أحفورة تكشف عن تطور درع السلحفاة
الأحفورة الجنوب أفريقية من المصدر
كوّن علماء من جامعة "ييل" الأميركية صورة أكثر وضوحا عن كيفية تطور درع السلحفاة، أي قوقعتها، الفريد من نوعه إلى ما هو عليه اليوم، وذلك عبر دراسة متأنية لأحفورة أحد أسلاف السلاحف الحديثة.
وقد ساهمت نتائج الدراسة في سد الفجوة في سجل تطور الأحافير الخاص بالسلاحف، على امتداد نحو 40 مليون سنة أو نحو ذلك، وفقا لدراسة أحفورة حيوان زاحف منقرض في جنوب أفريقيا، معروف باسم "يونوتوساوراس".
وبحسب ما ذكره الباحث تايلور ليسون لمجلة "ساينس ديلي" أخيرا، قد يكون بدأ تطور درع السلحفاة، والذي هو بمثابة هيكل معقد، منذ حوالي 260 مليون سنة في فترة ما يعرف بالعصر البرمي، وأن هذا التطور كان تدريجيا على غرار الهياكل المعقدة الأخرى.
ولا يتألف درع السلحفاة حقيقةً من مكون واحد فقط، بل من حوالي أكثر من 50 عظمة.
وعلى عكس جميع الكائنات الأخرى، تعتبر السلاحف الحيوانات الوحيدة التي يتشكل درعها من التحام عظام القفص الصدري بالعمود الفقري، أما الكائنات الأخرى، فتستخدم قفصها الصدري في عملية التنفس، وقد تمكنت السلحفاة من الإستعاضة عن ذلك بحزام عضلي.
وكانت أقدم السلاحف المتحجرة المعروفة والتي تعود بالزمن إلى نحو 215 مليون سنة قد طورت درعها بالكامل، وكان من الصعب رؤية تسلسل الأحداث التطورية التي أدت إلى تشكله. إلا أن هذا الأمر قد تغير في عام 2008، مع اكتشاف نوع زواحف صينية، عمرها نحو 220 مليون سنة، تمتلك درعا جزيئيا ناحية الظهر.
وتساهم اليوم أحفورة الحيوان الزاحف "يونوتوساوراس" في سد الفجوة المتعلقة بتطور درع السلحفاة، إذ تحوي هذه الأحفورة على 9 أضلاع توسعية لا يمكن رؤيتها إلا في السلاحف، وتماما مثل السلاحف، فإنها تفتقر إلى العضلات الوربية (الواقعة بين الضلوع). وباستثناء ذلك، لا تمتلك أحفورة "يونوتوساوراس" المزيد من الخصائص المشتركة مع السلاحف والزواحف الصينية الآنفة ذكرها.
خطط مستقبلية
يخطط فريق بحثي في جامعة "ييل" الأميركية للتعرف على الجوانب المتعلقة بجهاز السلاحف التنفسي والذي يعتقد بتطوره جنبا إلى جنب مع تطور درع السلاحف، من أجل سد الفجوة في سجل تطور الاحافير الخاص بالسلاحف