الشعر المؤرخ
بقلم : فلاح العيساوي
ما زال جمعا من الشعراء يستخدمون الشعر المؤرخ لهذا الحين وعلى الأخص شعراء الشيعة الكبار وقد اشتهر منهم ، الشاعر الكبير المرحوم الشيخ علي البازي (رحمة الله عليه) والعلامة الأستاذ النسابة المعروف السيد عبد الستار الحسني البغدادي (أدام الله أيام إفاضاته)، فهو في هذه الفترة يعد مؤرخ الحوزة العلمية في النجف الأشرف والعلامة الدكتور محمد حسين الصغير (حفظه الله)، وآخرين يطول المقام بذكر أسمائهم ، ولكي نعرف ما هو الشعر المؤرخ إليكم هذا الشرح الذي عسى إن يكون وافي وكافي قدر الإمكان !...
كان العرب قبل الإسلام لم تخترع الأرقام بأشكالها الحالية، وقد وضعوا للحروف العربية أرقام في قابلها وأسموها الأبجدية !، والأبجدية هي مختزلة بهذه الكلمات: (أبجد. هوز . حطي . كلمن . سعفص . قرشت ثخذ . ضظغ )...
والشعر الفصيح يتكون من بيت أو بيتين أو أكثر، والبيت الشعري يتكون من صدر البيت وهو الشطر الأول ومن عجز البيت وهو الشطر الثاني للبيت.وشعرائنا عندما يريدوا إن يؤرخوا لحدث ما من خلال الشعر كأن يؤرخون لموت عالم أو حدث ما ، أو تشييد بناء مدرسة علمية أو مسجد أو حسينية فأنهم في اغلب الأحيان يضعون كلمة تفيد التاريخ في نهاية صدر البيت الشعري مثل (أرخوا) أو (تاريخه) أو (التاريخ)وبعدها يكون العجز هو التاريخ بعد حساب الحروف حسب جدول الأبجدية .
واليكم جدول الحروف الأبجدية وما يقابلها من الأرقام العددية :
أ = 1
ب = 2 ج = 3 د = 4 ه = 5 و = 6
ز = 7
ح = 8 ط = 9 ي = 10 ك = 20 ل = 30
م = 40
ن = 50 س = 60 ع = 70 ف = 80 ص = 90
ق = 100
ر = 200 ش = 300 ت = 400 ث = 500 خ = 600
ذ = 700
ض = 800 ظ = 900 غ = 1000
ونضرب مثلا توضيحيا من خلال هذه الأبيات الشعرية التالية للشاعر العلامة الدكتور محمد حسين الصغير التي ينعى فيها ويؤرخ وفاة المرجع الكبير والعالم الإمام أبو القاسم الموسوي الخوئي (قدس سره الشريف) والتي خطت على جدار غرفة مرقده المبارك الواقعة في الصحن الحيدري الشريف من جهة مسجد الخضراء الملاصق للصحن الشريف ، قال:
ومن علي قد دنا موضعا *** وهكذا عاقبة المتقين
نودي فاهتز لها مسمعا *** إنا فتحنا لك فتحا مبين
وانشد التاريخ (لما دعا *** أزلفت الجنة للمتقين).
ونلاحظ البيت الأخير بعد حساب كلمة التاريخ مابين القوسين (لما دعا أزلفت الجنة للمتقين ) يظهر تاريخ الوفاة للسيد الخوئي (قدس سره)،
والآن نحسب ما بين القوسين، (لما)= 71 ، (دعا)= 75 ، (أزلفت)= 518 ، (الجنة)= 89 ، (للمتقين)= 660 ، المجموع الكلي = 1413 ، النتيجة تاريخ الوفاة سنة 1413 هجري .
والأبيات التالية من شعر العلامة النسابة السيد عبد الستار الحسني البغدادي (حفظه الله تعالى)انشدها بمناسبة تجديد المدرسة المهدية التي أسسها العلامة الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء (قدس سره) وهي إحدى مدارس الحوزة العلمية في النجف الأشرف، قال:
مدرسة المهدي في ارض الحمى *** على الهدى أركانها مؤسسة
قد شادها فقيه آل جعفر *** على علوم شرعنا محبسة
وسائل من قد أقام صرحها *** من علماء الأسرة المقدسة
أجابه التاريخ (عباس أجل *** جدد للمهدي خير مدرسة)
نحسب بين القوسين : (عباس)= 132 ، (اجل)= 34 ، (جدد)= 11 ، (للمهدي)= 119 ، (خير)= 810 ، (مدرسة)= 309 ، المجموع الكلي = 1415 هجري .
وهو تاريخ تجديد مدرسة المهدي على يد المتولي الشرعي الدكتور العلامة الشيخ عباس ال كاشف الغطاء.