TODAY - January 29, 2011
مبارك يريد البقاء لكن الافاق امامه تبدو مظلمة
يتمسك الرئيس المصري حسني مبارك بالسلطة إلا ان مستقبله السياسي يواجه نفقا مظلما
القاهرة
يعطي الرئيس المصري حسني مبارك الانطباع بانه متشبث بالسلطة الا ان مستقبله يبدو قاتما السبت بعد الخطاب التلفزيوني الذي القاه في ساعة متاخرة من مساء الجمعة والذي لم يؤثر كما يبدو على اصرار الشارع على المطالبة برحيله عن الحكم.
ولا يبدو ان الوعد بتشكيل حكومة جديدة او دعوة الجيش الى الحفاظ على الامن وتنفيذ قرار حظر التجول كان لهما اي اثر حتى الان.
فقد نزل المواطنون السبت بالالاف الى الشارع لليوم الخامس على التوالي في تظاهرات تحولت الى ثورة شعبية حقيقية تذكر بثورة الياسمين التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وبعد احتجاب عن الانظار ولزوم الصمت منذ بدء انطلاق التظاهرات الحاشدة الثلاثاء في حركة احتجاج لم يسبق ان شهدتها البلاد في عهده ظهر الرئيس منتصف ليل الجمعة السبت على شاشة التلفزيون.
وفي حين كان المتظاهرون يمزقون صوره في الشوارع ويطالبون برحيله لم يقل مبارك شيئا عن احتمال انسحابه من الساحة السياسية التي يهيمن عليها بقضبة من حديد منذ 1981.
وفي هذا الظهور التلفزيوني المتاخر وعد الرئيس باجراء اصلاحات ديموقراطية، وهو ما داب عليه بانتظام منذ فترة طويلة، وكذلك بتغيير حكومي.
في المقابل لم يقل شيئا عن نواياه في الترشح ام لا لولاية سادسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر المقبل ولا ايضا عن نوايا ابنه جمال الذي تعرض مثله لهجوم وسباب المتظاهرين.
ولم يوفر المعارض المصري البارز محمد البرادعي الذي عاد الخميس الى مصر للمشاركة في التظاهرات انتقاداته لمبارك الذي طالبه بالرحيل في حديث السبت لقناة فرانس 24 الفرنسية.
وكان البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز جائزة نوبل للسلام عام 2005، قد دعم منذ البداية التحرك الاحتجاجي الشعبي الذي دعا اليه ناشطون شبان من دعاة الديموقراطية على شبكة الانترنت.
وقال دبلوماسي غربي في القاهرة "حتى اذا بقي حسني مبارك وحتى اذا سمحت له صحته بذلك فقد بات من الصعب عليه حاليا الترشح لولاية جديدة. وهو نفسه يدرك ذلك بلا شك".
اما فرص نجله جمال (47 عاما) في خلافته فهي تبدو اقل حظا بكثير. وتصف برقيات للسفارة الاميركية كشفها موقع ويكيليس جمال مبارك بانه رجل طموح لكنه غير محبوب في الشارع وايضا في الجيش الذي لم يكن يوما جزءا منه.
وكان السفير الاميركي السابق في القاهرة فرانسيس ريتشاردسون قال بالفعل عام 2007 ان "الجهاز العسكري يمكن ان يكون عقبة قوية" امام طموحات جمال مبارك.
والجيش، الدعامة الرئيسية للنظام المصري، يبدو اكثر من اي وقت سابق في موقف الحكم بين الشارع والسلطة. وينتمي جميع الرؤساء الذين توالوا على حكم مصر منذ سقوط الملكية عام 1952 الى المؤسسة العسكرية بما فيهم حسني مبارك القائد السابق للسلاح الجوي.
وقد عاد رئيس اركان الجيش المصري سامي عنان الى مصر ظهر اليوم بعد ان اختصر زيارته للولايات المتحدة على راس وفد عسكري.
وكانت الولايات المتحدة قد جعلت من قدرة القوات العسكرية على ضبط النفس في مواجهة حركة الاحتجاج معيارا حاسما في علاقاتها المستقبلية مع السلطة المصرية، حليفتها الوفية في الشرق الاوسط.
وقد سبق ان اكد مبارك ردا على سؤال بشان مستقبله انه سيبقى في الحكم "حتى اخر نفس".
الا ان التكهنات بشان خلافته تتزايد منذ سنوات بسبب كبر سنه وحالته الصحية.
فقد اجريت له في اذار/مارس 2010 عملية جراحية في المانيا لاستئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحمية من الاثنى عشر. لكنه سرعان ما استانف نشاطه العادي وقام بعدة زيارات رسمية للخارج.
ايلاف