نادال وفيرير في نهائي فرنسا المفتوحة



تابع الإسباني رافاييل نادال المصنّف ثالثاً وحامل اللقب مشواره نحو رقم قياسي خارق ببلوغه نهائي بطولة رولان غاروس الفرنسية لكرة المضرب، ثاني البطولات الأربع الكبرى، واقترابه من لقب ثامن، إثر فوزه الماراتوني على الصربي نوفاك دجوكوفيتش الأول عالمياً 6-4 و3-6 و6-1 و6-7 (3-7) و9-7 في نصف النهائي اليوم الجمعة.نادال تأهل للمرة الثامنة لنهائي رولان غاروس، وأصبح على بعد خطوة واحدة من أن يصبح أول لاعب في التاريخ يحرز لقب دورة كبرى 8 مرات في مسيرته.وحقّق نادال فوزه الـ58 في 59 مباراة في رولان غاروس، علماً بأنّ خسارته السابقة في الدورة تعود إلى ثمن نهائي 2009 عندما سقط أمام السويدي روبن سودرلينغ في أربع مجموعات.ويلتقي نادال (27 عاماً)، حامل اللقب 7 مرات في السنوات الثماني السابقة، في النهائي السابع عشر له في الغراند سلام، مع مواطنه دافيد فيرير الرابع الفائز على الفرنسي جو-ويلفريد تسونغا السادس 6-1 و7-6 (7-3) و6-2.وسيكون النهائي الإسباني الرابع في البطولة بعد مواجهة سيرخي بروغيرا مع ألبرتو بيراساتيغوي عام 1994 وكارلوس مويا مع أليكس كوريتخا عام 1998 وألبرت كوستا مع خوان كارلوس فيريرو عام 2002.وعجز دجوكوفيتش عن إحراز أول ألقابه في فرنسا وأن يصبح ثامن لاعب يحرز البطولات الأربع الكبرى.وكانت المباراة إعادة لنهائي العام الماضي حيث كانت الغلبة للإسباني الذي يعتبر منذ فترة طويلة "ملك" الملاعب الترابية.والتقى اللاعبان 35 مرة حتى اليوم، فحقّق نادال فوزه العشرين مقابل 15 خسارة، والثالث عشر على الأراضي الترابية مقابل 3 خسارات فقط، واللافت أنّ المباريات الـ11 الأخيرة بين نادال ودجوكوفيتش جمعتهما في النهائي، لكن هذه المرة التقيا في قبل النهائي بسبب تراجع نادال في تصنيف المحترفين إثر غيابه الطويل عن الملاعب السنة الماضية لإصابةٍ في ركبته.وكان الصربي حقّق سبعة انتصارات متتالية على ابن مايوركا بين نهائي دورتي انديان ويلز 2011 وأستراليا 2012.وخاض اللاعبان الجمعة تحت شمس باريس الساطعة مباراة ستدخل في قاموس مواجهاتهما، إذ لم تحسم إلا في 5 مجموعات والأخيرة استمرت 82 دقيقة.
وشهدت المباراة تحولات كبيرة حيث كان نادال في طريقه إلى حسمها في المجموعة الرابعة عندما كان الإرسال بحوزته بيد أنّ الصربي قلب الطاولة وأنقذ الموقف قبل أن يحسمها في صالحه مدركاً التعادل وفارضاً مجموعة خامسة حاسمة كانت له الأفضلية فيها بعدما كسر إرسال الاسباني في شوطها الأول ليتقدم 4-2، إلا أنّ الماتادور لم يستسلم وتمكّن من ردّ التحية في الشوط الثامن مدركاً التعادل 4-4 قبل أن يحسمها في صالحه 9-7.وفي المجموعة الأولى، كسر نادال إرسال خصمه مرة واحدة في ثلاث محاولات وحسمها 6-4 في 51 دقيقة.ردّ دجوكوفيتش في الثانية، بعدما كسر إرسال خصمه مرتين من أربع محاولات مقابل مرة لنادال من محاولة واحدة، فحسمها 6-3 في 49 دقيقة.لكن المجموعة الثالثة كانت الأسهل لنادال، إذ أنهاها 6-1 في 37 دقيقة.وبدا نادال في طريقه لحسم المباراة عندما كسر إرسال دجوكوفيتش وتقدّم 4-3، لكن الصربي العنيد رد بسرعة معادلاً 4-4 ومؤجلاً الحسم.وفي وقت كانت المجموعة تتجه لشوطٍ فاصل "تاي بريك" أعاد نادال الكرة ووجه صفعة مؤلمة للصربي إذ كسر إرساله متقدماً 6-5.لم يستسلم الصربي، فعلى رغم حاجة نادال لنقطتين فقط لحسم المباراة، كسر إرسال نادال للمرة الثانية وعادل 6-6 فارضاً شوطاً فاصلاً تقدّم فيه دجوكوفيتش 2-صفر ثم 3-1 و4-1، قبل أن يقلص نادال الفارق إلى 3-4، ثم حصل دجوكوفيتش على 3 نقاط متتالية وحسم الشوط 7-3 والمجموعة في 58 دقيقة، بكرة جميلة بعد تقدّم نادال على الشبكة.وفي المجموعة الخامسة، بدأت الأمور تنقلب لدجوكوفيتش فتقدم بسرعة 2-صفر، ثم 3-1 و4-2.وعندما كان دجوكوفيتش متقدماً 4-3 وعلى إرساله، كسب نادال نقطتين متتاليتين 30-صفر ثم 40-30، وعندما كانت النتيجة 40-40 والأعصاب مشدودة حصل دجوكوفيتش على فرصة سهلة للحسم لكنه لمس الشبكة قبل ارتداد الكرة مرتين بسبب اندفاعه القوي فخسر نقطة ثمينة أثّرت على معنوياته فاستغل نادال الموقف وعادل الأرقام 4-4.واستعاد "رافا" المبادرة وحسم الشوط التاسع بسرعة 5-4 ناقلاً الكرة إلى ملعب دجوكوفيتش، إذ بدأ العد العكسي لانتهاء المباراة.وعلى رغم تحدي نادال الخطير، حافظ دجوكوفيتش على رباطة جأشه وعادل 5-5، ردّ عليه نادال بسرعة 6-5 قبل أن يعادل الصربي 6-6.ودخلت المواجهة مرحلة مختلفة، إذ لا يوجد شوط فاصل في المجموعة الخامسة، فتابع نادال تقدمه على إرساله، وخيّم التعادل 7-7، ثم تقدّم نادال 8-7، قبل أن يفقد دجوكوفيتش تركيزه على إرساله ويخسر المجموعة 7-9 في 82 دقيقة والمباراة في 4 ساعات و37 دقيقة.نادال سعيد بالفوزوقال نادال بعد فوزه :"إنّه فوز مهم لي وأهنىء نوفاك، هو بطل كبير وسيتوج هنا في يوم من الأيام، عندما كنت أرسل للفوز في المباراة كنت بعكس اتجاه الهواء فعرفت أنّ الشوط سيكون صعباً، كانت المباراة مماثلة لنهائي أستراليا 2012 عندما فاز هو، هذه المرة جاء دوري وهذا ما يعزز روعة الرياضة".
فيرير يصل بسهولة للنهائيوفي المباراة الثانية، فشل تسونغا الذي خاض خامس نصف نهائي له في البطولات الكبرى، في بلوغ النهائي الثاني بعد حلوله ثانياً وراء دجوكوفيتش في أستراليا 2008.كما عجز تسونغا، الذي أقصى السويسري روجيه فيدرر الثاني وتأهل لأول مرة إلى نصف النهائي في رولان غاروس، أن يصبح أول فرنسي يحرز اللقب منذ يانيك نواه عام 1983.وتسونغا هو خامس فرنسي على التوالي تتوقف مسيرته في نصف النهائي، فيما كان هنري لوكونت آخر فرنسي يخوض النهائي عام 1988.أما فيرير (31 عاماً)، الذي بلغ نصف النهائي العام الماضي فتأهل إلى النهائي لأول مرة في مسيرة شهدت مشاركته في 42 بطولة كبرى حتى الآن.وتقدّم ابن مدينة فالنسيا 3-1 على تسونغا في المواجهات المباشرة، بينها لقاء واحد على التراب سابقاً في روما عام 2010.وكان تسونغا (28 عاماً) شبحاً للفرنسي الذي أقصى فيدرر، ولم ينجح بإيقاف "المحارب" فيرير الذي لم يحتج لتقديم أفضل مستوياته.وكانت المجموعة الأولى كارثية لتسونغا فانتهت 6-1 لفيرير، لكنه عوّض الفارق في الثانية وكاد يحرزها قبل أن يحسمها فيرير بالشوط الفاصل 7-6، ثم ارتكب عدة أخطاء في الثالثة فتحت باب النهائي أمام خصمه.
وقال فيرير الذي لم يخسر أيّ مجموعة بعد في البطولة الحالية إثر فوزه: "أنا في غاية السعادة لبلوغ أول نهائي لي في البطولات الكبرى، أنا أكبر لكني أكثر خبرة، لست متعباً كثيراً وهذا مهمٌ جداً، يجب أن أكون جاهزاً بنسبةٍ 100% أمام نادال في النهائي".ويتقدم نادال 19-4 في المواجهات المباشرة مع فيرير، آخرها في دورات أكابولكو ومدريد وروما على التراب، علماً بأنّهما التقيا في نصف نهائي النسخة الماضية عندما فاز نادال بسهولة.ويعود الفوز الأخير لفيرير على نادال إلى العام 2011 في ربع نهائي بطولة أستراليا.