سينمائيون شباب بالديوانية يتصدون للإرهاب فلسفياُ من خلال "ثري دريم"
2013/06/02 22:01
المدى برس/ الديوانية
نجح فريق سينمائي شاب في استقطاب ممثلين مخضرمين للعمل معهم في فيلم يتصدى لظاهرة "الإرهاب" في العراق وما يقوم به من غسل لأدمغة الشباب لإشاعة "الفوضى وعدم الاستقرار" بالبلاد، وشجعتهم على خوض "المغامرة" إيماناً منهم بضرورة دعم الجيل الجديد والأخذ بيده ليتمكن من التصدي للواقع من خلال أعمالهم "الجريئة".
ويقول الممثل حسن الفؤادي، ابن الستين سنة، في حديث إلى (المدى برس) لقد "فضلت أن أدعم بتجربتي السينمائية مجموعة من الشباب الطموح، بعد أن أعجبتني فكرة فيلمهم الذي يحمل عنوان ثري دريم وما ينطوي عليه من معالجة درامية"، ويشير إلى أن "الفيلم تصدى لما يعانيه العراقيون من عنف جسدي وإرهاب فكري يمارسه المتطرفون الخارجون على القانون الإنساني قبل الوضعي".
ويضيف الفؤادي، أن "فيلم ثري دريم يبعث رسالة إلى الشباب يحثهم من خلالها على قتال الشر في داخلهم قبل منازلته في الميدان"، ويبيّن أن "دوري في الفيلم يمثل الشر، وهو المهزوم الضعيف، الذي يحاول فيه المجرم أن يظهر قوته وشره ومقدرته على القتل، بخلاف ما في باطنه من خوف وضعف وهزيمة".
ويؤكد الممثل المخضرم، على ضرورة "الثبات في مواجهة الإرهاب مهما كانت صوره، كي يسود الاطمئنان والأمان والسعادة في بلد نزف الكثير وما يزال جراحه مفتوحة"، يتابع أن "الشباب هم الضحايا الذين يدفعون ثمن مرارة الأوضاع التي ابتلي بها العراق، ولا بد من دعمهم ليتمكنوا من التصدي للواقع السلبي من خلال أعمالهم السينمائية التي تضع المعالجات الحقيقية لما يواجه أقرانهم من معاناة يومية".
بدورها، تقول الفنانة وفاء حسين، في حديث إلى (المدى برس)، إن "تجاربي مع الشباب مستمرة، ودوري في فيلم ثري دريم يجسد معاناة الأم العراقية التي ناضلت واحتملت الكثير من القهر والحرمان في ظل النظم القمعية، وجور الإرهاب الذي قتل الحنان والطفولة وخلف ملايين الضحايا من الأرامل والايتام".
وتذكر حسين، أن "قصة الفيلم واقعية بعض الشيء كونها تلمست قتل الإرهاب واستهدافه للشيوخ والأطفال والنساء والأبرياء على حد سواء"، وتواصل "أجسد دور ضحية تقتل في بيتها على يد أحد الإرهابين من دون ذنب أو سبب منطقي".
من جهته يقول مخرج فيلم ثري دريم، حسين الشباني، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفيلم هو تجربتي الشخصية الرابعة ويناقش وضع الإرهاب في العراق بطريقة فلسفية، تتناول كيفية غسل أدمغة الشباب بتحريضهم على القتل، ودفعهم واستغلالهم بأبسط الاساليب من اجل زرع الفوضى وعدم الاستقرار في البلد".
ويؤكد الشباني، أن "الفيلم سيترجم إلى اللغة الانكليزية، ليشارك في مهرجان الأفلام السينمائية القصيرة المزمع إقامته في العاصمة الإيرانية طهران".
على صعيد متصل يوضح مساعد مخرج الفيلم، قصي المنصوري، في حديث إلى (المدى برس)، أن "عدة مشاكل واجهت أسرة الفيلم لاسيما عند تصوير المشاهد الخارجية ومنها اعتراض الأجهزة الأمنية، على الرغم من النداءات المتكررة التي وجهناها إلى المسؤولين في الحكومة وقادة الأجهزة الأمنية"، ويتابع أن "إحدى المفارز الأمنية قامت بمصادرة إحدى كاميرات التصوير الخارجي، لكننا استرجعناها بعدد عدة اتصالات مع المسؤولين في الحكومة".
وكان عدد من المخرجين والممثلين السينمائيين في مدينة الديوانية (يبعد مركزها 180 كم جنوب العاصمة بغداد)، قد طالبو في (الـ30 من نيسان 2013)، الحكومة العراقية الاهتمام بالفن السينمائي، ودعم أفكار الشباب والاستفادة من طاقاتهم، وفي حين أكدوا أنهم أنتجوا أفلامهم بإمكانيات مادية متواضعة تمكنت من الاستحواذ على اهتمام المتابعين، مؤكدين على أن الافلام السينمائية هذا العام أفضل مما كانت عليه في السابق لكنها بحاجة إلى منتجين لتنفيذ مشاريعهم.