تأسيس ملتقى السينما للشباب بالعراق علاء يوسف-بغداد
الجمهور يسمع عن فوز أفلام عراقية بجوائز دون أن يشاهدها (الجزيرة نت)
أقامت مؤسسة برج بابل -وهي إحدى منظمات المجتمع المدني- نادياً للسينما من أجل احتضان تجارب الشباب السينمائية لعرضها على الجمهور، مع إقامة الندوات السينمائية لتطوير قدراتهم من خلال تبادل الأفكار والرؤى، وتأسيس ملتقى الشباب للسينما.
وقال رئيس المؤسسة عماد الخفاجي في حديث للجزيرة نت إن بغداد تفتقر إلى السينما، وبالذات إلى مؤسسة تحتضن تجارب الشباب الجديدة، حيث اختفت فيها دور العرض، فما كان من المؤسسة إلا أن بادرت بتوفير المكان المناسب للشباب لعرض نتاجهم السينمائي مع استثمار علاقاتها مع الأكاديميين والسينمائيين الكبار لتطوير قدرات الشباب والاستماع لأفكارهم ومحاولة إشراكهم في المحافل العالمية.
فرصة للشباب
وأوضح أنه لم يتم تحديد العمر لمشاركة السينمائيين الشباب، ولكن أبواب نادي السينما مفتوحة أمام السينمائيين جميعا، لأن هناك رغبة من قبل المتلقي لمشاهدة الأفلام العراقية التي فازت في مهرجانات دولية، لأنه يسمع عن شباب يحصلون على جوائز ولم يشاهد أفلامهم.
السلوم اعتبر نادي السينما خطوة مهمة لتعويض النقص الحاصل في صالات العرض (الجزيرة نت)
وأضاف أن السينما لا تتطور دون مشاهدة تجارب الآخرين، وأن الشباب قادر اليوم على استخدام التقنيات الحديثة في التصوير ومراجعة الأفلام، مبينا أن المؤسسة الرسمية إذا سعت لإنتاج أفلام سينمائية فإنها ستوكل مهام التنفيذ إلى المخرج الموظف الذي لم ينتج شيئا يذكر من عشر سنوات.
من جهته قال الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم في حديث للجزيرة نت إن نادي السينما في مؤسسة برج بابل خطوة مهمة لتعويض النقص الحاصل في صالات العروض السينمائية، ومكان لتبادل الأفكار والرؤى بين السينمائيين، خصوصا أن الجمهور دائما ما يكون من النخبة.
خطوة مهمة
وأضاف أن الفيلم السينمائي يطرح ثقافات جديدة للوصول إلى فهم مشترك لمعالجة مشاكل العصر التي يطرحها بلغته العالية وهي لغة السرد الصوري، مما ينعكس إيجابيا على جميع السينمائيين الذين يحضرون الملتقى وتطوير قدراتهم عبر الاستفادة من أخطاء الذين سبقوهم وآراء النقاد، داعيا إلى إنشاء دور عرض سينمائية بتقنيات حديثة ومتطورة كما يحصل في دول العالم، لأن هذا الملتقى لن يعوض عن دور السينما.
من جهته قال المخرج السينمائي هاشم العيفاري في حديث للجزيرة نت إن ملتقى برج بابل يقدم فرصة حقيقية لكل الشباب السينمائيين لمشاهدة العروض السينمائية، وإنه يشكل حافزا لكل الشباب لتقديم أفلامهم والاستماع لملاحظات الحضور من المهتمين بالسينما.
وأكد أن أغلب الشباب المهتمين بالسينما استطاعوا صناعة أفلام بإمكانيات متواضعة إلا أنها لم تعرض، وجاءت هذه المبادرة لعرض أفكارهم على المتلقي لأنه في السنوات السابقة وعند لقاء السينمائيين في المهرجانات العربية التي تتم المشاركة فيها والحصول على جوائز، يطرح سؤال عند العودة إلى العراق وهو "أين نشاهد أفلامكم؟"، بسبب عدم وجود دور عرض سينمائية مؤهلة نظرا لتراجعها بسبب الحروب بعدما كان العراق الأول في امتلاكه لدور العرض السينمائية.
وأعرب العيفاري عن تفاؤله بهذه الخطوة التي تجمع السينمائيين تحت خيمتها، وطالب وزارة الثقافة بإنشاء أماكن ثقافية تهتم بالمثقف والطاقات الشبابية.
وأوضح أن أكثر الأفلام التي أنتجت بعد عام 2003 هي من دعم ذاتي، وأن الشباب متعاونون من خلال توفير الكاميرات وأجهزة المونتاج، الأمر الذي أزال الكثير من الصعوبات التي يواجهها المخرج في إنجاز الفيلم، لأن الوسيلة الوحيدة الآن في عرض الأفلام هي المهرجانات سواء المحلية أو العربية رغم امتلاك العراق طاقات واعدة تحمل أفكارا وتهتم بزيادة الخبرة السينمائية.
تطوير المواهب
من جهته قال المخرج السينمائي الشاب باقر الربيعي في حديث للجزيرة نت إن نادي السينما خطوة مهمة في تطوير الموهوبين السينمائيين عبر مشاهدة أفكار الآخرين، خصوصا أن السينمائي لم يجد دعما لإنتاج أفلامه.
الربيعي: وزارة الثقافة لم تدعمني
ماديا ولا معنويا (الجزيرة نت)
ودعا الربيعي إلى توسيع هذه الخطوة لتكون في جميع المحافظات من أجل دعم السينما التي تعاني من غياب لعدم اهتمام الدولة بها، مؤكداً أن الدولة العراقية لم تهتم بالسينمائي المبدع مما اضطره للعمل في التلفزيون لأن السينما تعطيها تفكيرك وإخلاصك وتعطيك أشياء معنوية فقط.
وأكد أنه بعد فوزه بعدة جوائز أقامت وزارة الثقافة احتفالية له، إلا أنها لم تدعمه ماديا ومعنويا، بل وعدته بتحمل تكاليف إنتاج فيلم سينمائي ولم تنفذ وعدها إلى الآن.
يذكر أن الأفلام السينمائية تعرض كل يوم خميس بمشاركة عدد من السينمائيين الكبار والشباب.
المصدر:الجزيرة