وما لعيني لا تبكي وقد نظرت ... باب الحوائج موسى فخر عدنان
لهفي عليه سجينا طول مدته ... مازال ينقل من سجن الى ثاني
لهفي عليه بعيدا عن عشيرته ... لا بل بعيد اللقا عن أي انسان
حتى اذا جرعوه السم في رطب ... فحال من وقعه المردي بألوان
ناء عن الاهل لم يحضره من احد ... فداه أهلوه من شيب وشبان
لهفي له وهو في قعر السجون لقى ... وليس يدنوه من اهل وجيران
نعش ابن جعفر حمالون تحمله ... فأين عنه سرايا آل عدنان
مثل ابن من دانت الدنيا له شرفا ... لم يحتفل فيه من قاص ومن دان
لمن على الجسر نعش لا تشيعه .. من الورى غير حراس وسجان
لمن على الجسر نعش لا يطوف به ... ذووه من رحمه الادنى أولو الشأن
لمن على الجسر نعش يستهان به ... كميت غير ذي شأن وعنوان
لمن على الجسر نعش لا يجهزه ... أهل المودة من صحب وأعوان
لمن على الجسر نعش ما امد له ... ضريح قبر ولم يدرج بأكفان
إن أنس لا أنس اذ مر الطبيب به ... ومس باطن كفيه بإمعان
ومر يعبر لا يلوي الى احد ... غرته دهشة واه اللب حيران
يقول ما للفتى مصر ولا فئة ... أما له ثائر في بأس غيران
إن الفتى مات مسموما فأين هم ... فليثأروا فيه وليقضوا على الجاني
ألفوه في الجسر مطروحا تقلبه ... أيدي الأجانب في سر وإعلان
القيد في رجله والغل في يده ... وللعبادة شأن أعظم الشأن
بكيت لعافي مربع عز باكيه ... ولم أبكه لكن بكيت لأهليه
تعفى وحاشا ربع أنسي إنه ... يعفى وأيدي النائبات تعفيه
وإن زمانا قد يسرك يومه ... ففي غده من مطلع السوء ما فيه
ولكنني في حب موسى بن جعفر ... تخلصت من اسوائه ومساويه
وكل مهم في الحوائج إن يكن ... يرد الى باب الحوائج يقضيه
وموسى كموسى في المفاخر توأم ... ولكن هذا أول وهو ثانيه
وهارون هذا في مساوي خصاله ... كفرعون موسى في خصال مساويه
لقد أسست تيم وال أمية ... أساسا بنو العباس شادت مبانيه
أمثل الامام الطهر موسى بن جعفر .. يشرد عن أوطانه وأهاليه
يطاف به رحب البلاد مشردا ... بلا ملجإ الا المحابس تؤيه
غريبا بلا فاد ولو ينفع الفدا ... لراحت نفوس العالمين تفاديه
فسل محبس السندي أي حشاشة ... أذيبت وذاك السم ما عذر ساقيه
وسل جسر بغداد عن النعش من سعى ... اليه وما نادى عليه مناديه
أيحمل حمالون نعش ابن جعفر ... وينعاه جهرا بالمذلة ناعيه
قصدتك ياموسى بن جعفر راجيا ... بقصدك تمحيص الذنوب الكبائر
ذخرتك لي يوم القيامة شافعا ... وانت لعمر الله خير الذخائر
إذا ما دهاك الدهر يوما بمعضل ... وانزلت في واد من الهول مخطر
وحاطت بك الاهوال من كل جانب .. عليك بباب الله موسى بن جعفر .
لموسى والجواد أتيت أسعى ... لأشكو ما بقلبي من لواعج
فذا باب المراد لمن أتاه ... وهذا للورى باب الحوائج.
السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طهرا طاهرا ويوم ظلمت وسجنت ونقلت من سجن الى اخر ظلما وجورا ويوم استشهدت مسموما مظلوما ...
عظم الله أجوركم