الرفقة الطيبة نعمة عظيمة، والحمد لله الذي يؤلف القلوب، ويجمعها على طاعته وتقواه، وقد علّمنا سبحانه قيمة الأخوة في الله، وعرَّفنا أن هذه الحياة الدنيا التي يتنافس فيها الناس ويتسابقون على أموالها، وقصورها، ومتاعها؛ هي والله كلها لا تساوي لحظةً من لحظات المحبة والصفاء في طاعة الله وتقواه.إن الإخوة في الله إذا حج الإنسان معهم، أو اعتمر، أو شاركهم ولو في جلسة يذكر الله تبارك وتعالى فيها، فهذه نعمة عظيمة.وإن من حق الله تبارك وتعالى علينا كما أنعم علينا بهذه النعمة أن نشكره عز وجل، فإن الشكر للنعم واجب، وهذا الشكر له الفضل فيه تبارك وتعالى، فله الفضل في النعمة، وله الفضل أيضاً في الشكر، وهو أيضاً كما يعطينا النعمة يأجرنا على الشكر إذا شكرناه، فنشكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على ذلك شكراً عظيماً جزيلاً.وإن من شكر الله عز وجل على نعمته أن نستديم حالة الإيمان، وحالة التقوى، وحالة المراقبة، التي نشعر بها في أنفسنا، ولا نجعلها مؤقتة.بعض الناس يخشع في أيام المناسك، أو في رمضان مثلاً، أو في أوقات الذكر والقراءة، أو عند سماع ندوات الخير، ثم يخرج فيبدأ قلبه يضعف قليلاً، فيفتر إيمانه، وتضعف عزيمته، ويقل خشوعه، وهذا حال بني آدم جميعاً
__________________