01. Juni. 2013
المحتجون الأتراك يحتلون ميدان تقسيم والشرطة تنسحب
BBC
احتل آلاف المتظاهرين من الأتراك ميدان تقسيم في مدينة أسطنبول والذي أصبح مركز لأكبر الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان منذ أعوام وذلك بعد انسحاب قوات الشرطة.
كان أردوغان تعهد بالمضي قدما في تنفيذ خطط تطوير ميدان تقسيم بوسط إسطنبول رغم الاحتجاجات التي خلفت مئات الجرحى.
وقال إن خطط حكومته بشأن تطوير وسط إسطنبول تستغل ذريعة لإذكاء التوترات في البلد، مضيفا أنه لن يرضخ "لمتطرفين مستهترين".
ومضى أردوغان للقول "كانت الشرطة هناك (في ميدان تقسيم) البارحة. وسيكونون هناك اليوم وغدا أيضا. لا يمكن أن يتحول ميدان تقسيم إلى منطقة يصول فيها المتطرفون المستهترون ويجولون".
وأوضح قائلا إن الثكنات العسكرية التاريخية التي تعود للعهد العثماني سوف تبنى في الموقع المثير للجدل مثلما هو مخطط لها لكنه أضاف في إشارة إلى مخاوف المحتجين من بناء مركز تجاري.
وقال أردوغان مشيرا إلى مخاوف المحتجين بأن الموقع يمكن أن يقام عليه مركز تجاري "ربما يبنى مركز في الطابق الأرضي أو قد يبنى متحف. لم نتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن الأمر".
ودعا رئيس الوزراء التركي إلى إنهاء الاحتجاجات التي بدأت الجمعة في إسطنبول وامتدت إلى العاصمة أنقرة السبت.
وتعهد أردوغان باستعادة النظام "لضمان سلامة الناس وممتلكاتهم" قائلا إن رغم الأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة، فإن الشرطة "ستواصل العمل وفق السلطات الممنوحة لها".
واتهم أردوغان المحتجين باستخدام القضية ذريعة لتوليد التوترات، داعيا إياهم إلى إنهاء احتجاجاتهم فورا لتجنب "الإضرار أكثر فأكثر بالزائرين والمشاة والمتسوقين".
"صناديق الاقتراع"
قال إردوغان إن كل طرق التغيير التي لا تمر عبر صناديق الاقتراع ليست ديموقراطية
ووصف أردوغان المحتجين قائلا "كل الطرق ماعدا صناديق الاقتراع تظل غير ديموقراطية"، مضيفا أن بإمكانه حشد ملايين المتظاهرين المؤيدين للحكومة لو أراد ذلك.
لكن أردوغان أقر بأن الشرطة ربما "أفرطت" في استخدام القوة، مضيفا أن "تعليمات ضرورية" صدرت لوزير الداخلية ومحافظ إسطنبول بشأن كيفية التعامل مع المحتجين.
وقال أردوغان إن وزارة الداخلية تحقق في "إساءة استخدام قوات الأمن للغازات المسيلة للدموع".
ودعا الرئيس التركي، عبد الله غول، جميع الأطراف أن يتصرفوا على نحو يدل على "النضج" حتى تهدأ الاحتجاجات التي قال إنها بلغت "مستوى مزعجا".
ودعا الشرطة إلى "التعامل مع الاحتجاجات بشكل متناسب".
وامتدت الاحتجاجات إلى حي بيسيكتاس في إسطنبول بينما احتشد مئات المتظاهرين في متنزه واحتسى العديد منهم المشروبات الكحولية احتجاجا على وضع قيود بشأن استهلاكها في أوقات معينة.
ويقول مراسلون إن إزالة متنزه غزيي في ميدان تقسيم بهدف تخفيف الاختناق المروري فيه بما في ذلك اقتلاع أشجار التي تعتبر قضية محلية تحولت إلى غضب عارم ضد ما يسميه المحتجون "أسلمة تركيا".
وفي هذا الإطار، صوت البرلمان التركي الأسبوع الماضي على قانون يقيد بيع واستهلاك المشروبات الكحولية ما بين العاشرة ليلا وحتى السادسة صباحا.
ويرأس أردوغان الحكومة التركية منذ عام 2002، ويقول البعض في تركيا إن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية أصبحت استبدادية بشكل متزايد.
ورغم أن أصول حزب العدالة والتنمية تعود إلى الإسلام السياسي، فإن أردوغان يقول إنه ملتزم بمبادئ الحكم العلماني في تركيا.
وبدأت الاحتجاجات الجمعة على شكل اعتصام ضد مشروع تطوير وسط إسطنبول لكنها تصاعدت بعدما استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع إذ دخل إلى المستشفيات عشرات الأشخاص واحتجز أكثر من 60 آخرون.
اندلعت مواجهات فجر الجمعة في وسط إسطنبول. وتدخلت الشرطة بقوة من أجل طرد مئات الناشطين الذين كانوا يحتلون حديقة "جيزي" في ميدان "تقسيم" ليمنعوا اقتلاع 600 شجرة في إطار مشروع توسعة.
وعبر العديد من المتظاهرين عن سخطهم على حكومة رجب طيب أردوغان التي تسلمت الحكم عام 2002 والتي يتهمها العديد من الأتراك بسلوك منحى تسلطي.
وكان البرلمان التركي قد صدق الأسبوع الماضي على قانون جديد يقيد بيع المشروبات الروحية واستهلاكها.
وقال أردوغان إنه يريد أن يمنع الشباب من "التسكع وهم في حالة سكر"، وإنه ليس في وارد فرض القيم الإسلامية على المجتمع التركي.
ورفع المتظاهرون لافتة تصور أردوغان كسلطان عثماني وكتبت عليها عبارة "الشعب لن يركع لك."
وإستخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وإستخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع.
وأصيب عشرات المتظاهرين خلال الاشتباكات.
قالت صحيفة حريت التركية إن إصابات سبعة من الجرحى بليغة.
وقد وصل العديد من الناشطين إلى موقع الأحداث بعد دعوتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي...
وأدانت منظمة العفو الدولية من جانبها ما وصفته بـ"الاستخدام المفرط للقوة" ضد "محتجين مسالمين."
وانضم إليهم متظاهرون آخرون على مدار اليوم للاحتجاج على سياسة الحكومة الإسلامية المحافظة