TODAY - February 02, 2011
المتظاهرون يتهمون شرطة بملابس مدنية باقتحام ميدان التحرير
إصابة العشرات في إشتباكات بين مؤيدي مبارك والمتظاهرين
وقع تشابك بالايدي بعد ظهر الاربعاء بين الموالين للرئيس حسني مبارك والمتظاهرين الذين يطالبون باسقاطه في ميدان التحرير بعد دخول المئات أنصار الرئيس المصري الى ميدان التحرير.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
واشنطن
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الاربعاء ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدا الان" امر "مرفوض" ويهدف الى "تاجيج الوضع الداخلي" في مصر.
اصيب عشرات المتظاهرين بعد ظهر الاربعاء في ميدان التحرير بعد ان اقتحمه مئات من الموالين للرئيس المصري حسني مبارك واخذوا يقذفون المحتجين بالحجارة وقطع الحديد الصغيرة.
ورأي صحفي من وكالة فرانس عشرة متظاهرين على الاقل مصابين ومعظمهم كانوا مصابين في الراس والعيون. واشار الى ان جريحا يصل كل دقيقة محمولا على اكتاف المتظاهرين.
واتهمت ثلاث مجموعات احتجاجية في وقت سابق رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان "لترويع" المتظاهرين. وقال بيان لحركة 6 ابريل وحركة كفاية وتيار التجديد الاشتراكي تلقته فرانس برس ان "عناصر من الامن بملابس مدنية وعددا من البلطجية اقتحموا ميدان التحرير وقاموا بترويع المتظاهرين بهدف اظهار ان الشعب المصري منقسم".
ودعا البيان "اصحاب الضمائر الحية في العالم الى حماية الثورة المصرية". واوضح شهود لوكالة فرانس برس ان الموالين لمبارك الذين اتوا الى الميدان تتقدمهم خيول وجمال كانوا يضربون المتظاهرين باقفال حديدية قديمة.
واكد احد المتظاهرين ان "احد البلطجية عثر معه على بطاقة تثبت انه رجل امن". وقد تمكن المحتجون من ابعاد انصار مبارك والاستيلاء على الخيول التي كانت معهم وهم يقومون الان باقامة السواتر من جهة المتحف وكسر حجارة الرصيف لاستخدامها في الدفاع عن انفسهم
كما تواصل مجموعات من المتظاهرين الهتاف وسط هذه الاشتباكات "مش عايزينه، مش عايزينه" و"يرحل يرحل يرحل" و"مش حنمشي .. هو يمشي" وهم يضربون على الحديد تعبيرا عن غضبهم ويدعون باقي المحتجين الى التقدم لدعم زملائهم في الخطوط الامامية.
واكد مراسل لفرانس برس ان الاشتباكات بالحجارة ما زالت مستمرة بعنف في طرف الميدان من جهة المتحف المصري الذي اتى منه انصار مبارك والذي انسحب جنود الجيش الذين كانوا داخل الدبابات التي تقف امامه والتي صعد اليها المحتجون.
وقع تشابك بالايدي بعد ظهر الاربعاء بين الموالين للرئيس حسني مبارك والمتظاهرين الذين يطالبون باسقاطه في ميدان التحرير، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. وجاء ذلك بعدما دخل عدة مئات من انصار الرئيس المصري الى ميدان التحرير.
هذا وتجمع قرابة عشرة الاف شخص اليوم الاربعاء في ميدان مصطفى محمود في القاهرة للتعبير عن تاييدهم للرئيس المصري حسني مبارك، فيما أكد متظاهرون في ميدان التحرير أن "ما قاله مبارك غير كاف" وأنهم باقون حتى رحيله.
ورفع المتظاهرون لافتات تقول "لا لاهانة رمز مصر" و"نعم لرجل الحرب والسلام" و"مبارك في قلوب المصريين .. سامحنا يا مبارك".
كما رفعت لافتة تقول "لا لمدمر العراق" في اشارة الى المعارض البارز محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يشارك في التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري. واكد احد المتظاهرين ان هناك تجمعات اخرى مؤيدة لمبارك في احياء اخرى مثل شبرا والعباسية ومدينة نصر.
وامام مبنى التلفزيون الذي يبعد حوالى كيلومتر واحد عن ميدان التحرير حيث يحتشد معارضو الرئيس المصري تجمع نحو 500 شخص وقد رفعوا لافتات كتب عليها "نعم لمبارك من اجل الاستقرار، نعم لرئيس السلم والسلام" و"لن نكون عراقا آخر" و"اللي بيحب مصر ما يغرقش مصر".
كما رددوا هتافات تقول "ليسقط البرادعي، الخاين البرادعي". وتوجهت مجموعة من نحو مائة منهم الى ميدان التحرير حيث يحتشد المطالبون برحيل مبارك للاشتباك معهم كما يبدو الا ان الجيش منعها من الدخول.
وعند المدخل حدث تلاسن بين هؤلاء وبين اخرين من معارضي مبارك كانوا متوجهين الى الساحة للانضمام الى باقي المعتصمين في الميدان. واخذت امراة محجبة تدعى نوال تصرخ قائلة "انهم يريدون تخريب مصر" مضيفة "بالروح بالدم نفديك يا مبارك".
وداخل الميدان نفسه اعتبر احمد سلمي خريج كلية الشريعة في الازهر ان "ما قاله مبارك كاف وسيكون هناك رئيس جديد بعد ستة اشهر لذلك ساتوقف عن المشاركة" في الاحتجاجات مضيفا "انه رمز ولا يجب ان يطرد". لكن حكيم المعتصم ايضا في الميدان يرى ان "ما قاله مبارك غير كاف" مؤكدا "يجب ان يرحل ونحن باقون هنا حتى رحيله".
أوباما يدعو مباراك للبدء بعملية الانتقال السلمي للسلطة
هذا ودعا الرئيس الاميركي باراك أوباما نظيره المصري الثلاثاء الى البدء فورا بعملية انتقال سلمي للسلطة، وذلك اثر اعلان الاخير انه لن يترشح لولاية ثانية ولكنه لن يتنحى قبل انتهاء ولايته في الخريف المقبل.
وتحدث أوباما مع مبارك عبر الهاتف مساء الثلاثاء لمدة نصف ساعة، وذلك اثر ادلاء الرئيس المصري بخطاب الى الامة قال فيه انه لن يترشح لولاية سادسة ولكنه لن يغادر السلطة قبل اجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقعة في ايلول/سبتمبر.
واكد أوباما لنظيره المصري ان عملية انتقال السلطة سلميا في مصر يجب ان تبدأ "الان"، ولكن من دون ان يدعوه الى التنحي فورا، مشددا على انه لا يعود الى الولايات المتحدة ان تختار الرئيس المقبل لمصر.
وقال الرئيس الاميركي "ما هو واضح وقد ابلغته هذا المساء للرئيس مبارك انني اعتقد ان عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي ان تكون ذات معنى وان تتم في شكل سلمي وان تبدأ الان".
وانطلاقا من حرصه على التوفيق بين سعيه للحفاظ على علاقات جيدة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جهة ومبادئ الحرية والديموقراطية التي ترفع لواءها واشنطن من جهة اخرى، خاطب أوباما الشباب المصريين الذين يتظاهرون منذ اسبوع والذين رفضوا ما اعلنه الرئيس المصري لجهة تأكيده انه باق في الحكم حتى ايلول/سبتمبر.
وقال أوباما "الى شعب مصر، وخصوصا الى شباب مصر، اود ان اكون واضحا، نحن نسمع اصواتكم. انني مؤمن تماما بانكم ستحددون مصيركم بانفسكم". ومن المنطلق نفسه تطرق أوباما ايضا الى الدور الذي يضطلع به الجيش المصري في هذه الازمة، وقال "اريد ان احيي الجيش المصري على الاحتراف الذي اظهره عبر حمايته الشعب المصري".
وتابع "لقد شاهدنا دبابات مغطاة باعلام وجنودا ومتظاهرين يتعانقون في الشوارع. انني احض الجيش على مواصلة جهوده لضمان اتمام لحظة التغيير هذه في شكل سلمي".
وجاءت كلمة أوباما بعيد ساعات قليلة على اعلان نظيره المصري، الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود، في كلمة متلفزة بثها التلفزيون الوطني، انه لن يترشح لانتخابات ايلول/سبتمبر، وانه دعا البرلمان الى تعديل الدستور بما يخفف الشروط شبه التعجيزية المفروضة حاليا على الراغبين بالترشح الى الرئاسة.
وبعد يوم طويل من التظاهرات فاق عدد المشاركين فيها المليون في كل انحاء مصر، بدا الرئيس المصري وكأنه يخاطب المتظاهرين، فاكد لهم بلهجة غاضبة ان "التاريخ هو الذي سيحكم" عليه، وانه يرفض النفي وسوف "يموت على ارض مصر".
وسرعان ما جاءه الجواب من المتجمهرين في ميدان التحرير الذين كانوا يستمعون الى كلمته، فهتفوا "ارحل، ارحل، ارحل"، في حين صاح احدهم عبر مكبر للصوت "انه (مبارك) عنيد جدا ولكننا اكثر عنادا منه ولن نغادر الى ان يرحل".
وبث التلفزيون المصري كلمة مبارك في الوقت الذي كان فيه أوباما يترأس اجتماعا في البيت الابيض لفريقه للامن القومي مخصصا لبحث الاوضاع في مصر، حضرته خصوصا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
واعلن مسؤول اميركي كبير ان "ما اعلنه الرئيس (المصري) مهم، ولكن ينبغي معرفة ما اذا كان سيرضي مطالب الناس الموجودين في ميدان التحرير"، في وسط القاهرة والذي اصبح معقل المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس. واضاف انه "من الواضح ان هذه الحركة تصبح اقوى ولن تتوقف". وكان يوم الثلاثاء يوما حافلا للدبلوماسية الاميركية في مصر التي تعتبر احدى اهم دعائم السياسة الاميركية في الشرق الاوسط.
وفي هذا الاطار سلم سفير اميركي سابق في القاهرة رسالة من أوباما الى نظيره المصري طلب فيها منه عدم الترشح الى الانتخابات المقبلة المقررة في ايلول/سبتمبر، في حين تحادثت السفيرة الاميركية الحالية في القاهرة مارغريت سكوبي مع محمد البرادعي، احد ابرز وجوه المعارضة المصرية، بحسب ما افاد مسؤولون.
في هذه الأثناء اتفقت أحزاب الوفد والناصري والتجمع والدستوري الحر على إعلان سقوط شرعية نظام الرئيس المصري مبارك والمطالبة بتشكيل حكومة ائتلافية وجمعية وطنية لإدارة البلاد وحل المجالس النيابية وتدعو الاحزاب الجيش إلى القيام بمهامه وفقا لأحكام الدستور.
وتلا سيد البدوي زعيم حزب الوفد بيان الأحزاب الذي رفضت فيه الحوار الذي دعا إليه نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان قبل التجاوب مع مطالبهم. وقالت الأحزاب إن هذا البيان يحظى بدعم جماعة الإخوان المسلمين رغم عدم مشاركتهم في الاجتماع.
الحكومة منفتحة
من جهته قال رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق إن حكومته منفتحة على الحوار مع الأطياف السياسية الأخرى في مصر. كما أكد عالم الآثار المصري زاهي حواس، الذي أسندت إليه وزارة شؤون الآثار، ودعا المحتجين إلى منح الحكومة الجديدة فرصة لتطبيق الاصلاحات التي وعدت بها.
في هذه الأثناء قال وزير المالية المصري الجديد، سمير رضوان، في مقابلة مع بي بي سي إن اقتصاد البلاد قد تأثر سلبا بالاحتجاجات المتواصلة ضد حكم الرئيس حسني مبارك، الا انه نفى ان يكون الاقتصاد المصري في حالة فوضى.
وقال رضوان: "هناك ازمة، ما من شك في ذلك. لا يمكنني ان انفي بأن الاقتصاد قد تضرر." ورفض الوزير المصري اعطاء رأي فيما اذا كان يعتقد ان مبارك سيتنحى، إذ قال: "بصراحة، الرئيس مصمم وهادئ، وهو منشغل بأمر واحد هو كيفية الاستجابة لمطالب الشعب دون ابطاء."
وقال رضوان إن الحكومة الجديدة تأخذ الاحتجاجات مأخذ الجد، وسيتعين عليها الاتيان بحلول تجنب البلاد السقوط في الهاوية.
وقال: "لديهم (المتظاهرون) مطالب شرعية بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. من اليسير القول افعل هذا ولا تفعل ذاك، ولكنني اعتقد ان هذه الامور يجب ان يتم التعامل معها بشكل منظم." محذرا من أن الفوضى إذا عمت ستقود البلاد الى وضع شبيه بالعراق وأفغانستان.
برلين ترى ان مبارك "يفتح الطريق لتجديد سياسي"
من جانبه عبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاربعاء عن ارتياحه لرغبة حسني مبارك في "فتح الطريق لتجديد سياسي"، غداة خطاب اكد فيه الرئيس المصري انه سيبقى في السلطة حتى الانتخابات لكنه لن يترشح لولاية جديدة.
وقال الوزير الالماني لاذاعة بايريشر روندفونك انه "امر جيد ان يكون الرئيس مبارك يريد فتح الطريق لتجديد سياسي. علينا الآن ان نرى اي دور يريد ويستطيع ان يلعب". واضاف "من الضروري ان تلي الاقوال افعال ملموسة جدا"، مؤكدا ان "الالمان والاوروبيين ليسوا الحكم بل الشعب المصري هو الذي ان يقرر من يجب ان يحكم".
وتابع ان هذه القضية "يجب ان تبقى موضوع حوار بين كل الاطراف والقوى السياسية. وحول هذه النقطة سنقدم الدعم في اوروبا ومن قبل الولايات المتحدة ايضا". وقال فسترفيلي "ان معرفة من سيدير مصر قضية داخلية مصرية. لا نشارك من اجل شخص او حزب محدد بل من اجل قضية جيدة هي الديموقراطية والحرية".
واعلن مبارك مساء الثلاثاء نيته البقاء في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايلول/سبتمبر على رغم التظاهرات التي سارت في اليوم نفسه بمشاركة اكثر من مليون شخص للمطالبة بتنحيه.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بدء العملية الانتقالية "بدون تأخير" في مصر حيث اعلن الرئيس حسني مبارك الثلاثاء انه سيبقى في منصبه حتى موعد الانتخابات الرئاسية في ايلول/سبتمبر، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء.
ووقعت عدة اصابات بين المتظاهرين بعدما قام موالون للرئيس مبارك بإلقاء الحجارة على المتظاهرين المطالبين بتغير نظام الحكم.
ورأي صحفي من وكالة فرانس عشرة متظاهرين على الاقل مصابين ومعظهم كانوا ينزفون من رؤوسهم في الساحة التي اقتحمها موالون بالخيول والجمال وهم يلقون الحجارة على المتظاهرين.
واتهمت ثلاث مجموعات احتجاجية في وقت سابق رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان "لترويع" المتظاهرين.
وقال بيان لحركة 6 ابريل وحركة كفاية وتيار التجديد الاشتراكي تلقته فرانس برس ان "عناصر من الامن بملابس مدنية وعددا من البلطجية اقتحموا ميدان التحرير وقاموا بترويع المتظاهرين بهدف اظهار ان الشعب المصري منقسم". ودعا البيان "اصحاب الضمائر الحية في العالم الى حماية الثورة المصرية". واكد شهود لوكالة فرانس برس ان الموالين لمبارك كانوا يضربون المتظاهرين باقفال حديدية قديمة.
غير ان مجموعات من المتظاهرين كانوا لايزالون يهتفون وسط هذه الاشتباكات "مش عايزينه، مش عايزينه" و"يرحل يرحل يرحل" و"مش حنمشي .. هو يمشي". واكد صحافي من وكالة فرانس برس ان الجيش يسمح بالخروج من ميدان التحرير ويمنع الدخول اليه.
ايلاف