الأحد ,02/06/2013 هل تعرفون مستوى ضغط الدم لديكم؟
هكذا وجهت مارغريت خان المسؤولة في منظمة الصحة العالمية سؤالها إلى مجموعة من الدبلوماسيين، اجتمعت في مقر المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع من إبريل/ نيسان من كل عام . وعندما لاذ الجميع بالصمت، ردت مارغريت بحزم: “ضغطي 120 على 80” . نتيجة جيدة لسيدة في ربيعها الخامس والستين، فكر البعض .
وتعمل المختصة على رأس حملة عالمية تهدف إلى تحفيز الناس إلى قياس ضغط دمهم والعمل على ضبطه . وهو إجراء بسيط يمكِّن من الحفاظ على حياة الملايين وخفض تكاليف طبية باهظة في عدد من الدول حول العالم . ويعد ارتفاع ضغط الدم من بين العوامل الرئيسة المتسببة في الوفاة مبكراً، كما أنه يؤدي إلى الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب .
حسب منظمة الصحة العالمية، هناك 4 .9 مليون حالة وفاة ناجمة عن نوبة دماغية أو قلبية من جراء ارتفاع ضغط الدم، ما يشير على أن النوبتين معاً تحولتا إلى قاتل رئيس في العالم .
كما تصف المنظمة أن اكتشاف ارتفاع ضغط الدم خطوة أولى في سبيل الوقاية منه ومكافحته مؤكدة ضرورة قياس البالغين حول العالم ضغط الدم ليعرفوا مستوى ضغط الدم ويتمكنوا من اتخاذ خطوات في سبيل التحكم فيه .
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان في البيان “إن هدفنا اليوم هو توعية الناس بضرورة معرفة مستوى ضغط دمهم” مشددة على “أخذ ارتفاع ضغط الدم على محمل الجد ثم بعد ذلك يمكن السيطرة على زمام الأمور” .
ونصحت المنظمة باتباع أساليب مختلفة للتقليل من ارتفاع ضغط الدم مثل استهلاك كمية أقل من الملح واتباع نظام غذائي متوازن والمداومة على ممارسة النشاط البدني وتجنب استهلاك منتجات التبغ والخمر .
وتلفت المنظمة إلى أن أعلى معدلات انتشار ارتفاع ضغط الدم في إفريقيا تبلغ 46 في المئة بين الأفراد البالغين في حين توجد أقل معدلات انتشاره في الأمريكتين بنسبة 35 في المئة .
وتؤكد المنظمة أن معدلات انتشار ضغط الدم تقل في البلدان المرتفعة الدخل إلى نسبة 35 في المئة من البالغين عنها في الفئات منخفضة ومتوسطة الدخل التي تصل النسبة فيها إلى 40 في المئة من البالغين وذلك بفضل السياسات العامة المتعددة القطاعات الناجحة وإتاحة الرعاية الصحية على نحو أفضل .
وتعول المنظمة على تنفيذ قرارات جمعية الصحة العالمية لمنظمة الصحة العالمية في عام 2012 باعتماد هدف عالمي يتمثل في الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2025 .
الوقاية خير من العلاج
ولا يعد مرض ارتفاع ضغط الدم حكماً مطلقاً بالموت، وإنما هو مرض يمكن معالجته في حال تم التعرف إليه بوقت مبكر .
وفي الدول المتقدمة التي تتوافر فيها الرعاية الصحية ويقوم سكانها بزيارة الطبيب بشكل منتظم، يقيس الأطباء ضغط الدم لدى المرضى بشكل روتيني . وهذا ما يسهم في التعرف على المرض ومعالجته .
وفي المقابل، تتعذر تلك الفحوصات في الدول النامية وتبقى حكراً على من يستطيع تحمل الأعباء المادية . ولهذا السبب لا يتوجه المرضى إلى الأطباء، خاصة، وكما تشير مارغريت خان: “لا تظهر أي عوارض تشير إلى ارتفاع ضغط الدم في مراحله المبكرة، بل حتى وإن أشار مؤشر القياس إلى درجات مرتفعة لا يشعر المريض بأي شيء قد ينبهه إلى مرضه” .
ومن جانبها أوضحت الدكتورة شانتي مينديس المشرفة على قسم الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية أن “نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية تراجعت في العقود الأخيرة في الدول المتقدمة”، بينما سجُل “ارتفاع ملحوظ بها في الدول النامية إلى جانب تزايد معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم” .
وحسب الأرقام المسجلة يعاني نحو مليار شخص حول العالم من ضغط دم مرتفع، والرقم مرشح للارتفاع . وتحذر منظمة الصحة العالمية من تدهور صحي على مستوى العالم؛ محملة المسؤولية إلى القطاع الصناعي الذي يعتمد كميات كبيرة من الملح في صناعة الأطعمة الحديثة، ثم إلى الاستهلاك الهائل للسوائل الكحولية والسجائر، فضلاً عن قلة الحركة .
وأشارت مينديس إلى أن طريقة العيش غير الصحية التي أصابت القارة الإفريقية، ناجمة عن عملية تحضر القارة و”بوتيرة سريعة جداً، فالغذاء الأصيل والجهد الجسدي كانت كلها عوامل تحفظ صحة الساكنة الإفريقية” . هذا في الماضي، أما الحاضر فمختلف، “فأينما حللت في إفريقيا، فإنك ستجد طعاماً يتضمن كمية ملح كبيرة” .
وقال المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأمراض غير السارية والصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية الدكتور أوليغ تشيستنوف “إن القيادات العالمية اتفقت على أن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومكافحته يعدان خطوة مهمة لبلوغ هذه الغاية” .
وتأتي حملة منظمة الصحة العالمية لتشجيع الناس على قياس ضغط الدم استجابة للإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية الذي اعتمده رؤوساء الدول والحكومات في سبتمبر/ أيلول 2011 .
وتلتزم البلدان بموجب هذا الإعلان ببذل المزيد من الجهود لدعم حملات الوعي العام من أجل تعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطانات والداء السكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة ومكافحتها .
من جهته قال مدير ادارة التدبير العلاجي للأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية بالنيابة الدكتور شانتي منديز “إن الاكتشاف المبكر لارتفاع ضغط الدم والحد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية هو بالطبع أقل تكلفة بكثير بالنسبة إلى الأفراد والحكومات من جراحة القلب والرعاية الصحية للسكتة الدماغية والغسيل الكلوي وغيرها من التدخلات التي قد تصبح ضرورية إذا ما لم تتم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والتحكم فيه” .
وتدعم منظمة الصحة العالمية الجهود الوطنية المبذولة من أجل وضع السياسات والخطط الرفيعة المستوى للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها كما تدعم البرامج المعنية بالدعوة واستنفار المجتمع والتدخلات البيئية وتنظيم النظم الصحية وتقديم الخدمات والتشريعات واللوائح .
وتقدم المنظمة الإرشادات للدول الأعضاء في ما يتعلق بتنفيذ الحلول الميسورة التكلفة والفاعلة من أجل الحد من العبء الصحي والمالي المرتبطين بارتفاع ضغط الدم مثل إعداد الأدوات الخاصة بنهج التدبير العلاجي لجميع مخاطر الأمراض القلبية الوعائية في أماكن الرعاية الصحية الأولية .
ويأتي الاحتفال بيوم الصحة العالمي في السابع من إبريل/ نيسان من كل عام إحياء لذكرى إنشاء منظمة الصحة العالمية في عام 1948 حيث يتم في كل عام اختيار موضوع لتسليط الضوء على مجال من المجالات الصحية ذات الأولوية التي تثير القلق على الصعيد العالمي .
قس ضغط دمك
تناوُلُ طعام غير مالح وغني بالخضراوات والألياف والفواكه والحركة الجسدية، أمور بسيطة لها مفعول سحري، فهي تساعدنا على التحكم في ضغط الدم وضبطه . وإذا كان ذلك غير كافٍ، فبالإمكان حسب مينديس تناول أدوية لا تكلف في الدول الفقيرة للشخص الواحد سوى دولار أمريكي واحد سنوياً . وقد يرتفع المبلغ في “الدول الأكثر نمواً من دولارين إلى ثلاثة” . وتبدو تلك التكاليف زهيدة، مقارنة بمصاريف الإجراءات الطبية المتخذة عند تدهور الحالة دون معالجة مبكرة كعملية زرع صمام القلب على سبيل المثال . ولهذا تطالب مارغريت خان ضيوفها الدبلوماسيين بالعمل على حث حكوماتهم على تبني نظام الفحص المجاني لضغط الدم وتوعية المواطنين بأهمية الفحص: “لتطمئن عليك أن تتعرف إلى ضغط الدم لديك . وفي حال كنت تتناول أدوية، فاعمل بالنصائح لتحسين صحتك ونمط حياتك . الحل بيدك لكيلا تمنح الفرصة .
الخليج
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورده علي
