تظاهر المئات من أهالي مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، في ساعة متقدمة من ليل أمس الاثنين، احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهددوا بمنع موظفي دائرة الكهرباء من الوصول إلى مقر عملهم في حال عدم توفير الطاقة، فيما اتهموا الحكومة بـ"الكذب وهدر المال العام" بمشاريع وهمية.
وانطلق نحو 700 متظاهر من حسينية الحاج عبد الزهرة شيال في منطقة المنصورية باتجاه جسر النصر، وسط مدينة الناصرية، مرددين شعارات منددة بسياسة الحكومتين المحلية والمركزية واتهموهن بالكذب ونهب المال العام والضحك على ذقون المواطنين.
وقال احد المشاركين في التظاهرة زمن الشيخلي في حديث إلى ( المدى برس)، إن "اكثر من 700 شخص من سكان منطقة المنصورية تجمعوا في حسينية الحاج عبد الزهرة شيال وانطلقوا في الساعة العاشرة من ليل الاثنين، في تظاهرة حاشدة باتجاه جسر النصر مرددين هتافات تطالب بالكهرباء وتتهم الحكومة بالفساد".
وأضاف الشيخلي أن "المتظاهرين الذي يقودهم رجل الدين عبد الزهرة شيال اعربوا عن استيائهم من غياب المسؤولين الحكوميين عن حل المشاكل التي يواجهها سكان المحافظة"، مشيرا إلى أن "الفترة الانتقالية التي أعقبت انتخابات مجلس المحافظة خلفت فراغا إداريا تسبب بتلكؤ معظم الدوائر الحكومية في أداء واجباتها".
وتابع الشيخلي أن "عددا من المتظاهرين لوحوا بقطع الطريق على منتسبي دوائر الكهرباء في المحافظة في حال لم تتحسن الطاقة الكهربائية في مناطقهم".
وردد المتظاهرون شعارات (يروح مجلس ويجي مجلس والطالب على الفانوس يدرس، وين الكهرباء يا دولة القانون).
من جانبه قال احد المشاركين في التظاهرة ويدعا فاضل المنصوري ( كاسب ) في حديث إلى ( المدى برس)، إن "مطلب المتظاهرين الوحيد هو توفير الكهرباء فالمنطقة طيلة النهار، لم تحصل الا على ساعة واحدة من الكهرباء"، مبينا أن "الحكومة أنفقت مليارات الدولارات على الكهرباء لكن دون أن نلمس أي تغير طيلة السنوات العشر الماضية بل الأمر اخذ يزداد سوءاً".
واوضح المنصوري أن "الكهرباء أصبحت لعبة سياسية لابتزاز المزيد من الأموال العامة تحت ذريعة تحسين واقع الكهرباء والإعلان عن مشاريع وهمية لا اثر لها على ارض الواقع".
وكان العشرات من الشباب الناشطين في محافظة ذي قار،(يبعد مركزها الناصرية، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، أعلنوا، مساء السبت الماضي، ( 1 حزيران 2013 ) عن تنظيم اعتصام مفتوح ، في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، للمطالبة بتوفير الكهرباء وتحسين الخدمات وإطلاق سراح أحد زملائهم الذي اعتقل على إثر تقديم طلب بالموافقة على الاعتصام.
وشهدت محافظة ذي قار على مدى السنوات الماضية تظاهرات عديدة احتجاجاً على تردي واقعها الكهربائي، لاسيما خلال الصيف، مما أدى إلى إعلان حظر للتجوال وتدخل قوات الجيش ومكافحة الشغب لتفريقها بالقوة كونها، بحسب الشرطة، "غير مرخصة"، وهو ما أدى إلى حصول صدامات مع المتظاهرين ووقوع قتيل واحد وحوالي 10 إصابات، من جانب المتظاهرين بحسب شهود عيان، وست إصابات بجانب الشرطة، في حين تم اعتقال العشرات بتهمة "إثارة الشغب"، جرى إطلاق سراحهم باليوم التالي بكفالة.
وكانت مدينة الناصرية شهدت في،(الـ14 من أيار 2013)، طواف المواطن عبد الزهرة شيال، (أكثر من 70 سنة)، الذي يعرف بأنه واحد من قادة حركات التظاهر السلمية في السنوات السابقة "المحتجة على سوء الخدمات في المحافظة"، شوارع الناصرية حاملاً مكبرة صوت مردداً شعارات "تندد بالفساد وفشل الحكومتين المركزية والمحلية في حل مشكلة الكهرباء للسنة العاشرة على التوالي".
وكشف مجلس محافظة ذي قار، في (الـ13 من أيار 2013)، عن "فشل" كل جهوده في حل أزمة الكهرباء في المحافظة، بعد "إخفاق" دوائر وزارة الكهرباء في انجاز مشاريع تحل الأزمة.
يذكر أن العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ العام (1990)، فيما ازدادت ساعات القطع بعد العام (2003)، في بغداد والمحافظات ووصلت إلى حوالي عشرين ساعة في اليوم الواحد، لم تتمكن الحكومة ووزارة الكهرباء، من إيجاد معالجات جذرية للمشكلة برغم المبالغ الطائلة التي أنفقت على قطاع الطاقة وعشرات المشاريع التي أعلن عنها، فضلاً عن الوعود التي أطلقها كبار المسؤولين وأكثرها "درامية" من وجهة نظر المواطنين، ذلك الذي أطلقه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، في (الثاني من نيسان 2012 المنصرم)، وتعهد فيه بإنهاء مشكلة نقص امدادات الكهرباء بحلول العام 2013 الحالي، حيث سيصل إجمال الإنتاج قبل نهايته إلى نحو 20 ألف ميغا واط، وبهذا "سيكون بمقدورنا تلبية حاجة البلاد من الطاقة بالكامل، بل ونسعى إلى تصدير الفائض إلى الأسواق المجاورة.