أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّه بعدَ فوز فريق رياضيٍّ في مباراة ضد فريق غريب أو فريق من المنافسين, تزداد مستوياتُ التستوستيرون عند الرجال؛ لكن عندما يكون هذا الفوزُ ضدَّ الأصدقاء, تبقى مستوياتُ الهرمون لديهم نفسها.
قال الباحِثون إنَّ هذه الاستجابةَ في أثناء المنافسات الجماعيَّة مُتجذِّرة في التطوُّر، وتتعلَّق بتشكيل البشر لتحالفاتهم أو ائتلافاتهم في الحروب.
قال مارك فلين، أستاذ علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) لدى جامعة ميسوري: "إنَّ الشيءَ المُثير للاهتمام بالنسبة للبشر هو أنَّنا الكائنات الوحيدة التي تتنافس ضمن فرق. إنَّ استجاباتنا الهرمونيَّة في أثناء المُنافسة هي جزء من تطوُّرنا كأجناسٍ متعاونة".
اشتملت الدراسةُ على رجال في أعمارٍ مُختلفة, مارسوا لعبةَ الدومينو أو الكريكيت في جزيرة دومينيكا في البحر الكاريبي. كانت مستوياتُ هرمون التستوستيرون أعلى عند الرجال الذين نافسوا فريقاً من الغرباء وفازوا عليهم، وذلك في أثناء المباراة وبعدها؛ بينما لم تحصل هذه الزيادةُ في مستويات الهرمون عند الرجال الذين نافسوا فريقاً من الأصدقاء، بغضِّ النظر عمَّا إذا فازوا أو خسروا.
قال الباحِثون إنَّ الرجالَ الذين يُتابِعون المُنافسةَ يُمكن أن تحدثَ لديهم أيضاً زيادة مشابهة في مستويات هرمون التستوستيرون.
قال فلين: "مثلاً, عندما يلعب فريقٌ من ميسوري ضد فريق من جامعة كنساس, من المُحتمل أن تحصلَ زيادةٌ كبيرة جداً في مستويات الهرمون عند الذكور في أثناء المباراة وبعدها إذا حقَّق فريقُهم الفوز. في الوقت نفسه, نستطيع الحصولَ على تحالف من المُشجِّعين خلال حضور المباراة، ونجعلهم على ارتباط في أثناء الحدث".
"يمتلك البشرُ قدرةً خاصَّة على وضع التفاعلات بين أفراد الفريق كلِّه ضمن نطاق عمل الدماغ, سواءٌ أكانوا مُشاهدين أم لاعبين في المباريات؛ وهذا يُظهر درجةَ تعقيد علم النفس الاجتماعي لدى البشر. لنأخذ مثالاً على هذا: يستطيع لاعبُ الهوكي أو كرة السلَّة توقُّعَ كيف ستكون ردَّات فعل أفراد فريقه عندما يُمرِّر الكرةَ إلى كل واحد منهم، وبذلك يتنبَّأ بالنتائج. إنَّ هذه القدرةَ التي يمتلكها الإنسان مُدهشة إلى حدٍّ كبير".
هيلث داي نيوز, ماري إليزابيث دالاس, الثلاثاء 28 أيَّار/مايو