02. June. 2013
المحتجون يعودون للتظاهر في إسطنبول وأنقره



BBC
عاد مئات المحتجين الأتراك للتظاهر في شوارع مدينتي اسطنبول وأنقره بعد يومين من الاحتجاجات العنيفة التي أدت إلى اعتقال نحو ألف شخص.
فقد لوح المحتجون الذين التزموا الهدوء بشكل عام بالاعلام في ميدان تقسيم باسطنبول، ولكن ثمة تقارير تحدثت عن قيام الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في ساحة كيزيلاي بالعاصمة أنقره.
وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إن المحتجين إنما يحاولون تقويض الديمقراطية في البلاد.
وقال أردوغان "إنهم يخربون الشوارع ويحطمون نوافذ المحلات التجارية. هل هذه هي الديمقراطية؟"
ورفض رئيس الحكومة الاتهامات الموجهة له بأنه "ديكتاتور" مؤكدا أنه شخص "كرس نفسه لخدمة الأمة."
واشتعل العنف اثر استخدام الشرطة القوة في محاولة لفض احتجاجات على مشروع لإزالة متنزه عام باسطنبول.


أصيب في الاحتجاجات 53 مدنيا

ويقول مسؤولون إن 26 شرطيا و53 مدنيا أصيبوا، وإن اصابة أحدهم خطيرة.
وتمثل الاحتجاجات أكبر حركة مناوءة شهدتها الحكومة منذ عدة سنوات.
ويقول مراسل بي بي سي ف اسطنبول جيمس رينولدز إن العديد من الأتراك قد ضاقوا ذرعا بالحكومة التي يعتقدون انها تسعى لتقييد حرياتهم الشخصية.

من جيمس رينولدز، مراسل بي بي سي في اسطنبول



في صباح الأحد الباكر، تجمع عشرات المحتجين والمتفرجين في ميدان تقسيم باسطنبول للإطلاع على ما تمكن المتظاهرون من كسبه في المعارك التي خاضوها بالأمس مع الشرطة.
كان الطقس ممطرا، وتحلقت مجموعة من الرجال حول نار أضرومها طلبا للدفء، بينما استعرض آخرون السيارات والشاحنات التي دمرت وأحرقت ليلة أمس.
"لا ننتمي إلى أي حزب بعينه"، قال لي أحد المحتجين كان يغطي وجهه، "هذه حركة مقاومة مدنية. نحن سعداء، فقد نجحنا في احتلال الميدان."
ولكن هذا النصر كان باهظ الثمن، فقد أغضبت أعمال التخريب التي مارسها بعض المتظاهرين غضب المحتجين السلميين.
وقال لي أحد الشباب "بعد الليلة الماضية نشعر الآن بالضياع. فبينا انتصر العامة في الاحتجاج، أثرت احداث الليلة الماضية سلبا على سمعتنا."
ودعت الحكومة التركية المحتجين التحلي بروح المسؤولية، إلا ان السجال بين المعسكرين لم يحسم بعد.
وقال معمر غولر وزير الداخلية إنه تم الافراج عن بعض الذين القي القبض عليهم وإن البعض الآخر ستجري محاكمته.
لكن الاحتجاجات اتسعت لتتحول الى تحد اوسع لاردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وكان موقع الاحتجاجات هادئا صباح الجمعة.
وعرض ردغوان التحدث الى المحتجين، ولكن مراسلنا يقول إنه لا يبدو أن هناك زعميا واضحا لهم.
وفي الساعات الاولى من صباح الاحد كانت هناك اشتباكات محدودة في شوارع اسطنبول.
ولكن شهود عيان قالوا إن الاجواء كانت هادئة فجرا، والمتظاهرون يتجولون وسط السيارات المحروقة او يجتمعون حول النار التي اشعلت للتدفئة.
ويقول مراسلنا إن الامطار المستمرة حدت من الاحتجاجات، وذهب الكثيرون الى منازلهم للراحة.
ولكنه اضاف أن الاشتباكات والاحتجاجات تشتد مساء وأنها قد تستأنف لاحقا.
واحتشد الآلاف في ميدان تفقسيم يوم السبت بينما انسحبت الشرطة.
وكانت بداية الاحتجاجات نزاع محلي حول مساعي الحكومة هدم حديقة غازي بالقرب من ميدان تقسيم وبناء مجمع تسوق على أراضيها.
ولكن محاولات الشرطة لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز ادت إلى رد فعل غاضب سرعان ما انتشر إلى مختلف أرجاء البلاد.
ويقول غولر إن نحو 90 مظاهرة جرت في 48 مدينة.
وقال إن احد المدنيين المصابين يعالج في وحدة العناية المركزة في اسطنبول، ولكنه لم يعط تفاصيل عن كيفية اصابته.
وأظهر تسجيل بالفيديو من أنقرة ما يبدو أنه سيارة للشرطة تدهس مواطنا.
وتفيد منظمة العفو الدولية بأن شخصين قتلا واصيب اكثر من ألف، على الرغم من عدم تأكد هذه الأرقام.
وقال جون دالوهزن مدير المنظمة في أوروبا إن "رد الفعل العنيف على الاحتجاجات السلمية في تقسيم امر مشين تماما".
وظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواصلة الاحتجاجات.
وعاد على اثر ذلك خرج المئات يلوحون بالاعلام ويرددون شعارات تطالب الحكومة بالاستقالة.
واعربت واشنطن عن قلقها إزاء تعامل تركيا مع الاحتجاجات.
ووصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى السلطة عام 2002 ومن المتوقع ان يترشح للرئاسة عام 2014.
ويشكو البعض في تركيا من أن حكومته اصبحت ذات نزعة استبدادية متزايدة.

أنصار اليمين واليسار تحالفوا ضده ووصفوه بالدكتاتور
تظاهرات تركيا ترجمة لغضب شعبي على انحراف استبدادي لأردوغان

الاترك انتفضوا ضد أردوغان في ليلة وضحاها

أ. ف. ب.

وجد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نفسه في حصار لم يعهده من قبل، عندما تظاهر اليسار واليمين القومي معًا ضد قرارات حكومته، وأطلقوا عليه لقب "دكتاتور" ودعوه للاستقالة.

ترجم الاحتجاج الشعبي الذي انطلق من مجموعة صغيرة من ناشطي الجمعيات واشتعل في اسطنبول ومدن أخرى في تركيا، غضب الاتراك على حكومة تحتكر كل السلطات منذ عشر سنوات.
ومن اليسار التركي الى اليمين القومي احتشد الطيف السياسي التركي كله السبت لاجتياح ساحة تقسيم، والاحتفال على وقع صرخات "ايها الدكتاتور استقل" بهزيمة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان امام غضب الشارع.
وعبّر الجميع عن الغضب المتراكم على سياسة الحكومة المنبثقة من التيار الاسلامي المحافظ الذي أجّجه العنف والقمع البوليسي.
وقال التير توران المحلل السياسي من جامعة بيلجي الخاصة في اسطنبول: "هذه التظاهرات ليست من صنع حفنة من الناشطين أو منظمة بل هي تعبير عن حالة قلق عامة بين الناس من كافة التوجهات السياسية".
من جهته، قال سنان اولجان من مؤسسة كارنجي الاوروبية "إنه تحرك شعبي غير مسبوق ومفاجىء (..) ناجم عن القلق وخيبة الامل للاوساط العلمانية في المجتمع التي لم يعد بامكانها التأثير على الحياة العامة منذ عشر سنوات".
وكان حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، وصل الى السلطة في 2002 على خلفية ازمة مالية في تركيا وعدم استقرار سياسي غذاه تدخل الجيش في الحياة العامة.
وفي غضون عشر سنوات تمكن من مضاعفة دخل الفرد ثلاث مرات بفضل نمو اقتصادي فاق الـ 8 في المئة في 2010 و2011 كما عمم ارتياد المدارس والخدمات الصحية وكبح جماح المؤسسة العسكرية. لكنه ادخل ايضا الدين الى الفضاء العام وسط عدم رضى انصار الجمهورية العلمانية.
وسمح بارتداء الحجاب في بعض الجامعات. وحكم على عازف البيانو المبدع فضيل ساي بتهمة التجديف، وذلك بعد أن نشر سلسلة تغريدات تسخر من الدين الاسلامي. والاسبوع الماضي صوتت الحكومة على قانون يحظر بيع الكحول قرب المساجد والمدارس. والقائمة طويلة وتشمل ايضًا محاولات الحد من الحق في الاجهاض وتحريم الزنى.
وعبّر عدد كبير من المتظاهرين في اسطنبول وانقره ومدن تركية أخرى عن ضيقهم من سلطة يقولون إنها تريد أن "تفرض طريقتها في العيش" عليهم.
من جانبها، نددت قوى اليسار واقصى اليسار بالقمع الذي تمارسه السلطات تحت غطاء مكافحة الارهاب. وهناك آلاف الاشخاص بينهم محامون وطلبة وصحافيون موقوفون في انتظار محاكمتهم بسبب دعمهم لقضية الاكراد الاتراك.
وكلهم يشيرون بأصبع الاتهام الى انحراف استبدادي لسلطة قوية بنجاحها الانتخابي. وازاء معارضة تجاوزتها الاحداث فاز حزب اردوغان بفارق كبير بالانتخابات التشريعية في 2007 و2011 بنسبة 47 في المئة و50 في المئة من الاصوات.
ولأنه مجبر بموجب قوانين حزب العدالة والتنمية على التخلي عن رئاسة الحكومة في 2015 فإن اردوغان لم يعد يخفي نيته الترشح العام المقبل لمنصب رئيس الجمهورية الذي سينتخب للمرة الاولى في اقتراع عام.
وبدأ خصومه في التندر بـ"السلطان الجديد" ومشاريعه الفرعونية التي اطلقها خلال الاشهر الاخيرة في اسطنبول مثل الجسر الثالث على البوسفور ومطار المدينة المستقبلي العملاق.
ولاحظ التير توران أن "اردوغان لا يقبل أي حد من سلطة زعيم الاغلبية (..) وهو يعتبر أن كل ما يقوم به هو ثمرة الارادة الديموقراطية".
بيد أن البعض يريد أن يعتقد أن احداث الايام الثلاثة الاخيرة غيّرت المعطيات. وكتب مراد يكين الاحد في افتتاحية صحيفة حرييت ديلي نيوز الليبرالية الصادرة بالانكليزية "أن موجة احتجاجات تقسيم قلصت للمرة الاولى من هالة رئيس الوزراء القوي".
وفي خطاب ألقاه الاحد لم يبدُ على اردوغان أنه تأثر بالاحداث. وقال ساخرًا "اذا نعتوا شخصًا يخدم الشعب بأنه دكتاتور، ماذا تريدونني أن افعل ازاء ذلك؟".
والأحد استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من الف متظاهر في انقرة، في اليوم الثالث من حركة الاحتجاج على الحكومة التركية، وفق ما نقلت قناة ان تي في التلفزيونية.
وقالت القناة إن قوات الامن تدخلت فيما كان المتظاهرون متوجهين الى مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.


متطاهرون مناوئون لحكومة رجب طيب أردوغان يعتلون حافلة في ميدان تقسيم. الشعار يقول "ذكريات غازي"، نسبة الى متنزه غازي. (رويترز)


متظاهر مع سيارة شرطة دمرها المحتجون في ميدان تقسيم. (أ.ب.)


استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على المتظاهرين. القت الشرطة القبض على 939 من المحتجين في 90 مظاهرة مختلفة في شتى أرجاء تركيا. (رويترز)


شبان متظاهرون يهتفون "طيب ارحل". انسحبت الشرطة من ميدان تقسيم الذي امتلأ بالمتظاهرين. (أ.ب.)


متظاهر في ميدان تقسيم وقد طرحته أرضا المياه التي أطلقتها الشرطة. (رويترز)

مواضيع ذات صلة
بالصور: مواجهات بين متظاهرين والشرطة في إسطنبول