فطريات العفن لاستخلاص الوقود الحيوي قال علماء من أستراليا وكندا إنهم اكتشفوا تحورا لفطريات العفن تحسن استخلاص وقود الإيثانول كثيرا من البقايا النباتية مثل الخشب أو القش.
إنتاج الوقود الحيوي من النباتات كالذرة يؤدي إلى ارتفاع أسعار تلك السلع الغذائية (الأوروبية-أرشيف)
وأجرى العلماء دراستهم تحت إشراف كريستيان ديرنتل من جامعة فيينا للعلوم التطبيقية ونشرت نتائجها في مجلة "بيوتكنولوجي فور بيولوس" المعنية بدراسات الوقود الحيوي، وتوقعوا أن تصبح هذه الطريقة مستقبلا بديلا عن النباتات التي تزرع بغرض تصنيع الوقود، مثل نبات الذرة والشلجم وما يترتب على ذلك من ارتفاع بأسعار السلع الغذائية.
وجاء اكتشاف الباحثين هذا ليحل مشكلة التكاليف العالية لإنتاج السكر من بقايا النباتات بالطريقة المعتمِدة على محفزات الفطريات التي يتم تصنيعها أو شراؤها حيث يبلغ سعر الغرام الواحد الصافي من تلك المادة المحفزة -حسب الباحثين- نحو 2500 يورو، وهو سعر أعلى بكثير جدا من غرام الذهب على سبيل المثال الذي يبلغ حاليا نحو 35 يورو.
وحسب الباحثين من الممكن إنتاج الوقود الحيوي من قمامة الأجزاء النباتية المتخشبة، مثل نشارة الخشب عبر شطر المادة الخشبية التي تمثل جدار الخلية إلى جزيئات سكرية صغيرة مستخدمين في ذلك غالبا فطريات العفن من فصيلة تريكوديرما التي تنتج مزيجا من الأنزيمات تحول المادة الخشبية إلى سكر ويضاف إليه لاحقا الخميرة لإنتاج الإيثانول.
ومشكلة تلك الطريقة أن الفطريات تنتج الأنزيمات طالما أنها تسد حاجتها من السكر، وكان يتم تجاوز ذلك بتحفيز العملية بإضافة مركب سكري آخر، وهنا كانت تبرز مشكلة تصنيع تلك المادة المحفزة أو شراؤها، وهي مكلفة جدا كما ذكر آنفا، مما يجعل من إنتاج الوقود الحيوي بهذا الشكل مسألة ليست ذات جدوى ولا يمكن لها أن تنافس الوقود النفطي التقليدي.
لكن الباحثين اكتشفوا أخيرا فصيلة متحورة من الفطريات قادرة على إنتاج السكر دون التوقف عن ذلك، حسبما أوضح البروفيسور روبرت ماخ، واستطاعوا كذلك إحداث هذا التحور أيضا لدى فصائل أخرى من الفطريات، لكنهم مع ذلك لا يعرفون متى سيتمكنون من استخدام هذه الطريقة في إنتاج الإيثانول الحيوي بكميات كبيرة رغم تأكيدهم نجاحها في المعمل بشكل مثالي.