TODAY - January 26, 2011
حلول هندسية للمشكلة السكانية
يثير التقرير الذي يعتبر مشكلة السكان على راس الهرم انتقادات جماعات تنمية
يواجه العالم مشكلة انفجار سكاني خطيرة مما قد يجعل مليارات البشر يصارعون الجوع والعطش ونقص الطاقة والعشوائيات.
ولكن هذه المشكلات يمكن التعامل معها من خلال حلول هندسية موجودة اذا توفر الدعم الاقتصادي والارادة السياسية. هذه هي الرسالة التي وجهتها 70 مجموعة هندسية حول العالم تمت مراجعة ومقارنة وجهات نظرها من قبل معهد الهندسة الميكانيكية بالمملكة المتحدة.
وقال تقرير المعهد ان التحدي الذي يمثله 9.5 مليار من البشر يمكن التغلب عليه فقط باعادة توجيه الموارد الموجودة.
حلول هندسية
وأكد التقرير على الحلول الهندسية للمشاكل التي تسببها الزيادة السريعة للسكان وخاصة جنوب الصحراء الافريقية.
وقال التقرير ان الحكومات لابد وان تضع في رأس سلم اولوياتها القضايا القديمة مثل بناء احواض لمياه الامطار حتى لا تستنزف المياه الجوفية او قضية فساد المنتجات الغذائية قبل وصولها للاسوق.
وأشار التقرير الى ان 50 بالمئة من المنتجات الافريقية تفسد قبل وصولها للاسواق.
ومن الحلول المطروحة ايضا اتاحة الفرصة للسكان لاختيار مصادر الطاقة ذات التلوث المنخفض بدلا من الفحم.
وقال التقرير ان المهندسين يمكن ان يخدموا قطاعا كبيرا من السكان من خلال تحسين المنتج الغذائي باشكال مختلفة مثل تحسين عمليات الري ومعالجة الغذاء وغيرها.
والعشوائيات بحاجة الى بنية اساسية للمياه والصرف الصحي والطاقة والحكومات يجب ان تشجع تخزين مياه الامطار لاستخدامها في تنظيف الملابس والاغراض الصحية دون استهلاك مياه الشرب في ذلك.
اكبر تحدي
ولدى سؤاله عما اذا كانت المشكلة السكانية قد تغلبت على التغير المناخي باعتبارها المشكلة الاولى في العالم، قال تيم فوكس من معهد الهندسة الميكانيكية " من وجهة نظرنا السكان هي المشكلة التي تميز القرن الحادي والعشرين ويضاف الى هذا الضغط الذي يمثله التغيير المناخي".
وقد رحب البعض ممن اعتبر ان مشكلة التغير المناخي هيمنت على الساحة الدولية اكثر من اللازم بالتقرير.
ولكن البعض الاخر انتقد المعهد لانه وضع التغير المناخي والسكان كمشكلتين متقابلتين في مناقشة عامة.
ويذكرنا هذا الجدل بالنقاشات التي دار قبل قمة الارض في ريو عام 1992 والتي رفض فيها البعض وبغضب اعتبار مشكلة الانفجار السكاني في الدول النامية جوهر مشكلة العالم.
ولكن من المرجح ان يتعرض التقرير للنقد لتاكيده على مشكلات يمكن التغلب عليها بمستوى الانفاق الحالي.
وتشعر جماعات التنمية بالقلق من محاولات وضع مشكلة السكان على راس هرم المشكلات العالمية.
نقد
وقال دونكان جرين رئيس السياسات في مؤسسة اوكسفام الاغاثية إن مشكلة السكان مهمة جدا فيما يتعلق بالموارد الطبيعية وحقوق المرأة ولكن المشكلة الرئيسية هي التغير المناخي لسبب بسيط هو ان اكثر الدول المسببة للانبعاث الحراري من اقلها في معدلات النمو السكاني فمشكلة التغير المناخي ناجمة عن الافراط في الاستهلاك من جانب الاغنياء.
وقالت راشيل بيرد المتحدثة باسم منظمة كريستيان ايد "بالطبع العالم بحاجة الى مهندسين لمساعدة الناس على التكيف مع تاثيرات التغير المناخي ولتقليص الانبعاثات الى الحد الادنى ومع ذلك فان الحل لبعض المشكلات العالمية مثل الجوع والفقر سيكون سياسيا".
ويقول الدكتور جو سميث من الجامعة المفتوحة والمؤلف المشارك لتقرير "الانفجار الاستهلاكي" "ان تقرير معهد الهندسة الميكانيكية يمكن ان يكون ساذجا وخطيرا ولكن هناك اشياء كثيرة نوافق عليها في هذا التقرير ولكن التركيز بهذا الشكل على السكان وعلى الحل الهندسي يمثل تصويب سلاح على هدف خاطئ".
واضاف قائلا "وعلى مدار 40 عاما كانت افضل معلومة متاحة عن سبب قرار الناس بان تكون لهم عائلات صغيرة تظهر حاجتهم للامن والغذاء والصحة والتعليم والمياه لنظيفة. والسياسات الجيدة يمكن ان توفر ذلك بشكل اكثر فعالية من التكنولوجيا".