشارع لكسب عيشه.
ومن هذه القرارات التي شهدناها مؤخرا منع سير السيارات ذات الرقم الأسود(المنفيس) لفترة، ومن ثم التضيق عليها وشمولها بنظام الفردي والزوجي، ومن دون أستثناء الصحفيين!!!
كأن الإرهابيين سيمتنعون عن تفخيخ الرقم الأبيض كون الرقم مغاير للون المتفجرات! أو أنه اذا فخخ سيارة زوجي فلن يفجرها بنفس اليوم وسينتظر لليوم التالي! وطبعا أننا نعلم سبب عدم استثناء الصحفيين فلا حاجة لشرحه بالعكس فمن الممكن صدور قرار يمنع الصحفيين من الخروج نهائيا.
والغريب التعامل مع سيارات الرقم الأسود كأنها سيارات معادية، وكأن هذا الرقم لم يصدر من جهة رسمية وهي مديرية المرور العامة! وأن أصبحت أعدادها كبيرة فمن السهولة تقليلها بتسهيل إجراءات تسقيط السيارات الحاملة لهذه الأرقام بدل اشتراط أن تكون نسبة التلف 85% ، ومعاملة طويلة عريضة الهدف منها زيادة معاناة المواطن وملئ جيوب المفسدين.
ومن القرارات الغريبة الأخرى عدم السماح بدخول بعض المناطق إلا لمن يملك بطاقة سكن والطريف أنه في بعض المناطق تم تقسيم المحلات المكونه منها المنطقة!!
أعتقد أن هذا القرار هو وسيلة لعزل المناطق، ومحاولة لتقسيم بغداد، وتقطيع للوصلة الاجتماعية، واستهداف لسكان هذه المناطق، كما هو تكذيب للتصريحات الأمنية فبعد كل انفجار يصرحون أن المتفجرات صنعت محليا ولم تأت من خارج المنطقة!!!
والغريب أننا البلد الوحيد الذي يخرج فيه عدد من النواب بأسرار أمنية أو معلومات دفاعا عن فشل الأجهزة الأمنية، كالنائب الذي أستيقظ قبل أيام معدودة ليصرح أن جهاز كشف المتفجرات الـ ID جهاز ناجح بنسبة 15-40 % وأنه الأحدث بالعالم!!!
يا حضرة النائم أن 15-40 % ليست نسبة نجاح بل فشل، ولا داعي للتذكير أن الشركة البريطانية المنتجة قد أغلقت وأن صاحبها سجن بتهمة الغش التجاري، وفي العراق تم سجن اللواء الجابري أربع سنوات لاستيراده هذه الأجهزة، وبالنسبة لحداثة الاجهزة فأن كنت تعرف استخدام الإنترنيت فيمكن أن تكتب في محرك البحث (أجهزة كشف المتفجرات) لكي تتدفق آلاف الأنواع من الأجهزة بنسبة كشف 80-99 %، فمن أين علمت أن جهازك العجيب هو الأحدث؟
أعتقد أن على عمليات بغداد البدء بمحاربة الإرهاب بدل المواطنين، و وضع إستراتيجيات وخطط أمنية جديدة تواكب التطور الحاصل في باقي دول العالم لمحاربة الإرهاب، بدل سياسة التبربر المكرر والاعتماد على جهل المواطن، وعدم الاتكال على دعم بعض السياسيين المغرضين المستفيدين من تردي الوضع الأمني في البلد.