القضية الكردية من أبرز القضايا التي تناولتها أقلام كبار الكتاب والباحثين والمحللين السياسيين في كتاباتهم ومقالاتهم وها نحن نعرض لبعض منها:
1-فهمي هويدي
* يعجبنا كلام الأكراد .. وتدهشنا أفعالهم
إذا صح ما نشر بخصوص دخول العرب وإقامتهم فى كردستان العراق، فإنه يعد جرس إنذار جديد ينبهنا إلى خطورة ما يجرى هناك، ليس على ذلك البلد المدمر المستباح فحسب، وإنما أيضاً على المنطقة بأسرها.
إذا قررت البقاء في الإقليم ومزاولة عمل أو مهنة ما، فعليك ان تراجع دائرة الإقامة التابعة لمديرية الأمن العام في الإقليم، حيث تقدم طلباً خاصاً وتملأ عدداً من الاستمارات الخاصة، التي تحوي تفاصيل كاملة عن حياتك الخاصة، وإلى جانب ذلك أنت بحاجة إلى شخص كردي يتعهد بأن يكون كفيلاً لك أمام السلطات عند الحاجة، وفي حال لم تجد «الكفيل» فإن الحصول على الاستمارة يصبح أمراً مستحيلاً
من ناحية أخرى فإننا لا نستطيع أن نتجاهل تأثير تيار قوى بين الأكراد، استثمر خلفية المعاناة من مظالم وعسف النظام العراقي، وشرع في تعبئة الجماهير ـ الشباب خاصة ـ ضد كل ما هو عربي وإسلامي. وهذا التيار يقوده نفر من الأكراد المتعصبين والشيوعيون السابقون وغلاة المتطرفين. وقد حقق في مسعاه نجاحات ينبغي عدم الاستهانة بها حتى برز جيل من الشباب يتبنى موقف الخصومة إزاء الانتماءين العربي والإسلامي. الأمر الذي سبب متاعب كثيرة للعرب الذين يعيشون في المحافظات الكردية أو يمرون بها.
ليس ذلك فحسب، وإنما عمد ذلك التيار التيار المعادي للإسلام والعروبة إلى قمع المثقفين الأكراد الذين يعارضون موقفهم، ولا يرون غضاضة في الجمع بين الهوية الكردية وعروبة اللسان، والانتماء الإسلامي.
بكلام آخر فإن الإجراءات التي تتم على ارض الواقع لا تؤيد ما يقال عن استبعاد نوايا الانفصال. ورغم أن ثمة عقبات لا يستهان بها تجعل من فكرة الانفصال طموحاً يتعذر بلوغه في ظل الاوضاع الراهنة، إلا أن الثابت أن ممارسات المتطرفين الأكراد القابضين على السلطة في أربيل تعمق من الإنفصال الوجداني على الاقل حتى أننا لا نكاد نرى فى تلك الممارسات إجراء واحدا يخدم التواصل والإئتلاف مع العرب فى بقية أجزاء العراق وهو ما يدعونا إلى القول بأن عدم إقدام النخبة المتطرفة على إعلان الانفصال ليس راجعاً لأنهم لا يريدونه، ولكن لانهم لا يستطيعون الإقدام عل ذلك الإعلان بسبب الظروف غير المواتية المحيطة بهم ، خصوصاً فى ظل عدم وجود منفذ لكردستان إلى العالم الخارجى، وإزاء عدم تحقق الهيمنة على نفط كركوك رغم الجهود التى تبذل لتكريد المدينة وتهجير سكانها التركمان والعرب.
--------------
*(الشرق الأوسط ـ الأربعاء 20 شعبـان 1427 هـ 13 سبتمبر 2006 العدد 10151)
2-فوزي الاتروشي
مستقبل الأكراد خارج مشرحة التقسيم والتجزئة*
ان سياسة بعض الأطراف تجاه «الحالة الكردية» ليست قائمة على رؤية الحقيقة، بل على التشويه وخلط الأوراق، وهذا ما يضاعف الخوف المشروع لدى أكراد العراق ويجبرهم على التشبث بمنطق المثل الشهير «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة».
إن الكرة الآن في ملعب الأطراف الإقليمية وبعض الأطراف العراقية المعارضة لتعزيز الثقة بالتوجه الكردي وطمأنة الأكراد على إن «حلالهم» سيبقى في يدهم في ظل التغيير الذي يجب أن يكون ديمقراطيا، وإلا فمن العبث دفع الأكراد إلى شفا هاوية من النار دون ضمانات لإطفاء الحريق اذا ما شبّ في جسدهم، وهم الذين غبنهم التاريخ مرارا وادخلتهم الجغرافيا مشرحة التقسيم والتجزئة وغيّبتهم عن الخارطة السياسية للعالم.
--------------
*( كاتب من كردستان)
3- د/عبد الفتاح علي البوتاني*
كل عربي مطالب بتفهم القضية الكردية ويشارك الشعب الكردي آلامه وآماله
يعد الشعب العربي من اقرب الشعوب – التي تتقاسم دولها كردستان الى الشعب الكردي، والكرد يكنون لاخوانهم العرب فائق الاحترام والتقدير، وتعاطفوا مع حركة القومية العربية التحررية منذ ظهورها، ولم تشكل الحركة القومية الكردية عائقاً امام مسارها وتطورها ابداً، وتأسيساً على هذه الخلفية التاريخية، تشهد الساحة السياسية والثقافية العربية احياناً مواقفاً متقدمة حول الحقوق القومية للشعب الكردي، مثل مواقف الرئيس الليـبي معمر القذافي ومواقف السادة: الدكتور سعد ناجي جواد
ولا تتناول الصحافة العربية القضية الكردية بالشكل المطلوب، فالكثير من الكتاب العرب لم يسمعوا بمذبحة حلبجة ولابعمليات الانفال السيئة الصيت، والبعض منهم يعد مثل هذه الكوارث تمثيليات كردية، كيف لا وهم يعدون الكرد قبائل عربية استكردت بفعل عوامل تاريخية.
باتت الحركة القومية الكردية (اليوم) تفرض نفسها على الساحتين الاقليمية والدولية، وترسخت القناعة بانها قضية عادلة، قضية شعب صاحب حق يريد ممارسة حياته بالاسلوب الذي يرتضيه، ويقف الى جانب الحق الكردي اليوم العديد من الكتاب العرب الذين يتميزون بالموضوعية والنزاهة، ويكتبون خارج اطار تفكير الدول التي تضطهد الكرد فوق ارض بلادهم. ونتمنى ان يتطور المفهوم القومي العربي للقضية الكردية، على يد هؤلاء وامثالهم، وعلى الكتاب غير الموضوعيين السائرين في ركاب الحكومات التي تضطهد الكرد، ان يتخلوا عن خطابهم السياسي الموروث، لأن ما يكتبونه ويفكرون به يضلل الآخرين، واقل مايمكن ان يقال عنهم انهم يخونون الامانة، واذا لم يتمكنوا من ان يتخلصوا من رواسبهم وسطوة ماضيهم فليخفوا رؤوسهم خجلاً على الاقل، ولا يذكروننا
---------------
*(كلية الآداب/جامعة دهوك)
4- فهمي هويدي
أكراد العراق يلعبون بالنار*
"الحل الناقص" هو الحل
في دفاعي عن فكرة «الحل الناقص» استشهدت بالقاعدة الأصولية والمنطقية التي تدعو إلى القبول بالضرر الأدنى تجنبا لضرر آخر أكبر وأفدح. وهي القاعدة التي تنطبق بشدة على الملف الكردي؛ باعتبار أن بقاءهم في إطار الدولة العراقية لا يلبي رغبتهم في تقرير المصير الذي يطمحون إليه، لكنه إذا ما حفظ لهم كرامتهم وهويتهم؛ فإنه يجنبهم ويجنب المنطقة بأسرها ضررا محققا من جراء إعادة رسم خرائطها الجغرافية والسياسية، وما يستصحبه ذلك من شرور لا حدود لها.
ما أدعو إليه ليس أمرا شاذا أو غريبا؛ فذلك هو وضع البربر في شمال أفريقيا والآذريين في إيران والأوزبكيين في أفغانستان. إذ بقيت تلك الجماعات كمواطنين في دول أخرى غير وطنها الأم، أو توزعت على أقطار عدة، مرتضية العيش ضمن حدود الجغرافيا السياسية التي استقرت منذ عقود، ولم تجد في ذلك غضاضة، طالما وفر لها ذلك الوضع حق المواطنة، وفي ظله احترمت هويتها ضمن النسيج العام.
إن ما تمارسه القيادات الكردية الراهنة ليس سوى لعب بالنار، لم تحسب عواقبه جيدا، من حيث إنه يتعلق بالأماني والطموحات، متجاهلة حقائق الواقع المعقد وخرائطه، ووحدها تلك القيادات القادرة على إطفاء تلك النار.
أخيرا.. يلح عليّ سؤال هو: أين الجامعة العربية من ذلك الخطر الذي يهدد دولة عضوة بها؟ ولماذا لا نرى سوى تركيا في الساحة تعمل جاهدة للحفاظ على وحدة العراق؟.
----------------------
*( الشرق الأوسط)
5- خالد عزيز الجاف
بين حلم الانتصار والانفصال فشلت فرحة قادة الأكراد*
وأبرز ما يمكن استخلاصه من هذه الأزمة التي حصلت بين الترك والأكراد هو إن من يعين الانفصاليين من أمثال جلال الطالباني والبرزاني اليوم ينقلب عليهم في الغد، وهذا ما حدث لحزب العمال الكردستاني حيث كان يحظى بدعم السوريين في الأمس، بينما قررت دمشق اليوم الوقوف إلى جانب أنقرة. وحتى الولايات المتحدة على وشك أن تسحب البساط من تحت أقدام هؤلاء الأقزام في الشمال .
وإذا وقعت الحرب في شمال العراق هذه المرة فأنها ستكون حرب طويلة المدى بين تركيا والأكراد وستهرب القيادة الكردية الشوفينية إلى جبال العراق مرة أخرى لتمارس حرب العصابات الإرهابية وبالطبع الضحايا سوف يكونون أكراد وأتراك مسلمون بجانب ضياع الموارد في شراء السلاح يعني بصريح العبارة كل شيء ينصب في مصلحة أعداء الأمة الإسلامية والمسلمين، إنهم الصهاينة يخططون ليل نهار والمسلمون ينفذون باقتدار وبغباء شديد وبالطبع سوف تتأثر فرص التنمية والتطور للبلدان الإسلامية سواء كانت تركيا أو العراق أو إيران
-------------
*(دنيا الوطن 20 نوفمبر 2007)
6- صلاح الدين حافظ
المصالحة الوطنية بدلا من العنف الطائفي.*
في الأفق سحابات سوداء من العنف الطائفي, أو الفتنة الطائفية, إن شئت, تظلل بكآبتها أكثر من دولة في المنطقة, فتهدد وحدتها في الأساس, أكثر مما تهدد مجرد استقرارها الراهن..
إن كان طبيعيا أن تتعايش هذه التنويعات الدينية والطائفية والعرقية فوق أرضنا العربية بسلام وتسامح وتوازن ومساواة, فمن غير الطبيعي أن تتناقض إلي حدود الصدام والقتال تمهيدا للتقسيم والتفتيت والانفصال
المسئول الأول والأخير, هي حكوماتنا التي عمقت التناقضات وتجاهلت, أو ارتكبت المظالم, وفق أفكار خاطئة وسياسات قاصرة, ثم جاءت التدخلات الأجنبية ذات المطامع والمطامح, لتستغل هذه الأوضاع والتناقضات المتفجرة, لتحقيق مصالحها هي, وإن كان الغطاء الجاذب والسلاح السحري هو إنقاذ المضطهدين ومساعدة المظلومين...
العراق هو الآن الساحة المثلي لتطبيق هذه السياسات الاستعمارية الأمريكية الجديدة, وراثة عن السياسات الاستعمارية البريطانية في الماضي... وهي ساحة مثلي لأن فيها كل عوامل التناقض والتفتيت العرقي والديني, الجاهزة للاشتعال في كل لحظة, أغلبية اسلامية وأقلية مسيحية, أغلبية عربية وأقلية كردية, وتركمانية وأشورية, أغلبية شيعية وأقلية سنية
لاشك أن هذا المشهد المأساوي, يعيدنا إلي بداية المقال, لنفهم جيدا أن تهميش الأغلبية للأقلية, لا يقل خطرا عن هيمنة الأقلية علي الأغلبية, كلاهما يزرع بذور الشر وينبت زهور الشيطان والعنف الطائفي.. فلماذا لا نعود الي الأصول والقواعد القائمة علي العدل والمساواة, عبر مصالحات وطنية حقيقية ودائمة!
-----------------
* (الأهرام المصرية 15 - ديسمبر - 2004)
7- زوهات كوباني
حذار للكرد الوقوع في فخ الاعداء *
يتكرر اليوم مرة اخرى محاولات الاعداء في دق الاسفين بين الكرد كما فعلوه كثيرا في الماضي القريب وجعلهم يتعاركون مع البعض من خلال اتباع سياسة " فرق تسد " والتهديد بالتوغل والتلويح باستعمال العصا اوتفضيل البعض على الاخر ، او تقديم مصالح للبعض في جزء دون الاخر او ابراز البعض الى الواجهة وتسويد الاخرين ونعتهم بمختلف الصفات ، او وضع مصالحهم في خطر اذا ما لم يقفوا في وجه الكرد الاخرين ، بالضغط عليهم او فرض الحصار عليهم او منعهم من العمل والنضال في مناطقهم ،للاعلان في المنابر الاعلامية والصحفية واعطاء التصريحات ضد الكرد ، او التفوه كما يتفوه الاعداء ووصفهم بصفات اخرى كما يصفهم الاعداء تارة بقيامهم بالاعمال المخربة وتارة بانهم يلحقون الضرر بالكرد عامة وتارة بانهم ارهابيين وتارة بانهم يضعوننا في الخطر حتى يصفهم الاعداء بانهم تعقلوا وفهموا الامور. كل هذا من باب ارضاء اعداء الكرد الذين طبقوا بحق الكرد منذ التاريخ سياسات الانكار والامحاء والجيوناسيد .
لنسأل هل تغيرت المعادلة وأصبح اعداء الكرد اصدقاء ، والكرد أصبحوا اعداء انفسهم كمثل "الحجل خوان قومه"، وهم الذين يقدمون فاتورة ذلك انهار الدماء تراق منذ قرون من اجل الحفاظ على الكرامة والشرف . تجاه ما يرتكب بحقهم من المجازر واعمال القتل والدمارالذي وصل الى درجة دمار الطبيغة وتدمير البنية التحتية في كردستان وتدمير القرى وكانهم يعلنون للكرد عامة " لن نبقي شيئاً حياً اذا لم تركنوا لنا ولعبوديتنا حتى سنجعلكم تندمون على ولادتكم ".
دعوتي الى بعض كتاب الكرد للعودة الى العقل والواقعية والبعد من تمثيل عقلية الاعداء والتفوه بما يتفوه الاعداء، وليحدد موقعه بشكل سليم من صراع الوجود والفناء هذا ، تجاه الاعداء ، فاما ان تكون في جبهة الشعب وتدافع عنهم وتحمل اعباءه وتناضل من اجل حريته رغم العراقيل والصعوبات ، او ان تكون في جبهة الاعداء وتعلن علنية وهذا ما لا خجل فيه، لان التاريخ مليء بالعبر والدروس بمن باعوا اوطانهم وشعبهم من اجل بضعة عظام او تلقي كلمةالشكر "عفارم " من الأعداء واصبحوا سبباً وعاملاً مساهماً في تلك المجازر المرتكبة ، او ادوات بيد الاعداء يرتكبون المجازر بحق شعبهم سواء بالسلاح او بالقلم .
--------------------
*(صحيفة كوردستان المستقلة)