معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله في بعثته:

قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في خطبته القاصعة: ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله لما أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمد إنك قد ادعيت عظيماً لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك، ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب، فقال(ص): وما تسألون؟ قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك، فقال(ص): إن الله على كل شيء قدير، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا نعم، قال فإني سأريكم ما تطلبون، وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير، وإن فيكم من يطرح في القليب ، ومن يحزب الاحزاب، ثم قال(ص): يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله، فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله(ص)مرفرفة! وألقت بغصنها الاعلى على رسول الله(ص)، وببعض أغصانها على منكبي، وكنت عن يمينه(ص)فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكباراً: فمرها فليأتك نصفها ويبقي نصفها, فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دوياً، فكادت تلتف برسول الله(ص)فقالوا كفراً وعتواً: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان فأمره(ص)فرجع، فقلت أنا: لا إله إلا الله فإني أول مؤمن بك يا رسول الله، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقاً بنبوتك وإجلالاً لكلمتك، فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر خفيف فيه، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنوني,
[...]

نهج البلاغة ج2 ص158, عنه البحار ج17 ص389/ ج38 ص320, إعلام الورى ج1 ص74, الطرائف ص415, نهج الإيمان ج1 ص112, مناقب آشوب ج1 ص112, الهداية الكبرى ص56 نحوه, ينابيع المودة ج1 ص208.