تعـالـيـت َ لـم تـخضـع ْ لسيف ٍ وحاكم ِ
وحــــاشـاك َ أن تـمـددْ يـديـكَ لـظـالـم ِ
وابـديـتَ غـيـــظـا ً تـارة ً وكـظـمـتــهُ
فـبـوركـت مـن بـاد ٍ لـغـيـظ ٍ وكــاظـم ِ
واسسّـت َ بـالـتـقـوى اصـولَ عـقـيــدة ٍ
ونافحتَ عنـهـا كـلّ َ عـلـج ٍ وغــاشــم ِ
ونابـذتَ بالـطبـع ِ الـرقـيـق ِ مـدافـعــا ً
ومجاهـدا ً عـن جـذوهــا المـتـعـاظـم ِ
تـجـاوزتَ بـالصبـر ِ الجمـيـل ِ مكابدا ًً
إســـاءة مــأفــون ٍ وغــُـلـظـة ِ نـاقـــم ِ
يـُـعِــدّ ُ لكَ الاعــــداءُ كــلّ َ عـظـيـمـة ٍ
وعــزمـــُكَ عــزمٌ لايـلـيـنُ كـصــارم ِِ
ونـفـسـكَ لـم تـخـضـعْ لـفـتـنـةِ نـاهــدٍ
وغـيــركَ قــد يــُـغـرى بــدلَ ّ نـواعـم ِ
لكَ اللهُ مــن زاك ٍ يــنــوءُ بــنــفــســـه ِ
إذا النفسُ هامتْ في تخوم ِ الـمـحـارم ِ
ووطـــنـتَ نـفـسـا ً للـــشـقـاء ِ وللأذى
فلسـتَ الذي يـعطـي قـيـادَ الـمـعاصـم ِ
بـِجـَــدَكَ قـامـتْ واستـقـامـتْ شـريعة ٌ
وانــتَ شــذاةٌ مـن بـقــيّــَة ِ هــاشــــم ِ
رضـعـت َ عـلومـا ً من لبـانة ِ جعفر ٍ
وعاشرتَ مـغـنـاهـا قـبـيـل الـتـمـائــم ِِ
تعاليت َ لم تـألفْ سكوتـا ً على الـخـنـا
ابـنـت َ حـقـوقـا ً لـسـتَ تـصغي للائم ِ
واطـلقـتــَها تـصفُ الــحـيـاة َ لجاهـل ٍ
لمـن اشــتـراهــا قـــانـعـا ً بـــدراهـم ِ
إذا كـانَ يـومٌ مـن نـعيـمكَ قد مـضى
فمثـلٌ مضى من شـقوتي ومغـارمــي
غـداة ً بـحـول ِ الله ِ حـتـمـا ً سـنلـتـقي
لـــتـعـرف َ أيـّانــا عـظـيـم الـمـغـانـم ِ
لـتـعـلـم َ أنّ َ الـيومَ والحولَ ينـقضي
وما تـنـقـضي عـنـّـا لهـاة ُ الضياغــم ِ
وأهداكَ هـارونَ الـوصـيـفـة َ مـوقـنـا ً
بـأنـكَ مـفـتـونٌ بـسـحـــر ِ مــبــاســم ِ
وعـنـدكَ أنّ الـحـورَ أجـمـل مـبسـمـا ً
واحـلـى بـهـاء ً مـن وصيف ٍ وخادم ِ
فلــّما رأت ْمـنــكَ الـعـبـادة َ ايـقـنـت ْ
بـأنـك حـقـا ً مِـن ســراة ِ الاعـاظــم ِ
هـي الـنـفـس ُ تـسمو فوقَ كلَ ّ دنيئة ٍ
إذا كـانـت الاخــلاق إحدى الدعائـِـم ِ
إمام الهدى نـابــذتَ بـالـفـكر ِ داحضا ً
أراجـيـفَ جـــهـال ٍ وبـدعـة َ عـالــم ِ
كــتـــابـكـم الـقـــرآن خـيــرُ مـنــزّل ٍ
عـلـى خـيـر ِ هـاد ٍ فـي قـديم ٍ وقـادم ِ
وكنتم ودين الحـق ّ خـيـر عــصـابـة ٍ
تعـدّ ُ فـروضَ الـديـن ِ خـيـرَ الـغنائم ِ
صبورونَ حـتـى يـنـجزَ الله ُ وعـــده ُ
عـلـى كـيد ِ اعـراب ٍ وغـدر ِ أعاجم ِ
كـرامـاتُ حـقّ ٍ من فـضائـل ِ جـدَ ّكم
تـغـيـضـون فـيـها قـلبَ كـلَ ّ مخاصم ِ
كــرامـاتُ حـقّ ٍ فـاضَ نـشرُ ضيائها
تـنـيرون فـيـهـا كــلّ َ داج ٍ وقــــاتــم ِ
ألــــم تــــرَ أن الله َ كـــافٍ وقــــــادرٌ
عــلــى رفـع ِ افــلاكٍ بـغـيـر دعـائـم ِ
ألـــم تـــرَ انّ َ الله َ كـــافٍ وقـــــادرٌ
عــلـى وأد ِ احـيـاءٍ ونـشـر ِ رمـائــم ِ
لآل ِ عـلـيّ ٍ فـي الـقــلـوب ِ مـحـّـبـة ٌ
يـفـوحُ شـذاهـا مثـلُ عـطر ِ البراعم ِ
وما زلتُ والقلبُ الذي طـال شـوقــُهُ
أحنّ ُ حـَنينَ الـنـيـب ِ عـنـد الـمعـالـم ِ
ومـا زلـتُ ابـكي مـن فواجع ِ سجنكمْ
وإن كانَ يومُ الطـَف ِ ادهى العظائـم ِ
على الجسر ِ افـواجٌ من الشيعة ِ التي
عـيـونُ بــَنيـها بـالـدمــوع ِ ســواجـم ِ
على الجسر ِ تبكيكَ العـُيونُ وحزنــٌنا
عـلـيك َ عظيـمٌ مـثـل حـزن ِ الـفواطم ِ
ســلامـا ً على جسر ٍ تزاحَـمَ فـوقــَـهُ
أنـيـنُ الحـيـارى بـيـنَ باك ٍ ولاطــم ِ
سـلامـا ً على جـسـر ٍ ويشهدُ انــّــكـمْ
قـضـيتمْ شـهـيدا ً تحت َ سمَ ّ الأراقــم ِ
لقـد اصبح َ الاسـلامُ بعــدكَ خـائــرا ً
يُعاني مـن َ الـَهزّات ِ خاوي الـدعائم ِ
تـَحمـّلت َ وزرا ًفادحا ًيا ابن َ شاهـِك ِ
واصبحت َ خصما ً للنبَي َ ّ وفــاطــم ِ
وانــّكَ لـو راجـعـت َ نفـسـِِـكَ سـاعـة ً
لـَصِرْتَ تـَعضّ ُ الـكـفّ َ كـفـّا ً لـنادِم ِ
اليسَ الذي ضّــَيـقتَ سجـنا ً لحـبسِِــه ِ؟
سليلُ حماة ِ الدين ِ أهــلُ الـمـكـــارم
الـيـسَ الذي أعَــدْدتَ سُــمّا ً لـقـتـلِـه ِ؟
حــفــيـدُ رســـول ِ الله ِ صـفـوة ُ آدم ِ
سئمنا من الــدنـيا ونـهــش ِ كِـلابــها
لعوبٌ كما كانتْ بـعـقــل ِ البهــائـــم ِ
فـكلّ ُ مقيم ٍ ليــتَ شعري لـضـاعـنٌ
وان سالـم الاقــدار لـيــس بـسـالــم ِ
وانيّ وإن كنتُ الجـلـيدَ على الاسـى
اذوبُ دمـوعـا ً عـنـد ذكر الهـواشــم ِ
وإني وإن كـنتُ العـزيـــزَ بــقــومـِه ِ
لإمـسـح خــدي فـي تـراب الـمناسـم ِ
وإنـّي وإنْ كنتُ الصبورَ على المدى
أرُاقبُ ولـهـانـا ً ظــهـــورا ً لــقــائم