اللهم صلي على محمد وآل محمد
بمناسبة ذكرى إستشهاد باب الحوائج
موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) هذه بعض من مناظراته مع العلماء


مناظرته ( عليه السلام ) مع علماء اليهود :
قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليحاججوه في الإسلام ، فلمّا مثلوا بين يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة و الدليل على نبوّة
رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قائلين : أي معجز يدل على نبوّة محمّد ؟
أجابهم ( عليه السلام ) : ( كتابه المهيمن ، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال و الحرام و غيرهما ، ممّا لو ذكرناه لطال شرحه ) ، فقالوا : كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟
فانطلق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، و كان آنذاك صبياً قائلاً لهم : ( و كيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟ ) ، قالوا : علمنا ذلك بنقل الصادقين .

قال لهم : ( فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، و لامعرفة عن الناقلين ) ، فبهروا و آمنوا بقول الإمام الكاظم الصبي ( عليه السلام ) ، الذي هو المعجز بحق ، و هتفوا معلنين إسلامهم قائلين : نشهد أن لا اله إلاّ الله ، و إنّ محمّداً رسول الله ، و إنّكم الأئمّة الهادون ، و الحجج من عند الله على خلقه .
و لمّا أدلى الإمام ( عليه السلام ) بهذه الحجّة و أسلم القوم على يده ، وثب إليه والده ( عليه السلام ) ، فقبّل ما بين عينيه ، و قال له : ( أنت القائم من بعدي ) ، ثمّ أمره بكسوة لهم و أوصلهم ، فانصرفوا ، و هم شاكرون .



مناظرته ( عليه السلام ) مع علماء النصارى :
جاء قطب من أقطاب النصارى و من علمائها النابهين ، يدعى بريهة ، كان يطلب الحق و يبغي الهداية ، اتصل بجميع الفرق الإسلامية ، و أخذ يحاججهم فلم يقتنع ، و لم يصل إلى الهدف الذي يريده ، حتّى وصفت له الشيعة ، و وصف له هشام بن الحكم ، فقصده و معه نخبة كبيرة من علماء النصارى ، فلمّا استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية و العقائدية ، فأجابه عنها هشام .
ثمّ ارتحلوا جميعاً إلى التشرّف بمقابلة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، و قبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فقصّ عليه هشام مناظراته و حديثه مع العالم النصراني بريهة .
فالتفت ( عليه السلام ) إلى بريهة ، قائلاً له : ( يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ ) قال : أنا به عالم .
فقال ( عليه السلام ) : ( كيف ثقتك بتأويله ؟ ) قال : ما أوثقني بعلمي به !
فأخذ ( عليه السلام ) يقرأ عليه الإنجيل و يرتّل عليه فصوله ، فلمّا سمع ذلك بريهة آمن بأنّ دين الإسلام حق ، و إنّ الإمام من شجرة النبوّة ، فانبرى إليه قائلاً : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة .
ثمّ إنّه أسلم و أسلمت معه زوجته ، و قصدوا جميعاً والده الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فحكى له هشام الحديث ، و إسلام بريهة على يد ولده الكاظم ، فسرّ ( عليه السلام ) بذلك ، و التفت قائلاً له : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .

و انبرى بريهة إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : جعلت فداك ، أنّى لكم التوراة و الإنجيل و كتب الأنبياء ؟! ، قال ( عليه السلام ) : ( هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرأوها ، و نقولها كما قالوها ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يسأل عن شيء ، فيقول : لا أدري ) . و بعدها لزم بريهة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، و صار من أخلص أصحابه ، و لما انتقل الإمام إلى دار الخلود اتصل بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) حتّى توفّي في عهده .