أحرار -
حذرت منظمات مجتمع مدني في محافظة الديوانية من تنامي الشعور بالعنف في نفسية الأطفال العراقيين نتيجة ازدياده في المجتمع، داعية إلى الاهتمام الجدي بهذه الشريحة المهمة التي يعتمد عليها المستقبل، فيما أكد باحث نفسي أن استمرار الحرب تجعل نفسيات الأطفال قابلة لممارسة الاقتتال.
وقالت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع الديوانية علية محمد في تصريح صحفي على هامش احتفالية أقامتها عدد من المنظمات المدنية في المحافظة بمناسبة يوم الطفل العالمي إن 'شعور الأطفال العراقيين بالعنف اخذ يتنامى بشكل مخيف'، مبينة أن'رسوم الأطفال من خلال مسابقة الرسم التي نظمت تراوحت بين البندقية والدبابة ورجال بلباس عسكري وغيرها من مظاهر العنف رغم أن أعمارهم تراوحت بين الخامسة والسابعة فقط'.
وحذرت محمد في تصريحها لوكالة السومرية نيوز'،من 'تنامي هذا الشعور نتيجة ازدياد العنف الذي يراه الأطفال سواء في الشارع أو عبر وسائل الأعلام المختلفة'، مشيرة إلى أن 'الأطفال العراقيين يعانون من ابسط حقوقهم كالمتنزهات وأماكن اللعب المنظمة والسفرات التي تنمي قدرتهم على التفكير والإبداع فضلا عن انعكاسات الفقر عليهم'.
وأكدت محمد أن 'منظمات المجتمع المدني رغم قلة مواردها تحاول من خلال فعاليات محدودة التخفيف من حدة الاتجاه نحو العنف لدى الأطفال'، داعية إلى 'معالجة هذا الأمر بجدية من خلال جهود دولة ومؤسساتها لتدارك الجيل الذي يعتمد عليه مستقبل العراق'.
من جهته قال الباحث النفسي في منظمة اليونسف محمد عبد سعد لذات الوكالة، إن 'الطفل يرسم ما يشعر به في واقعه ما، وهذا يدل على أن تجربة الحرب قاسية على الأطفال ومازالت تشغل أفكارهم وتخيلاتهم'، موضحا أن 'ذلك له مؤشر سلبي يجعل شخصيات الأطفال قابلة لممارسة الاقتتال وهذا ما تؤكده ألعابهم التي يمارسوها في الشارع حاليا'.
وتعد محافظة الديوانية، 180 كم جنوب بغداد، من أفقر المحافظات العراقية التي يصل نسبة الفقر فيها 35% بحسب إحصائيات رسمية، ما أدى إلى زيادة عدد الأطفال المتسربين من التعليم فضلا عن ارتفاع العاملين منهم.