06.June. 2013
"المعارضة السورية ليست كلها خيرا ونظام بشار الأسد ليس كله شرا"
فاينانشال تايمز تحذر من توابع حسم معركة القصير
احتل النزاع في سوريا المساحة الأكبر من اهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم بشؤون الشرق الأوسط، خاصة في شق النزاع المتعلق بتسليح المعارضة.
ففي الدايلي تلغراف وجه بيتر أوبرن في مقاله سؤالا لرئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، يقول فيه: "هل يمكن لكاميرون أن يشرح لنا لماذا وضعنا في صف القاعدة؟"
ويشير كاتب المقال إلى عزم الحكومة البريطانية على إمداد المعارضة السورية بالسلاح، والتي من بين فصائلها جماعات أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.
ويرى أن ديفيد كاميرون مخطئ في تصوره للوضع في سوريا عندما يفترض، مثلما افترض سلفه، توني بلير بشأن العراق، أن النزاع هناك بين الخير والشر، وأنه إلى جانب الشر، فالمعارضة السورية ليست كلها خيرا ونظام بشار الأسد ليس كله شرا.
وكشفت صحيفة الاندبندنت عن انشقاقات داخل الحكومة البريطانية بشأن إمداد المعارضة السورية بالسلاح.
وقالت إن خمسة وزراء عبروا عن قلقهم من إقدام الحكومة على إقحام بريطانيا أكثر في النزاع، وحذروا من تبعات ذلك على مستقبل علاقات بريطانيا في المنطقة.
"على الرغم من وحشية نظام الرئيس بشار الأسد، فإن الحل السلمي عن طريق المفاوضات أفضل من الحرب الأهلية، التي تهدد سوريا."
صحيفة الإندبندنت
وحسب الصحيفة، فإن أبرز المعترضين على خطوة كاميرون نائب رئيس الوزراء نك كليغ، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي يرفض تدخل بريطانيا عسكريا في بلدان أجنبية.
ويقف في صف المتحمسين لإمداد المعارضة السورية بالسلاح وزير الخارجية، وليم هيغ.
وترى الاندبندنت في افتتاحيتها الرئيسية أن سياسة بريطانيا لابد ان تركز على تشجيع المحادثات السلمية، وأن الخلاف بشأن تسليح المعارضة في حد ذاته يشتت الانتباه ويحوله عن طريق الحكمة، التي هي المحادثات بين طرفي النزاع.
وتضيف الصحيفة في مقالها بأنه على الرغم من وحشية نظام الرئيس بشار الأسد فإن الحل السلمي عن طريق المفاوضات أفضل من الحرب الأهلية، التي تهدد سوريا.
مخاوف ما بعد القصير
أما صحيفة الفاينانشال تايمز فاهتمت في الشأن السوري، بدور حزب الله، ومشاركته الحاسمة أخيرا في معركة مدينة القصير التي استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة عليها يوم الأربعاء.
وقالت الصحيفة إن انتصار قوات النظام السوري في معركة القصير وسيطرتها على المدينة جاءت بفضل مشاركة حاسمة لعناصر حزب الله اللبناني الشيعي، وهو ما يدفع بالنزاع إلى التدويل والطائفية أكثر.
وأضافت أن هناك مخاوف من أن يسعى النظام مدفوعا بانتصاره في القصير إلى الزحف نحو حلب ومدن أخرى، ويسمح بدخول مقاتلين شيعة من العراق، فيؤجج الطائفية في مواجهة مفتوحة مع المعارضة.
رايس في مركز أقوى
وفي مقال تحليلي لصحيفة الغارديان قال كتبه سبنسر أيكرمان إن سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، استفادت من الحملة التي أثيرت ضدها في مجلس الشيوخ، لتجد نفسها في مركز أقوى.
رايس كانت تطمح لأن تكون وزيرة خارجية أمريكا
فقد عينها الرئيس باراك أوباما أخيرا مستشارة للأمن القومي، وهو أحد المناصب بالغة الاهمية في مركز السلطة بالبيت الأبيض.
ويقول الكاتب إن رايس كانت تطمح في أن تكون وزيرة للخارجية لكن هجوم الجمهوريين عليها بعد تصريحاتها المضللة بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، ومقتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا، جعل حظوظها في هذا المنصب ضئيلة. غير أن هذا الهجوم ضمن لها، كما يعتقد الكاتب، منصب مستشارة الأمن القومي.
واشار الكاتب إلى منصب وزير الخارجية يخضع لموافقة مجلس الشيوخ، لكن منصب مستشار الأمن القومي فيختار الرئيس بمفرده شاغله.
فيروس في موسم الحج
وبعيدا عن سوريا، حذرت صحيفة التايمز من أن يؤدي موسم الحج إلى انتشار فيروس كورونا الشبيه بالسارس.
"إذا لم تتم السيطرة على فيروس كورونا في السعودية ثم انتشر من خلال الحجاج الذين يقصدون البقاع المقدسة، فإن العالم كله سيصاب بالفيروس"
صحيفة التايمز
فتجمع نحو أربعة ملايين شخص في البقاع المقدسة، بالعربية السعودية التي تعمل على مكافحة الفيروس القاتل، يحمل مخاطر صحية كبيرة.
ونبهت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا "يشكل خطرا على العالم كله".
وإذا لم تتم السيطرة عليه في المملكة العربية السعودية ثم انتشر من خلال الحجاج الذين يقصدون البقاع المقدسة فإن العالم كله سيصاب بالفيروس.
وقد سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفي كل هذه الحالات عاد المصاب من الشرق الأوسط أو كان على اتصال بشخص عاد من هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات في المملكة العربية السعودية طلبت مساعدة منظمة الصحة العالمية للتعامل من الوضع، وأنها تملك تجربة في الوقاية من انتشار الأوبئة والأمراض خلال موسم الحج.
كما أشارت الصحيفة إلى احتمال أن يكون الفيروس منتشرا في دول أخرى، دون علم السلطات فيها، لأنها لا تجري فحوصات ومراقبة مثلما تفعل العربية السعودية.