.
.
الرابعة مساء يوم الأحد
تتمايَل بين جدران البيت متوكّئة
تتوقف عن المشي
ثم تستندُ لما خلفها
متهالكة من ما تلقاه
على ما يبدو لم يتبقّ سوى القَليل من الوَقت
والكَثير الكثير من الأَلم !
.
الرّابعة والنّصف
يتفتق الجَسدُ بالوَجع
وقطرات العَرق تخرج ببطءٍ تُعشِّق وجهها
ويتندّى بها الجبين التَعِب
جَوفٌ قاحِلٌ أكثر جفافاً
تلامسُه الأنفاس خارجةً مولّية
شهقة شهقتين أكثر .. تتوالى
تتسارَع
الصَّدر يعلو ويهبط
النّبضاتُ التي تُحسّ من أبعد مّدى
وجهٌ احمرّ حتى بانت عروقه من تحت ما يتدثر به من جلد !
.
الخامسة إلا ثلث
الحياة تتباطَأ مجدداً
الدقائق تتلَكّأ في المضيّ
العينان مفتوحتان حتى آخر مدى
تتراخيان تتراخيان
وبصرخة وشهقة
تغلقهما معاً بشدّة !
.
الخامسة إلا رُبع
لم تعُد تَشعُر بِشيء
الألم نخر الجسد بالكامل
صرختين
صرخةٌ تُنهي الألَم
صرخةٌ تبدأ بها حياة !
وابتسامة منهَكة..
وَكُنتُ أنا :) ..
عشرون عاماً، لا أدري إلى أي مدى هي كفيلة بأن تبلسم ذلك الوجع
أو أن تكون قادرة على مواءمة الثقة!
تلك الثقة التي تمنحنا إياها الحياة بمجرّد أن خرجنا إليها ..
قبل عشرين عَاماً، لم أكن أعرف سوى شيئين:
رائحةُ أمّي وكيف أتنفّس !
والآن، تخونني المسافات فلا أُدرك الأولى، وفي بعض الأحيان أعجزُ عن الأخرى
لكنّي تعلّمت المزيد، المزيد من الاحتمالات الممكنة المستحيلة!
إن لَم أكن مُتشائمة إلى أبعد مَدى
فسأكون قد قضيت بهؤلاء العشرين ثُلث عمري!
محبِط، أليس كذلك؟!
نعم، وإن لم أكن أعلم ما طوله بالتّحديد
لكنّي أوقن بأنه عريض جداً، متخم بالخيارات وباذخ في الحيرة
فـ "العُمر هو مجموعة قراراتنا الصغيرة"
تلك القرارات التي لم أتوقّعها أنا ..
ولم أعرفها إلا حين غامرت!
ليس صحيحاً أننا حين نُخطِئ فإعادة اللعبة من البداية هو الصواب
كما كنت أتمنّى منذ زمن! وكما كنا نفعل في ألعابنا التي لا تعجبنا نتيجتها.
لكنّ تراكم الأخطاء، يقودنا للصواب، الصواب غير المطلق!
أعلم أنّي أخطأتُ كثيراً، اعتذرت أكثر، أُحرجتُ بلا إحصاء ولا عدد
لكنّي تعلّمت..
تعلّمت أنّي قابلة للتعلّم، قابلة لأُكمل اللعبة بمزاج أفضل
قوة أكبر وتحدٍّ لا مثيل له
وإن كان المزيد من الصفعات ما زالت بالحسبان..
أما رسائل الله فهي لا تُفارقني
تحوم حولي كأنّها تلوّح لي بكل ما امتلكت من أطرافٍ أن انظري
شعور مخيف، مقارنة مهولة بنتائج لوغارثمية تسير في عقلي على استحياء!
حين يتزامن مولدين في نفس اليوم، خير الخلق وأخرى أدعى أنا
لكنّ الأمر لذيذ جدّاً / مثير، لأبدأ به الثلث الثاني من حياتي..
في نُـور ما يجهله من حولها فيستحسنوها،
وما تعرفه عن نفسها فيُثنيها عن التأمّل في وجهها بقوّة لألّا تلومه بأنه يختزل الحقائق!
وفيها ما تعرفه ويجهله غيرها فتتابِع وإن تعثرت..
لكنّي متيقّنة وإن كنتُ سيئة إلى حد ما جيدة نسبياً بأنّي لستُ أنا في النّهاية
لكنّي ما أتركُ من أثر :)
من ذائقتي لذائقتكم