تعتبر تربية الطفل ليصبح مستقلا بذاته ومعتمدا على نفسه من أهم الأمور التى تحرص عليها الأم. إن الطفل فى مرحلة نموه الأولى يعتمد على الأم تماما للغذاء والتنظيف والحصول على كل احتياجاته، ولكن مع مرور الوقت وتقدم الطفل فى العمر فإنه يبدأ فى الاعتماد على والدته بنسبة أقل فيما يتعلق بالطعام والشراب ولكنه يظل معتمدا عليها للحصول على الدعم والحب والحنان. وبمرور المزيد من الوقت فإن الطفل يبدأ فى الاتجاه للاعتماد على نفسه كليا مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر لا يكون سهلا عليه أو على والدته التى أحيانا ما تتجه لتقديم المساعدة للطفل بشكل مبالغ فيه، وهو الأمر الذى قد يكون له عواقب سلبية على الطفل، ولذلك يجب على الأم أن تعلم طفلها كيف يكون مستقلا ومعتمدا على ذاته.
يجب أن يرى الطفل أن أمه تعتمد على نفسها حتى يتعلم أن يفعل مثلها، ويجب على الطفل أن يدرك أن الإنسان يمكنه أن يجلس بمفرده وأن يكون رأيه مستقلا عن آراء الآخرين. يمكن للأم أن تجعل الطفل يراها تقوم بفتح برطمان صغير، وكيف تنفذ هذا الأمر وتنجح فيه. أخبرى طفلك أنك ستكونين بجانبه لتقديم المساعدة إذا احتاجها مع الوضع فى الاعتبار أن تقديم المساعدة يمكنه أن يكون متمثلا فى شكل مادى أو جسمانى أو يمكنه أن يكون دعما شفهيا وخاصة إذا كان ما يقوم به الطفل سهلا.

يمكنك أن تطلبى من الطفل إعطاء رأيه فى المهام الصغيرة التى تقومين بها مما سيجعله يشعر أن رأيه مهم، ومع الوقت يمكنك أن تستعينى وتأخذى باقتراحات طفلك مما سيزيد من ثقته بنفسه. حاولى أن تدخلى طفلك فى المهام المنزلية اليومية التى تخصه أيضا حتى يكون أكثر اهتماما بها ويجب أن تقومى بهذا الموضوع حتى لو تطلب الأمر عودتك لمراجعة ما فعله الطفل مرة أخرى. عندما ينتهى الطفل مثلا من تناول الطعام يمكنك أن تطلبى منه أن يقوم بوضع الأطباق فى الحوض ويمكنك مثلا أن تطلبى من طفلك ترتيب الكتب فى غرفته.
أحيانا قد يكون الفشل وسيلة يتعلم الطفل من خلالها الكثير واعلمى أن طفلك إذا اختبر الفشل فإنه سيكون أكثر نضجا وأكثر اعتمادا على النفس، واحرصى أن تخبريه دائما بأن مجهوده هو الأمر المهم. أخبرى طفلك بأنه يمكنه أن ينجز مهمة معينة بأكثر من طريقة مما سيجعل الطفل أكثر ابتكارا وأكثر اعتمادا على النفس. اسمحى لطفلك أن يعبر عن رأيه وأن يتخذ قراراته باستقلالية مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر قد يتطلب منك بعض الصبر ويمكنك مثلا أن تسمحى لطفلك باختيار الطعام الذى سيتناوله على الغداء.
تبقى مهمة الأم الأساسية هى إمداد طفلها بكل السبل والوسائل التى تمكنه من تحقيق أهدافه وتتضمن تلك الوسائل تقديم الدعم والتشجيع والحب لطفلك إلى جانب كل الوسائل الأخرى. وفى المقابل يجب على الطفل أن يبذل أقصى ما فى وسعه وأن يكون منظما وملتزما ومتعاونا مع كل من حوله وأيضا مقدرا للجهود المبذولة من الآخرين. يجب أن تعلمى أنه حتى لو كانت النتيجة النهائية للمهمة التى ينجزها طفلك ليست كاملة فيجب أن تجعليه يشعر بأنك تقدرين مجهوده
يجب على طفلك أن يفهم أن حصوله على مصروف يعنى أنك لن تعطيه المزيد من المال إذا أنفق مصروفه بعدم مسئولية أو بسرعة وعاد ليطلب منك المزيد من المال مرة أخرى. ويجب ألا تتعدى الفترة ما بين كل مصروف لطفلك الأشهر مع الوضع فى الاعتبار أن مثل تلك الخطوة مناسبة للطفل بداية من سن الثالثة عشرة.