اجتاحت المسلسلات التركية في الآونة الأخيرة البيوت العربية و أعادتنا بالذاكرة أيام المسلسلات المكسيكية امثال عروس البحر غوادا لوبي و كساندرا ، التي تعدت حينها شاشة التلفزيون إلى المجالس العائلية ، في الوقت الذي كانت فيه الشوارع خاوية من المارة .
الأ ان المسلسلات التركية فاقت تلك بمسلسلاتها سنوات الضياع و نور , العشق الممنوع, وادي الذئاب و غيرها ، المدبلجة باللهجة السورية .
مهند، لميس ,نور و يحيى ، سمروغيرهم من أبطال المسلسلات التركية التى تتابعها الأسر العراقية والعربية بشغف رغم اختلاف "اللكنة" التى تصاحب هذه المسلسلات والتى تحتاج إلى بعض الجهد لتفسيرها وفهمها الا أن هذا لم يكن عائقا فى متابعة الحلقات اليومية بشغف ، بل أن البعض يحاول أن يسبق ببعض الحلقات ليعرف ما خبأته الأقدار لأبطال مسلسله، فيقوم بتشغيله على الإنترنت، ويعاود مشاهدته مرة أخرى عندما تعرضه الفضائيات
فما هي اسباب هذا الانتشار بعضهم يعزو السبب الى الملل والرتابة في الدراما العربية وقلة المواضيع التي اصبحت معروفة للجميع هذا اضافة الى افتقارها الى فسحة الرومانسية فتنقل المشاهد بين الفضائيات وشاهدت بعض اللقطات التى استحوذت على اهتمامه مدعاة الاهتمام بالدراما تركية.
ويعزو بعضهم الاخر السبب الى السلوكيات والتقاليد التركية التي تقترب من طبيعتنا الشرقية، وما فيها من بعض العادات والتقاليد التي اكتسبها العرب من الاتراك ابان حكم الدولة العثمانية .
لا شك أن انتشار هذه المسلسلات كان واسعاً بشكل ملفت في العامين الأخيرين .
وكما كانت المسلسلات المكسيكية في بدايتها عندما نذرت امراة كبيرة نذرا اذا ماوجدت غوادا لوبي طفلها فقد تعدت الدراما التركية ذلك لتلاقي رواجا منقطع النظير في أوساط مجتمعنا العربي الذي بات يقلدها ويحاكيها ويخصص لها الوقت الكافي لمشاهدتها في اقبال جماهيري العربي على هذه المسلسلات بما لم نشهد له مثيلا من قبل .
وكثيرة هي القصص التي تطالعنا بها الصحف ووسائل الإعلام حول تأثير تلك المسلسلات على الشارع العربي.
فقد طلقت امرأة أردنية بسبب ممثل ادى دور البطولة في مسلسل تركي.
وعروس خليجية طلبت من عريسها تغيير اسمه إلى مهند .
و مواطن أردني اقدم على طلاق زوجته لوضعها صورة الممثل التركي على هاتفها الموبايل؛ فدبت الغيرة في قلبه.
وسجلت إدارة الأحوال المدنية بمنطقة الرياض في السعودية خلال الشهور الأولى لعرض مسلسل سنوات الضياع ما يقارب السبعمئة طفله باسم لميس.
نور و مهند وقصة حبهما الاسطورية حديث الناس في العراق
واخيرا الحادث الذي سربته بعض وسائل الاعلام عن قتل ستة أطفال طلاب زميلا لهم، في إحدى المدارس العربية ، بعد ان شكلوا عصابة على طريقة مسلسل "وادي الذئاب" التركي. والطريف ان الأطفال الستة شكلو عصابة لابتزاز الطلبة واخذ الدفاتر والأقلام منهم وعمد بعضهم إلى تسمية انفسهم بأسماء أبطال مسلسل وادي الذئاب .