::
::
هكـذا نحنُ دوماً مُطّرحين بأعتاب مَن نُحب !
نَلثم الثّرى الذي تسمّر تحت عبق أقدامهم
ونحضنُ كُل الأشياء التي تنتمي إليهم ونالها من طُهرهم ..
خِـلسة ً ..
كـ أننا نُريد أنفسنا أن لا تُصـدق
تنتفض القلوب بـ مجرّد نظرة
وتفرُق حُـبّاً حين تلتقي !
أمّا أنا ، فـ حبيبي عَـلناً أذكرُه
وأمضي ألتـقط الصّور لـ محيـّاه
علّنِي أستعـيدُ ملامحه فِي ذاكرتي المعطوبة
بعد أن أنهكت قلبي وأوصـاله الحـياة وشاخت تفاصيله فجـأة !
فجأة على مَرّ ستين خَريفاً !
س أتنفسه ثانيةً حين أمرّغُ وجهي في صَدره ، وأبكِي وكأنّي للمرة الأولى أراه ..
س أشتمّ ملابسه الخضراء لأملأ صدري برائحة [ الوطن ] !
أُصلّي وأبـتهل لله أن يحفظه ..
وأمضِي أحمل الحنين الذي يلازمنِي للقاءٍ آخر ..
نعم يا مسجدي الأقـصى ، صورتك ترتسمُ بَين ضلوعِي على شغاف القلب حُـباً مُشرقاً ،
وكأنّي أتوضّأ بـ رؤية قبّة الجـمال الطاهرة تتلألأ بـ شموخ !
وفي ساحاتك أشعر بجناحيّ تنموان لأحلّق ..
أُحلّقُ حُـباً وأحومُ حولك فرحاً ،!
لكنّ نُدبـاً في نَـبضي يفضح دمعتي دومـاً ، فـ حين أراكَ ملثّماً بـ سياج صهيون !
تشتعلُ في صدري أنّاتٍ وأنّات ..
وترمقنِي عين الحُزن من كُل جانب ، فأسمع نشيج السجاد والمصاحف والأبواب
وألمس دمعة المنبر والقبة الرمادية وسبيل قايتباي !
فأضع كفي على صدري أبلسمه بـ مناجاة
أبتهلُ إلى الله مليّاً بأن قد مللناهم | وأتعبونا !
كرهنـاهم | وأسقمونا ..
وأُرسِل للسّـماءِ تَـحايايَ محشوّة بـ دعاء
{ اللهم فـ اكفِه شَرّهم واحفظه من كـيدهم }
لكم ما تستحقون اكرامَ الذائقة