أعلن الإعلام السوري الرسمي السبت أن القوات السورية تمكنت من السيطرة على قرية البويضة.و كانت البويضة آخر موقع تسيطر عليه المعارضة المسلحة في بلدة القصير، وكان المئات من سكان البلدة قد لجأوا إليها قبل سقوطها بأيدي القوات الحكومية وحلفائها من مسلحي حزب الله الأربعاء الماضي.عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا عن قلقه على مصير مئات المدنيين والمعارضين، بينهم العديد من الجرحى، في البويضة.ونقلت وكالة أسوشييتيد برس عن ناشط من حمص يدعى أبو بلال الحمصي قوله من خلال مكالمة هاتفية عبر خدمة سكايب إن المعارضين تكبدوا خسائر فادحة في المعارك التي دارت رحاها في وقت متأخر من يوم الجمعة لدى محاولتهم الفرار من القرية ومعهم جرحى ومدنيون.وفي حمص، أسفر انفجار عبوة قرب موقع للجيش بالمدينة عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، حسبما أورد المرصد.وقال "لم يتسن التعرف على هويات القتلى" مضيفا أن قوات الحكومة السورية بدأت بقصف الأحياء الشمالية لحمص.ويتوقع المراقبون أن تحول القوات الحكومية اهتمامها بعد سقوط القصير إلى محافظتي حمص وحلب لتسترد سيطرتها عليهما.
توجهت الأنظار إلى الوضع الميداني في سوريا في مرحلة ما بعد حسم معركة القصير، حيث قد تتزايد الرهانات الداخلية والخارجية على التطورات العسكرية قبل مؤتمر التسوية المفترض في جنيف. وفي هذا السياق، هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، الدول الداعية لتسليح المعارضين السوريين لتغيير الوضع على الأرض، مؤكداً أن هذا الأمر لن يؤدي إلى شيء، مكرراً في الوقت نفسه دعوته لمشاركة اكبر عدد من الدول المؤثرة في الأزمة السورية، بينها دول الجوار وإيران ومصر، في مؤتمر "جنيف".وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمال الدين إحسان أوغلي في موسكو، "لقد حذرنا منذ زمن من التدويل المتواصل للأزمة السورية. ثمة المئات، إن لم نقل الآلاف من المسلحين الذين يقاتلون ضد القوات الحكومية السورية، بينهم مقاتلون، ليس فقط من الدول المجاورة، بل ومن الدول الأوروبية".
وأضاف "إذا كان ممثل الإدارة الأميركية يرى أن القوات الحكومية السورية تواجه صعوبات في ميدان المعركة وتحتاج إلى الدعم، فهذا يعني منطقياً أنها تقارع على الجانب الآخر جماعات مدربة جيداً. وإذا كانت الحال على ما هي عليه فعلاً - وهناك معلومات بأن مدربين أجانب ساعدوا المعارضة - فإن الدعوات الصادرة لإدانة أحداث القصير، على اعتبارها عملية ضد السكان المدنيين، تحمل في طياتها ما يكفي من النفاق".
بدوره، أعلن أوغلي أن "منظمة التعاون الإسلامي تدعم عقد مؤتمر جنيف 2 ومستعدة للمساهمة فيه"
وكان لافروف قال، أمس الأول، "نواصل أعمالنا مع الحكومة (السورية) التي أعلنت أنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر، وأن وفدها سيكون برئاسة وزير الخارجية" وليد المعلم.
من جهتها وجهت الأمم المتحدة أكبر نداء في تاريخها لجمع مبلغ 5 مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من النزاع في سوريا.و تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 10 ملايين من السوريين، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، يحتاجون إلى المساعدة بحلول نهاية هذا العام.وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) إن نحو أربعة ملايين طفل سوري يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة.