الاماكنالمقدّسةفي مكّة المكرّمة

تكتسب الأماكنوالمشاهد المشرّفة قدسيّتها وأهميّتها ممّا مرَّ عليها من مواقفوأحداث، ولذا خلّدَالقرآن الكريم موضع النبيّ إبراهيم (ع) وهو قائمأمام بيت الله العتيق يعبد اللهويعظِّم شعائره بأن جعلمن هذا الموضع مُصلّىً يقيم فيه الحجاج وعامّة زائري البيتالحرام الصّلاة والتي جعلهاالله ركناً من أركانالحج والعمرة .
والأماكن المقدّسة فيمكّة والمدينة هيأيضاً مواضع تخليد لمواقف الرسول )ص( وعبادتهوطاعته لله وجهاده في سبيله ومناتّبعه من المؤمنينوالمؤمنات. والمسلم إذ يزور هذه المشاهد يعيش فيها أيّامالاسلام ويتواصل منخلالها مع مسيرة الداعين إلى الله من الرسل والأنبياء والأئمّةوالصالحين وحَسُنَ اُولئكَ رفيقاً.
أجزاء المسجد الحرام
الكعبة
وهي أهم ما في المسجدالحرام، وارتفاعها 85ر4 متراً ،ويبلغ طول الجانب الذييتضمّن باب الكعبة 58ر11 متراً وطول الجانب المقابل لحجراسماعيل 22ر10 متراً.
ويُصرِّح القرآن بأنّالذي بنى الكعبـة هو النبيّ إبراهيموابنه إسماعيل (ع)، ففيالآية 127 من سورة البقرة :{ وإذْ يَرْفعُ إبْراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيْتِ وإسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنّكَ أنتَ السّميعُ العَلِيم }.
وحادثة رحلة ابراهيم(ع) إلى حيث مكان الكعبة معروفة جدّاً، إذاضطرّ إلى ترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل هناك وعاد إليهما بعد حوالي ثلاثين سنة فبنوا الكعبة، وبعد ذلك أخذت تلك الناحية مكانة وأهمية خاصّة وسكنتها العرب، وكانوا يؤدّون فيها مراسمالحج كلّ عام على أساس من التوحيد والاخلاص لله ، غير أنّهم انحرفوا بعد ذلك وأخذوا يشركون بالله الأصنام .
وقد مرّت الكعبة قبل الاسلام بأدوار كثيرة وتناوبت على سدانتها عدّة قبائل عربية كانت آخرها قريش، كما تعرّضت قبل أربعين عاماً من البعثة النبويّة إلى كيد إبرهة الحبشيّ الذي أراد هدمها كما هو معروف في التاريخ، لكن الله تعالى ردّ كيده إلى نحره. وقبل خمس سنوات من البعثة هدم السّيل الكعبة؛ فأعادت قريش بناءها واختلفت حول مَنْ مِنَ القبائل يُعيدالحجر الأسود إلى مكانه، فكان للنبيّ محمّد (ص) الفضل فيحلِّ هذا الخلاف، إذ وضعالحجر في رداء أمسكت أطرافه
مختلف القبائل ورفعته ثمّ أخذ النبيّالحجر ووضعه في محلِّه. كما كانت ولادة الامام عليّ بن أبيطالب (ع) في الكعبة من الأحداث الهامّة التي شهدها هذا البيت الشريف قبل الاسلام.
أمّا بعد الاسلام فلم تكن الكعبة قبلة المسلمين حتى السنة الثانية من الهجرة حينما تحوّلت القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ( الكعبة )، وعندما عاد المسلمون بزعامة النبيّ(ص) منتصرين إلى مكّة طُهِّرت الكعبة من الأصنام وبقيت خالصة لدين التوحيد.
المسجد الحرام
المُراد بالمسجدالحرام هو الأرض المحيطة بالكعبة والتي أخذت تتّسع شيئاً فشيئاًعبر التاريخ، وكانت آخر التعديلات التي دخلت على المسجد الحرام قد تمّت عام 1409 هجريّة لتبلغ بذلك مساحته حوالي 861ر236 متراً مربّعاً .
الحَجَرالاسود
وهو من أقدس ما في المسجد الحرام، وفي الروايات أنّ الحجر
الأسود من أحجار الجنّة نزل إلى الأرض مع آدم(ع) . ويوجد الآن إلى جانب الكعبة على ارتفاع متر ونصف المتر عن الأرض.
مقام إبراهيم
من المواضع المقدّسة في المسجد الحرام، وهو عبارة عن حجر بارتفاع 50 سم، وقد ذكر الله مقام إبراهيم بقوله : { واتَّخِذُوا مِن مقامِ إبْراهيمَ مُصلّىً }.(البقرة / 125 )
حِجْر إسماعيل
وهو الجدار نصف الدائري الموجود مقابل الجانب الشمالي من الكعبة، ويبلغ ارتفاعه عن الأرض30ر1 متر، ويعود تاريخه إلى زمن بناء الكعبة. ويروي التاريخ أنّ اسماعيل كان يعيش في هذا المكان مع اُمّه هاجر وأنّه دُفِنَ هناك .
زمزم
وهو البئر المعروف في المسجد الحرام ويقع شرقيّ المسجد، ويعود تاريخه كما هومعروف إلى زمن إبراهيم وإسماعيل وهاجر.
المسعى
يقع بجانب المسجدالحرام، وهو المسافة التي ينبغي على الحجاج أن يسعوا فيها بينجبلي الصفا والمروة. قال تعالى : { إنّ الصَّفاوالْمَرْوَةَ مِن شعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ أوِ اعْتَمَرَ فَلاَجُناحَ عَليهِ أَن يطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراًفإنَّ اللهَ شاكِرٌعَلِيمٌ }. (البقرة / 158)
المشاعر المقدّسةومساجدها
عرفات
عرفات اسم منطقة واسعة في شرق مكّة نحو الجنوب قليلاً و وسط الطريق بين الطائف ومكّة، تبلغ مساحتها ما يقارب 18 كيلو متراً مربّعاً وتُحاط بجبال على شكل نصف دائرة، وتبعد عن مكة حوالي 22 كيلو متراً . يقف الحجاج بها في يوم عرفة من زوال الشمس حتى الغروب،ويعتبر وقوفهم بها من أركان حجّ التمتّع. تقع عرفات خارج حدود الحرم المكِّي وتشخص حدودها بالعلامات والألواح.
وفي الشمال الشرقي من عرفات يقع (جبل الرحمة) وهو جبل مستقلّ عن الجبال المحيطة بعرفات، ويُروى أنّ رسول الله (ص) ألقى خطبة حجّة الوداع على ذلك الجبل .
مسجد الـنَّمِرة
ثمّة على الجهة الغربية من عرفات مسجد كبير باسم مسجد الـنَّمِرة، يحتمل أن يكون قد بُني في القرن الثاني للهجرة، ومن الممكن أن يكون من بناءالقرن الأوّل الهجري. وقد اُعيد بناءالمسجد بعد ذلك.
المشعر الحرام
في الطريق بين عرفات ومكّة واد يسمّى وادي المأزمين يقع بين جبلين، وباجتياز هذا الوادي نصل إلى المزدلفة، وفيها المشعر الحرام، ويمكن تشخيص هذه المنطقة بالعلامات اللاّزمةالمنصوبة حولها، ويعتبر الوقوف بها من أركان حجّ التمتّع. يقول الباري تعالى : { فإذا أَفَضْتُم مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَا م ِوَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإنْ كُنْتُم مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضّالِّينَ}. (البقرة / 198)
مسجد المزدلفة
على بعد 6 كيلو مترات من مسجد النمرة و 5 كيلو مترات من مسجد الخَيْف يقع مسجد المزدلفة.وقد تمّت إعادة بنائه عام 1399 هـ حيث بلغت مساحته حوالي ستة آلاف كيلو متر مربّع .
منى
تبدأ منى بعد انتهاء وادي المحسَّر، ومنى هو المكان الذي يقف فيهالحجاج يوم العاشر حتى الثاني عشر وربّما حتى الثالث عشر من ذيالحجة. وتفصل بين منى وشمال مكّة مسافة 6 كيلو مترات، وأقرب مواضع منى إلى مكّة جمرة العقبة، وتبعد عن مكّة 3كيلو مترات، التي بايع فيها أهل يثرب النبيّ (ص) لأوّل مرّة، وسمِّيت بيعتهم بالعقبة. وأبعد منطقة فيها عن مكّة وادي المحسَّر الواقع بين المزدلفة ومنى.
وفي منى عدّة مساجد، نأتي فيما يلي على ذكرها:
مسجد الخَيْف
وهو من أهم وأقدم المساجد في الاسلام، وقد بُني في المكان الذي عقد فيه المشركون في العام الخامس للهجرة معاهدتهم مع بعض القبائل العربية للهجوم على المدينة، وكان بناؤه تحدِّياً للمشركين وإبطالاً خالداً لمؤامراتهم. وقد اُعيد بناؤه وترميمه عدّة مرّات كان آخـرها في عام1362 هـ حيث أخذ شكله الذي ما يزال عليه لحدِّ الآن .
مسجدالبيعة
وهو المسجد الذي بُنيَ في محلّ بيعة العقبة التي مرَّ ذكرها واكتسب منها تسميته.

مسجد النحر (الكبش)
يقع بين الجمرة الاُولى والجمرة الوسطى، وتسميته صادرة عن حادثة الذبح الابراهيمي المعروفة. ويُقال أنّ رسول الله (ص) صلّى صلاة الظهر وقدّم قربانه هناك.

مسجد الصفائح
يقع جنوب مسجد الخَيْف وعلى سفح جبل الصفائح، و يوجد فيه غار باسم (غار المرسلات). يُقال أنّ سورة المرسلات نزلت في هذا المكان .
المساجد في مكّة

مسجد الراية
في السنة الثامنة للهجرة نقض المشركون عهدهم في صلح الحديبية، فسار النبيّ (ص) إلىفتح مكّة، واستطاع جيش المسلمين أن يستولي على مكّة بسهولة، وفي أثناء الفتح كانت راية المسلمين قد وُضِعت في مكان تحوّل لاحقاً إلى مسجد وسمِّي بمسجد الراية، إذ كان الرسول (ص) قد صلّى فيه.

مسجد الجن
وقد تأسّس في المكان الذي نزلت فيه آيات سورة الجن، وفي الروايات التاريخية أنّ رسول الله (ص) حدّد مكان المسجد لعبد الله بن مسعود. يقع المسجد شمال المسجدالحرام بعد جسرالحجون بقليل.

مسجدالاجابة
إذ يُروى أنّ الرسول(ص) صلّى في المكان الذي بُني فيه هذا المسجد، والذي يقع على الجانب الايسر من الطريق المؤدِّي إلى مِنى، وقد هُدِمَ بناؤه القديم عام 1394هـ ليُشاد مكانه البناء الحالي .
مسجدحمزة
وهو المسجد المنسوب إلى حمزة بن عبد المطّلب (رض) والواقع في منطقة مسفلة بالقرب من تقاطع شارعي إبراهيم وحمزة .
المساجد في ضواحي مكّة
مسجد التنعيم
التنعيم اسم شجرة كانت معروفة في البادية بين مكّة والمدينة، ومسجد التنعيم هو المسجد الموجود في تلك المنطقة التي تبعد حوالي فرسخين عن مكّة، وهو من الأماكن التي ذكرت كونها ميقاتاً للعمرة المفردة.
مسجد جعرانة
منطقة جعرانة واحدة من مواقيت العمرة المفردة ، توقّف فيها رسول الله (ص) حوالي 15 يوماً بعدعودته من معركة حُنين، ووزّع هناك غنائم حربه مع قبيلة هوازن على الناس، وفي جعرانة مسجد يُسمّى بمسجد الرسول (ص).
الاماكن الدينية والتاريخية في مكّة المكرّمة

مولد النبيّ )ص(
وهو البيت الذي وُلِدَفيه رسول الله (ص) والواقع في سوق اللّيل، وقد هُدِمَ البيت وشُيِّدت مكانه مكتبة باسم (مكتبة مكّةالمكرّمة).

بيت خديجة الكبرى (ع)
وهو البيت المنسوب للسيِّدة خديجة، أي أنّه مكان الحياة المشتركة لرسول الله (ص) وخديجة. ويُلاحظ فيه مصلّى الرسول (ص) ومولد فاطمة الزهراء (ع)، وقدهُدِمَ أيضاً وبُنيت محلّه مدرسة لحفظ القرآن.

جبل وغار حراء
ويعرف أيضاً بجبل النور وجبل القرآن وجبل الاسلام، ويقع شمال شرقيّ مكّة على الجانب الأيمن من الطريق المؤدِّي إلى عرفات، حيث يبعد عن هذا الطريق حوالي 5ر1 كيلو متر.وقد كان غار حراء مكان عبادة الرسول قبل بعثته، وفيه نزل الوحي لأوّل مرّة على قلبه الطاهر .

جبل وغار ثور
جبل ثور أكبر من جبل حراء، ويقع جنوب شرقي المسجد الحرام، ويتكوّن من ثلاثة جبال يقع غار ثور في ثالثها، وغار ثور هو الذي اختفى فيه النبيّ(ص) وأبو بكر عند خروجهما من مكّة قاصدين المدينة، وكان فرسان قريش يلاحقون رسول الله (ص) ليقتلوه، إلاّ أنّ معجزة خيوط العنكبوت وعشّ الحمامة المشهورة تاريخيّاً دفعت كيد المشركين وصرفتهم عن دخول الغار.

شِعب أبي طالب
الشِّعب هو المنطقة المحصورة بين جبلين، وفي مكّة شِعاب كثيرة منها شِعب أبي طالب المعروف الآن بشِعب عليّ (ع) والواقع بين جبلي أبي قبيس وخندمة، وتقوم الأهميّة الدينية والتاريخية لهذا الشعب في أنّ قريشاً تحالفت ضدّ بني هاشم فقطعت معهم علاقاتها الاقتصادية والاجتماعية ممّا اضطرّ بني هاشم إلى الاعتصام في هذا الشِّعب والبقاء فيه مدّة ثلاث سنوات ضربوا خلالها أروع أمثلة الصمود والاصرار على العقيدة .

مقبرة أبيطالب(ص)
تُعتبر مقبرة أبي طالب(ص) إحدى مزارات المسلمين في مكّة، وتُعرف أيضاً بمقبرة المُعلّى أو مقبرة بني هاشم وفيها مدفن الكثيرين من بني هاشم وبعض أصحاب وأنصار الرسول(ص) منهم عبد المطّلب جدّ الرسول وخديجة الكبرى زوجته وأبي طالب عمّه