النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

شرح المعلقات السبع(عنترة ابن شداد)

الزوار من محركات البحث: 233 المشاهدات : 1879 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,836 المواضيع: 331
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2082
    مزاجي: مصدوم
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى احمد 96
    مقالات المدونة: 17

    Rose شرح المعلقات السبع(عنترة ابن شداد)

    طورا يجرد للطعان وتارة ... يأوي إلى حصد القسي عرمرمالعرمرم: الكثير: الشديد.

    يخبرك من شهد الوقائع أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
    ومدجج كره الكماة نزاله ... لا ممعن هربا ولا مستسلم
    نزاله: منازلته في الحرب، لا ممعن أي مسرع، فيذهب ويعدو هربا ولا يسلم نفسه.

    فطعنته بالرمح ثم علوته ... بمهند صافي الحديدة مخذمجادت يداي له بالعاجل طعنة ... بمثقف صدق الكعوب مقوم
    صدق أي صلب، الكعوب جمع كعب وهي أنبوب الرمح والجمع أنابيب.

    برحيبة الفرغين يهدي جرسها ... بالليل معتس الذئاب الضرم
    الرحيبة الواسعة: الفرغين: تثنية الفرغ، وهي مدافع الماء إلى الأودية الجرس: الصوت، المعتس من الذئاب: الطالب. الضرم جمع ضارم الجياع.

    فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرمالكريم: الشريف السيد الفاضل ومنه قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) ويقال للصبوح الكريم لتفضله قال تعالى (إن ربي غني كريم) ويقال للكثير كريم قال تعالى (ورزق كريم) ويقال للحسن كريم لقوله تعالى (ومقام كريم) وقوله ليس الكريم أي ليس يمنعه كرمه من أن يقتل بالقنا فما عليه ذلك بحرام.

    [أوجرت ثغرته سنانا لهذما ... برشاش نافدة كلون العندم]
    فتركته جزر السباع ينشنه ... يقضمن قلة رأسه والمعصم
    يقال: جزرته السباع، إذا تركته جزرا له، والجزر الشحم، والجزر الشاة، والجزر الناقة تذبح وتنحر، وينشنه يتناوله قال تعالى (وأنى لهم التناوش) وأنشد أبو عبيدة لغيلان بن حريث:
    فمتى تنوش الحوض نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجراز الفلا
    ومن قرأ التناؤش بالهمزة ففيه قولان: أحدهما بمعنى غير المهموز، وأن الواو أبدلت فيها همزة لما انضمت كما يقال أدؤر في جمع دار، والقول الآخر إنه من النيش وهي الحركة في إبطاء.
    يقضمن: يقطعن، وإنما يكون بأطراف الأسنان خاصة والخضم بجميع الأسنان.

    ومشك سابغة هتكت فروجها ... بالسيف عن حامي الحقيقة معلمالسابغة: الدرع، هتكت فروجها أي خرقتها، والمعلم الذي يسم نفسه في الحرب بعلامة.

    ربذ يداه بالقداح إذا شتا ... هتاك غايات التجار ملومالربذ: السريع الضرب بالقداح، الخفيف اللعب، والقداح السهام، كانوا يقامرون بها وشتا: فعل من الشتا، يشتو. هتاك: قطاع، غايات جمع غاية وهي الرايات ينصبها الخمار ليعرف موضع داره والتجار جمع تاجر وهم الخمارون.

    لما رآني قد نزلت أريده ... أبدى نواجذه لغير تبسم
    أبدى: أظهر، فيقال أبدى يبدي، وبدا يبدو إذا ظهر وأنشد الأصمعي للربيع بن زياد العبسي:
    قد كن يخبأن الوجوه تسترا ... فاليوم حين بدون للنظار
    [فطعنته بالرمح ثم علوته ... بمهند صافي الحديدة مخذم]
    والمهند ما عمل بالهند، وقال أبو عمرو الشيباني النهنيد شحذ السيف.

    عهدي به مد النهار كأنما ... خضب البنان ورأسه بالعظلمويروى خضب اللبان، ومد النهار أي غاية النهار والعظلم صبغ أحمر تتخذه العرب.

    بطل كأنه ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السبت ليس بتوأم
    السرحة: الشجرة، والسبت بكسر السين النعال اليمانية المدبوغة بالقرظ لا شعر عليه، وأما السبت بالضم فنبت يشبه الخطمي.
    قال حسان بن ثابت:
    وأرض يحاربها المدلجون ... ترى السبت فيها كركن الكثيب
    والسبت أيضا بالضم ما قطر من الثلوج قال الشاعر:
    كأن دموع العين يوم ترحلوا ... جمال تهادى خال في السلك أو سبت
    والسبت بالفتح اليوم المعروف والتوأم الأجرد.

    يا شاة ما قنص لمن حلت له ... حرمت علي وليتها لم تحرمالشاة يريد بها المرأة، حلت له لمن قدر عليها، وحرمت علي لأنها بأرض الأعداء.

    فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي ... فتحسسي أخبارها لي واعلمي
    قالت رأيت من الأعادي غرة ... والشاة ممكنة لمن هو مرتم
    والغرة مكان اغترار وغفلة، والشاة كناية عن المرأة وممكنة من التمكين ومرتم مفتعل من الرمي والواو الحال.

    فكأنما التفتت بجيد جداية ... رشأ من الغزلان حر أرثم
    الجداية من الظباء بمنزلة الجاء من الغنم، وهو الذي عليه خمسة أشهر، والأرثم الذي في شفته العليا بياض أو سواد فإن كان في السفلى فهو ألمظ ولمظاء.نبئت عمرا غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
    مخبثة: مفعلة من الخبث.

    ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى ... إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
    تقلص بكسر اللام وضمها، ووضح الفم يعني به أسنانه.

    في حومة الموت الذي لا تشتكي ... غمراتها الأبطال غير تغمغمويروى الذي لا يشتكي والحومة من كل شيء معظمه وشدته، ويتقيك يتستر، والغمرة الشدة، والغمرات جمع غمرة وجمعت بالتحريك للتفريق بين الأسماء والصفات كما تجمع جفنة جفنات، وعبلة عبلات، وفي النعت عبلات بإسكان الباء، وكان النعت أحق بالإسكان لأنه أثقل إذا كان ثانيا، والعبل الممتلى، والعبلاء: الهضبة البيضاء. وامرأة عبلاء: إذا كانت بيضاء، والتغمغم صوت تسمعه، ولا تفهمه.

    إذ يتقون بي الأسنة لم أخم ... عنها ولكني تضايق مقدمي
    ويروى نسابق مقدمي، ولم أخم، لم أنكل، ولم أضعف، ولم أجبن، ولم أعدل عنها وهو من خام يخيم؛ إذا أصاب رجله كسر.

    لما سمعت نداء مرة قد علا ... وابني ربيعة في الغبار الأقتمالأقتم: المرتفع، وقيل المتغير ومنه قول رويم "وقاتم الأعماق خاوي المخترق".

    ومحلم يسعون تحت لوائهم ... والموت تحت لواء محلم
    محلم مرفوع بالابتداء والجملة في موضع نصب على الحال كما تقول كلمت زيدا وعمرو جالس، قال الله تعالى: (يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) والمعنى عند سيبويه.

    أيقنت أن سيكون عند لقائهم ... ضرب يطير عن الفراخ الجثم
    وقوله أيقنت أن سيكون عند لقائهم: أن ها هنا الثقيلة التي تعمل في الأسماء، ومفعول يطير محذوف والمعنى يطير الهام عن الفراخ الجثم، وإنما شبه ما حول الهام بالفراخ أي المقيمة في أوكارها وأعشاشها.

    [ولقد هممت بغارة في ليلة ... سوداء حالكة كلون الأدلم]لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمم
    أي حملت عليهم غير مذموم، وقوله لما رأيت القوم أقبل جمعهم أي قد أقبل فحذف قد، وقوله يتذامرون أي يحض بعضهم بعضا وغير منصوب على الحال كأنه قال كررت مخالفا للمذمة، ويتذامرون موضعه في محل نصب على الحال، وأقبل جمعهم حال القوم.

    يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
    ويروى عنتر وعنتر بالضم والفتح فمن فتح الراء رخم عنترة وترك ما قبل المحذوف على حاله مفتوحا ومن ضمها احتمل وجهين أحدهما أن يكون قد جعل ما بقي اسما على حاله لأنه قد صار كحروف الإعراب.
    والوجه الثاني ما رواه المبرد عن بعضهم إنه كان يسميهم عنتراً، فعلى هذا الوجه لا يجوز إلا الضم، ويجوز أن يكون عنتراً في هذا الوجه منصوبا بيدعون. والواو في قوله والرماح واو الحال. والأشطان جمع شطن وهو حبل البئر يريد أن الرماح في صدر هذا الفرس بمنزلة حبال البئر من الدلاء؛ لأن البئر إذا كانت كبيرة كثيرة الوراد، فقد اضطربت الدلاء فيها فيجعل فيها حبلان لئلا تضطرب واللبان الصدر.يدعون عنتر والسيوف كأنها ... برق تلألأ في سحاب مظلم
    يدعون عنتر والدروع كأنها ... حدق الضفادع في غدير نجم
    يدعون عنتر والنبال كأنها ... طش الجراد على المنادح حوم
    يدعون عنتر والوغى ترمي بهم ... والموت نحو لواء آل محلم
    [كيف التقدم والرماح كأنها ... برق تلألأ في السحاب الأركم؟كيف التقدم والسيوف كأنها ... غوغا جراد في كثيب أهيم؟
    فإذا اشتكى وقع القنا بلبانه ... أدنيته من سل عضب مخذم]
    ما زلت أرميهم بغرة وجهه ... ولبانه حتى تسربل بالدم
    يقول عن فرسه، ويروى بثغرة نحره، واللبان: الصدر تسربل صار بمنزلة السربال وهو القميص.

    [يدعون عنتر والدماء سواكب ... تجري بفياض الدماء وتنهمييدعون عنتر والفوارس في الوغى ... في حومة تحت العجاج الأقتم
    يدعون عنتر والرماح تنوشني ... عادات قومي في الزمان الأول]
    ولقد شفى قلبي وأبرأ سقمه ... قول الفوارس ويك عنتر أقدم
    ويروى شفى نفسي، ويروى قيل الفوارس، وهو واحد من الأقيال وهم الملوك، ويك معناها: ألم تر وأما ترى، وروى سيبويه عن الخليل أن وي كلمة منفصلة يقولها المتندم إذا تنبه على ما كان منه. فكأنهم قالوا على التندم في قوله تعالى (وي كأنه لا يفلح الكافرون) وأنشدوا لنبيه بن الحجاج:
    تسألان مالا وإن رأتاني ... قل مالي قد جئتماني بنكر
    وي كأن من يكن له نشب يحبب ... ومن يفتقر يعش عيش ضر
    يقال سقم وسقم بفتح القاف وضمها، ومعنى البيت إني كنت أكبرهم فلذلك خصوني بالدعاء.
    وقوله ويك معناه ويحك وقد قال بعضهم معناه ويلك، وكلا القولين خطأ؛ لأنه كان يجب على هذا أن يقرأ: ويك أنه كما يقال: ويلك أنه، وويحك أنه.
    على أنه قد احتج صاحب هذا القول بأن المعنى ويلك اعلم [لقوله تعالى] (وي كأنه لا يفلح الكافرون) وهذا خطأ من جهات:إحداها: حذف اللام من ويلك، وحذف اعلم، لأن مثل هذا لا يحذف؛ لأنه لا يعرف معناه. وأيضا وأن المعنى لا يصح؛ لأنه لا يدري من خاطبوا بهذا.
    وروي عن أهل التفسير أن معنى ويك ألم تروا ما ترى، والأحسن في هذا ما روى سيبويه عن الخليل وهو وي مفصولة كأنه قالوا على التندم.

    وازور من وقع القنا بلبانة ... وشكا إلي بعبرة وتحمحم
    ازور مال، شكا إلي (مثل) يقول لو كان ممن تصح منه الشكاية لشكا.
    والتحمحم صوت متقطع ليس بالصهيل.

    لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي
    المحاورة المراجعة ويحاور محاورة وحوارا وهو اسم تام، والمحاورة خبر لمبتدأ وما في موضع رفع مبتدأ وخبره في موضع نصب بقوله يدري.
    وقوله ولكان جاء باللام فإنه محمول على المعنى. والتقدير لو كان يدري ما المحاورة لاشتكى، وهو عطف جملة على جملة.

    [آسيته في كل أمر نابنا ... هل بعد أسوة صاحب من مذممفتركت سيدهم لأول طعنة ... يكبو صريعا لليدين وللفم
    ركبت فيه صعدة هندية ... سحماء تلمع ذات حد لهذم]
    والخيل تقتحم الخبار عوابسا ... من بين شيظمة وأجرد شيظم
    الاقتحام الدخول في الشيء بسرعة، والخبار الأرض اللينة ذات الحجر والجرفة، والركض يشتد فيها، والعوابس: الكوالح من الجهد، والشيظم: الطويل، والأجرد القصير الشعر.

    [ولقد كررت المهر يدمي نحره ... حتى اتقتني الخيل بابني حذيم
    إذ يتقى عمرو، وأذعن غدوة ... حذر الأسنة إذ شرعن لدلهميحمي كتيبته ويسعى خلفها ... يفري عواقبها كلدغ الأزقم
    ولقد كشفت الخدر عن مربوبة ... ولقد رقدت على نواشر معصم
    ولرب يوم قد لهوت وليلة ... بمسور ذي بارقين مسوم]
    ذلل ركابي حيث شئت مشايعي ... قلبي وأحفزه بأمر مبرم
    ويروى مشايعي همي، وأحفزه برأي مبرم.
    ذلل جمع ذلول والذلول من الإبل وغيرها الذي هو ضد الصعب، وركابي في موضع رفع بالابتداء وينوى به التقديم، وذلل خبر وإن شئت كان ذلك رفع بالابتداء وركابي خبره، وإن شئت جعلت ركابي فاعلا يسد مسد الخبر فيكون على هذا قال: ذلل ولم يوجد لأنه جمع تكسير.
    والمعنى أن ناقتي معتادة للسير ذلولة، وروى الأصمعي مشايعي، وقال معناه لا يعزب عقلي في حال من الأحوال واحفزه أدفعه، والمبرم المحكم.ولقد خشيت بأن أموت ولم تكن ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
    ويروى ولم تدر، ويروى ولم تقم. قال ابن السكيت هما هرم وحصين ابنا ضمضم المريان والدائرة ما ينزل وقيل في قوله [عز وجل] (ويتربص بكم الدوائر) يعني الموت أو القتل وهرم وحصين ابنا ضمضم اللذان قتلهما ورد بن حابس العبسي وكان عنترة قتل أباهما ضمضما فكانا يتوعدانه.

    الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لقيتهما دمي
    ويروى إذا لم ألقهما دمي، يقولان إذا لقيناه لنقتله، وقوله الشاتمي عرضي أي اللذان شتما عرضي، والنون تحذف في هذا كثيرا للتخفيف تقول جاءني الضاربا زيد. ويقال نذرت النذر أنذره وأنذره إذا أوجبته على نفسك، وأنذرت دم فلان إذا أبحته.

    [أسد علي وفي العدو أذلة ... هذا لعمرك فعل مولى الأشأم]
    إن يفعلا فلقد تركت أباهما ... جزر السباع وكل نسر قشعميقول: إن نذرا دمي فقد قتلت أباهما، وأجزرته للسباع أي تركته جزرا والقشعم الكبير من النسور، والقشعم أيضا الموت، والقشعم العنكبوت.

    [لما استقام بصدره متحاملا ... لا قاصدا صمد الطريق ولا عمي
    إن العدو على العدو لقائل ... ما كان يعلمه وما لم يعلم]
    لا تحسبن طعان قيس بالقنا ... وضرابهم بالسيف حسو الترتم
    أمي زبيبة لست أنكر اسمها ... وأنا ابن فرق الجماجم والفم
    ملاحظة أخيرة وردت أبيات في العقد الفريد من قافية المعلقة وفيها بعض التشابه منسوبة إلى أفنون التغلبي وهو شاعر جاهلي فأردت أن أثبتها قال أفنون التغلبي:
    ولقد أمرت أخاك عمرا مرة ... فعصى وضيعها بذات العجرمفي غمرة الموت التي لا تشتكي ... غمراتها الأبطال غير تغمغم
    وكأنما أقدامهم وأكفهم ... سرب تساقط في خليج مفعم
    لما سمعت نداء مرة قد علا ... وابني ربيعة في العجاج الأقتم
    ومحلم يمشون تحت لوائهم ... والموت تحت لواء آل محلم
    لا يصدفون عن الوغى بوجوههم ... في كل سابغة كلون العظلم
    ودعت بنو أم الرقاع فأقبلوا ... عند اللقاء بكل شاك معلم
    وسمعت يشكر تدعي بخبيب ... تحت العجاجة وهي تقطر بالدم
    يمشون في حلق الحديد كما مشت=أسد العرين بيوم نحس مظلم
    والجمع من ذهل كأن زهاءهم ... جرد الجمال يقودها ابنا قشعم
    والخيل تحت العجاج عوابسا ... وعلى سنابكها مناسج من دم
    وقال محقق العقد تنسب الأبيات في غمرة الموت، لما سمعت، ومحلم إلى عنترة وأنا أنفي لما سمعت نداء مرة ومحلم فهي في الواقع أقرب إلى أفنون التغلبي لأن محلم الشيباني وقف في الحرب مع بكر ضد بني تغلب ولم يكن في حرب مع عنترة وكذلك آل مرة بن ذهل قاتلوا كليب بن ربيعة قتله جساس بن مرة وابني ربيعة إنما هما حيا بكر وتغلب فهم أبناء ربيعة بن نزار بن معد. وبهذا انتهت المعلقة.
    لبيد بن ربيعة العامري
    هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري من هوازن قيس قتل والده في السنوات الأولى من عمره فكفله عمامه وكان أبوه يلقب بربيعة المقترين لكرمه وسؤدده أمه بنت فاطمة الأنمارية أم الكملة وأخواله الربيع بن زياد وعمارة الوهاب وأنس الفوارس من بني عبس، عاش لبيد في قومه عيشة السادة يقري الضيف ويهرع للنجدة وينظم في الفخر والحكمة والوصف ترفع عن التكسب بشعره أخذ من المجد من أطرافه ففي شعره فخر عمرو بن كلثوم ودقة امرئ القيس وحكمة بن زيد.
    عاش لبيد حتى الإسلام وكان أخوه أربد في وفد بني عامر على الرسول صلوات الله عليه وفد مع عامر بن الطفيل وقد عقدا العزم على الغدر برسول الله ولما فشلا في مبتغاهما قفلا عائدين فمات عامر وعرف عنه غدة كغدة البعير وموت في بني سلول وانحدرت صاعقة على إربد فقتلته وكان ذلك نتيجة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهما فجع لبيد بمقتل أخيه ورثاه رثاء مرا وأعلن إسلامه ثم توقف عن الشعر منذ أن أعلن إسلامه وكان يفتخر بتلاوة القرآن الكريم وحسن إسلامه وقد يكون في ساعات الفراغ عاد فنقح شعره ولهذا نرى المعاني الإسلامية داخلة في شعره الرثائي رغم أنه لم يقل شعرا في هذه الفترة إذ عاش في الإسلام ردحا من الزمن وتوفي في أيام خلافة معاوية بن أبي سفيان ومن هنا أتت نظرة الاستسلام لمشيئة الله في الموت وهو آخر أصحاب المعلقات وقد أربى عمره على المئة والأربعين سنة.
    يعتبر لبيد الشاعر الذي يمثل السمات العربية في بلاد نجد في تلك الفترة فقد كانت مضارب بني عامر في نجد من وصف للصحراء.
    ولكنه لم يستطع أن يجعل نفسه مدار الفخر كما فعل عنترة أو أن يرتفع في شعره الملحمي إلى عمرو بن كلثوم من مبالغة وافتخار فهو فارس واثق من نفسه وسيد من سادات قبيلته ولهذا نلحظ فيه خشونة البدوي في بيته، في صحرائه يعروكلماته الجفاف وتسيطر عليها الغرابة وخاصة في شعره الوصفي وتمثلها المعلقة إما إذا أردنا رقة اللفظ فعلينا أن نقرأ شعره الرثائي والحكمي وهذا ليس مجال بحثنا الآن.
    المعلقة هي المعلقة الرابعة بين المعلقات السبع فهو يأتي بعد امرئ القيس وطرفة وزهير حسب رأي النقاد في تلك الأيام ويأتي بعده عنترة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة فهو واسطة العقد بين المعلقات وهذه هي المعلقات التي أجمع عليها النقاد في أدبنا القديم.
    تمتاز هذه المعلقة بأنها تبدي الصراع بين الموت والحياة ويبدو الصراع بين البقرة وكلاب الصيد واضحا، وكأنه أمام إنسان يصارع الحياة وقد تجلت بهمومها وعذابها، هذا المصير الذي يجعله يتعلق بهموم الحياة خائفا من المجهول الذي يأتيه بعد الموت وهذا ما كان يقف عنده الإنسان الجاهلي إذ لم يكن لديهم الحساب والعذاب والنعيم في الدار الآخرة.
    فالصراع بين الحياة والموت كصراع البقرة الوحشية وهي تدافع عن مصيرها أوليس الإنسان فردا يصارع كالبقرة الوحشية.
    بهذا المعنى النفسي بنى قصيدته ولهذا كانت موضوعية أكثر من بقية المعلقات التي كانت تتناول موضوعات عديدة لا رابطة بينها.
    إن لبيد هو بداية لذي الرمة الذي تابع الصراع في ديوانه ولم يجعل الموت ينتصر على الحياة ولا الحياة على الموت بل تركها تتذبذب بين الاستمرارية والفنا بين الأمل واليأس.
    ومن هنا يبدو وصفه عميقا متقصيا لحياة البقرة وما يحيط بها.
    وهو في قصيدته يمثل الحياة البدوية خير تمثيل ولو كان باحث ما يريد أن يبحث الحياة البدوية الجاهلية بما فيها من مشقات وأتعاب لكان عليه أن يدرس معلقة لبيد بن ربيعة العامري.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    عَصِيةُ الهَوَى
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,423 المواضيع: 278
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2363
    مزاجي: مُـسـتـقـيـلـة
    أكلتي المفضلة: مشويات
    موبايلي: Iphone5 S
    آخر نشاط: 19/February/2015
    مقالات المدونة: 2
    للبلاغة صيتٌ كبير
    ولهذا الصيت ينصت عاشقوه
    امتنان لكَ مبدعنا احمد
    لروحك ازاهير اللوتس
    وقبلها تقييمي و تقديري

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسرار بلا عنوان مشاهدة المشاركة
    للبلاغة صيتٌ كبير
    ولهذا الصيت ينصت عاشقوه
    امتنان لكَ مبدعنا احمد
    لروحك ازاهير اللوتس
    وقبلها تقييمي و تقديري
    الابداع انتم من احتظنتموه لكي مني كل الاحترام واسمى آيات
    الاحترام فاضلتي

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:
    رائع ما جدت به علينا اخ احمد
    تحياتي

  5. #5
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: تحت اقدام امي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,742 المواضيع: 2,975
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 11909
    آخر نشاط: 13/October/2024
    مقالات المدونة: 49
    شكرا احمد
    اختيار رائع


  6. #6
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمدالبغدادي مشاهدة المشاركة
    شكرا احمد
    اختيار رائع

    الشكر موصول لجنابكم استاذ

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال