TODAY - January 29, 2011
الجارديان: يوم قهر فيه المصريون الخوف
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت بشكل واسع بالتطورات في مصر بعد يوم من الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها شتى أرجاء البلاد.
أسفرت الاشتباكات عن سقوط 5 قتلى واعتقال ألف متظاهر
يوم قهر فيه المصريون الخوف
تناولت صحيفة الجارديان التطورات في مصر، وقالت إن يوم الجمعة هو اليوم الذي تخلص فيه المصريون من خوفهم، خوفهم من مركبات الأمن المركزي والشرطة، من رجال الشرطة ذوي الملابس المدنية الذين أذاقوهم الأمرين، من مقر الحزب الحاكم حيث يجري تزوير الانتخابات.
وقالت الجارديان إن أكبر قوة في الشرق الأوسط فقدت السيطرة على شوارع القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس.
وقد وصفت الجارديان الاحتجاجات في مصر "بالثورة", وقالت إن هذه الثورة لا تهدد نظام حسني مبارك فقط، ولكنها تشكل تهديدالا لاستراتيجيات الولايات المتحدة وبريطانيا في الشرق الأوسط.
وقالت الجارديان إن التردد الذي بدا من مبارك يوم الجمعة ضاهاه التحول الواضح في التوجه الذي اتخذه تصريح هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية، حيث قالت كلينتون منذ يومين فقط إن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب المصري.
ولكن بعد أحداث الجمعة أصبحت مطالبة كلينتون برفع القيود على الانترنت والاستجابة لمطالب الشعب أكثر قوة
وقالت الصحيفة إن هذا التغير في الموقف الأمريكي بعد فوات الأوان، حيث لم يغب عن المصريين التأييد المبدأي الذي أبدته كلينتون لمبارك.
بداية النهاية أما صحيفة الاندبندت فعنونت صفحتها الرئيسية بعنوان "مصر تنفجر".
وفي مقاله في الاندبندنت كتب روبرت فيسك من القاهرة "الشعب يتحدى الديكتاتور ومستقبل أمة على المحك".
وقال فيسك في مقاله "قد تكون النهاية. إنها بالتأكيد بداية النهاية"
وقال فيسك إن المظاهرات اتسمت بالشجاعة وغلب عليها الطابع السلمي ولكن ما يصيب بالصدمة، حسب مال قال فيسك، كان ما قام به بلطجية النظام الذين يرتدون ملابس مدنية الذين هاجموا وضربوا المتظاهرين بينما لم يحرك رجال الشرطة ساكنا.
وأضاف فيسك في مقاله " كيف يمكن للمرء يوما قد يكون صفحة فارقة في تاريخ مصر! ربما يجب على الصحفيين أن يتوقفوا عن التحليل وأن يقصوا ويصفوا ما جرى في أرجاء واحدة من أعرق مدن العالم".
دعم سري أمريكي للمتمردين أما صحيفة "ديلي تليجراف" فجاء عنوان صفحتها الرئيسية "الدعم السري الأمريكي لقادة المتمردين وراء انتفاضة المصريين".
وقالت ديلي تليجراف إنها علمت أن الحكومة الامريكية تدعم بصورة سرية شخصيات بارزة وراء الانتفاضة المصرية، وأن هذه الشخصيات كانت تخطط "تغييرا في النظام" منذ ثلاثة أعوام.
وتقول ديلي تليجراف إنها علمت أن السفارة الأمريكية في القاهرة ساعدت معارضا شابا على حضور قمة برعاية الولايات المتحدة في نيويورك للنشطاء الشباب، وعملت على اخفاء هويته عن أمن الدولة في مصر.
وأضافت الديلي تليجراف أن هذا الناشط الشاب لدى عودته إلى مصر عام 2008 أبلغ دبلوماسيين أمريكيين أن تحالفا من الجماعات المعارضة وضع خطة للاطاحة بمبارك وتنصيب رئيس منتخب ديمقراطيا عام 2011.
وأضافت الصحيفة أن هذا الناشط قد اعتقل من قبل الأمن المصري بسبب مظاهرات وأن الديلي تليجراف تحمي سرية هويته.
وقالت ديلي تليجراف إن هذه المعلومات جاءت في برقيات دبلوماسية سرية نشرها موقع ويكيليكس.
الاندبندنت: يوم الحساب في مصر
الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة اهتمت بشكل واسع بالتطورات في مصر وتصاعد حدة التوتر قبل ساعات من خروج قوى المعارضة والشباب المصري في تظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك.
أسفرت الاشتباكات عن سقوط 5 قتلى واعتقال ألف متظاهر
صحيفة الاندبندنت نشرت على صفحتها الرئيسية مقالا للكاتب روبرت فيسك تحت عنوان " يوم الحساب في مصر" وعرضت صورة كبيرة للأدوات التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب لقمع المتظاهرين.
يطرح الكاتب في بداية المقال تساؤلا " يوم الجمعة هل هو يوم للصلاة أم يوم الغضب"؟ ويقول فيسك إن مصر بأكملها في انتظار ما سيسفر عنه هذا اليوم فضلا عن حلفائها الغربيين بعد ليال من العنف هزت ثقة الولايات المتحدة في نظام الرئيس مبارك "الطاعن في السن" الذي يتمسك بالسلطة.
وذكرت الصحيفة أنه حتى الآن قتل خمسة أشخاص خلال الاشتباكات مع الشرطة المصرية كما تم اعتقال ألف شخص واعتدت الشرطة بالضرب على النساء ولأول مرة تم إشعال النار في مقر للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وأضافت أن هناك الكثير من الشائعات تتردد وسط هذه الأجواء ما بين تقارير عن فرار أحد مستشاري مبارك إلى لندن ومعه 97 حقيبة مليئة بالنقود وتقارير أخرى تتحدث عن غضب الرئيس من كبار ضباط الأمن وتوجيههم بعدم التعامل بقسوة مع المتظاهرين.
ويقول فيسك إن محمد البرادعي زعيم المعارضة والحائز على جائزة نوبل والمسؤول السابق في الأمم المتحدة سابقا عاد إلى مصر مساء الخميس ولكن لا أحد يعتقد ، ربما باستثناء الامريكيين ، أنه سيكون محورا لحركات الاحتجاج التي انتشرت في شتى أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين الغاضبين طلبوا من أفراد الشرطة المنتشرين في البلاد الانضمام إليهم وأن هؤلاء المتظاهرين يرفضون التفاوض ولهم مطلب واحد هو أن يغادر مبارك البلاد.
وأضاف الكاتب أن البعض يتحدث عن ثورة في مصر ، ولكن ليس هناك من يحل محل رجال مبارك فهو نفسه لم يعين نائبا له مشيرا إلى حديث أجراه مع صحفي مصري ذكر خلاله الصحفى أنه يشعر بالأسى تجاه مبارك الذي يعيش في وحدة وعزلة.
ويرى الكاتب أن الحكومة المصرية تختبيء وراء القوة الغاشمة لأجهزة الأمن وأنها عاجزة أمام ثورة البشر وثورة التكنولوجيا وتبادل المعلومات على صفحات الانترنت.
ووفقا للكاتب فإن النظام المصري ورط نفسه في عدة مشاكل أهمها عدم وجود القائد البديل بعد أن عمد النظام إلى طمس وإبعاد أي شخص يملك الشخصية القيادية واعتقال وحبس النشطاء.
ويضيف أن الولايات المتحدة ودول الغرب تطالب الحكومة بالاستماع لمطالب المتظاهرين ولكن من هؤلاء ومن قائدهم ،هم المواطنين الذين عانوا على مدار عقود من الذل والقهر.
إصلاح ليس ثورة
صحيفة الديلى تلجراف تناولت الموضوع أيضا ونشرت مقالا تحليليا تحت عنوان " مصر تحتاج إلى إصلاح وليس ثورة".
الدول الغربية طالبت الحكومة المصرية بعدم قمع المظاهرات
وتقول الصحيفة إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج زادت من الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيج مطالبته للحكومة المصرية بضرورة " الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير والتجمع" وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلجراف أن ارتفاع البطالة والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي للرئيس مبارك كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثير من منظمي الاحتجاجات من الشباب المتعلمين من الطبقة المتوسطة الذين شعروا بالاحباط لانعدام الفرصة المتاحة لهم في بلد خضع لقانون الطوارئ منذ اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في عام 1981.
وأضافت أنه بدلا من أن تقوم الحكومة بالاستماع لمطالب المحتجين شنت حملات اعتقال جماعي، والآن هي متهمة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يستخدمها منظمو الاحتجاجات لتنسيق حملاتهم.
وحذرت من أن نظام مبارك يمكن أن يكون مصيره الفناء مثلما أطاحت الاحتجاجات في تونس بنظام الرئيس زين العابدين بن علي إذا ما أصرت الحكومة على تحدي إرادة الشعب المصري.
تحديات
الجارديان تناولت أيضا التطورات في مصر وقالت إن الرئيس مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع خروج الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها أحد أكبر منتقدي مبارك وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى "نظام جديد" بديلا لنظام مبارك.
البرادعي طالب الرئيس مبارك بالرحيل
وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات.
ونقلت الصحيفة عن البرادعي قوله لدى وصوله إلى القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة " هذه لحظة حرجة في تاريخ مصر ولهذا حضرت لمشاركة الشعب هذه اللحظة".
ووفقا للجارديان فإن حواجز أمنية ورجال جهاز أمن الدولة منعوا الجماهير من استقبال البرادعي ولكن ذلك لم يمنعهم عند رؤيته من الصياح " نريدك معنا غدا يا دكتور".
ونقلت الصحيفة أيضا عن شاب مصري يعمل طبيب أسنان ويدعى شريف قوله " نحن مصريون ومن واجبنا استقبال البرادعي الذي نريده أن يقودنا إلى التغيير الذي نسعى إليه".
ورفض شريف الانتقادات التي وجهت للبراعي لتأخره في الانضمام للاحتجاجات قائلا " هذا ليس دوره أن يحتج، نحن من نخرج إلى الشارع للاحتجاجات ونريده فقط أن يكون قائدا لنا ورمزا لما بعد، وهو ما نفتقده الآن".
حاجز الخوف
الفاينانشيال تايمز ركزت في مقالها الذي تصدر صفحتها الرئيسية تحت عنوان " زيادة الضغوط على مبارك" على وصول البرادعي إلى مصر ونقلت عنه قوله " إن حاجز الخوف انكسر ولن يعود مرة أخرى".
وذكرت الصحيفة أن البرادعي كان من المقرر أن يعقد اجتماعات مع زعماء وقادة القوى السياسية المعارضة للإعداد إلى رد سياسي على نظام الرئيس حسني مبارك.
وتناولت الصحيفة أيضا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الأوضاع في مصر والتي أضوح فيها أن " الإصلاحات السياسية ضرورية بشكل مطلق" من أجل مصر على المدى البعيد.
ونقلت الصحيفة أيضا عن عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها البرادعي قوله إن المعارضة حددت مطالبها وهي انهاء حكم الرئيس مبارك وحل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية.
وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن الأوضاع في مصر أثرت على البورصة المصرية التي سجل مؤشرها أكبر انخفاض له منذ عامين مع زعزعة ثقة المستثمرين في استقرار نظام الرئيس مبارك.