خطورة التلوث الاخلاقي؟
قدلايكون هذا المفهوم جديدا علي الساحة ولاغريبا وربما تناولته بعض من الاقلام لكن يبدو انه لم ياخذ حظه من الاعتبار والاهتمام كما ياخذ مثلا التلوث البيئي .لقد وجد هذاالاخير- للخطورة التي يظهر بها - مكانة مهمة لدى مختلف الجهات الرسمية منها وغير الرسمية ،اما التلوث الاخلاقي ،ورغم خطورته القصوي هوالاخر ،فانه لايزال مهملا،لايلتفت اليه الا من جهات تواجه صيحاتها عادة بوابل من التهم الجاهزة المجترة من قبيل :التطرف،والكراهية والظلامية , الرجعية،والارهاب،الخ.
ولعل الحديث عن الاخلاق في دول تشجع السياحة بكل مااوتيت من قوة وتطمح الي الملايين من السياح الي ارضها سيكون حديثا مستفزا اوعلي الاقل سخيفا لامحل له من الاعراب .فتاريخ السياحة بالعالم يشهد بان اوكار الفساد الاخلاقي هي المناطق التي تشهد اقبالا سياحيا جماهيريا كبيرا ،كما ان السياحة بشكلها الحالي تجمع ،بشهادة الواقع،اكثر الناس انحطاطا في الاخلاق وأجرأهم علي الرذيلة ،بل انهم يعيشون وسطها وبقوة القانون .فهل يمكن سماع صوت الفضيلة وسط الحانات والملاهي الليلية والشواطئ ؟...ان السياحة في بعض البلدان الاسلامية والعربية تحتاج الي مراجعة تصحح مسارها الذي لاتبشر نهايته كما يبدو بخير...
التلوث الاخلاقي خطريهدد تماسك المجتمع،فتفكك الاسر بسموم التلوث الاخلاقي ما هو الا تمهيد ومقدمة لتفكيك المجتمع .
ماهي شواهد التلوث الاخلاقي؟
انها لاشهر من نار على علم ،واضحة جلية في كل جنبات المجتمع،مست غالبية مؤسساته بما فيها تلك المعول عليها في مجال التنشئة الاجتماعية سواء التقليدية ام المستحدثة .مع العلم انها كلها متفاعلة يغذي بعضها بعضا ،اتحدث فيها الاسباب والنتائج، فالاسرة والشارع،المدرسة ،الجمعية ،والاعلام وغيرها ،كلها مصابة بسموم التلوث الاخلاقي .
ان الاخلاق الهابطة لعدد من الاسر حيث تكاد تختنق السكينة والمودة والرحمة، تدشن الاسر لبناتها الاولي باخلاق فاسدة ...،بسلوكيات لا تنم الا عن العبثية وافتقاد حس المسئولية ،فقداصبحت العادة الجارية عندالكثير من الناس ان المواعيد واللقاءات المشبوهة بين الذكور والاناث مقدمة اكيدة للخطبة وعقد القران،ناهيك عن حفلات الاعراس وما تعج به من العادات القبيحة القديمة والجديدة.......
ان قوة تماسك جسم المجتمع بصحة وقوة تماسك خلاياه الصغيرة .وتستمدالخلايا قوتها من شرط اساسي هو ان تكون سيرتها وفق القانون الذي ينظمها ،وفق سنة الله التي اودعت فيها.
وتستمرثمرات الاصل الفاسد علي راسها شرب الخمر والاختلاط الماجن فقد تلوث اجواء الاسر قبيحه يتقاذفها الازواج و الابناء و سلوکيات شاذة يعبر عنها بجلاء مصير الابناء (ابناء الشوارع) و مصيرالاباء (اباء الشوارع او دور العجزة).نري کيف يسترخص الزوج زوجته،و الوالد ابناءه، و الام جنينهاو...و الرحم في عليائها تعد و تتوعد: من وصلني وصله الله و من قطعني قطعه الله.
انظرو السهولة التي يتملص بها هؤلاء من مسؤولياتهم بل تسائلو عن المودة و الرحمة کيف ضاعت.
والمدرسة يکاد يختنق فيه التعليم و التعلم والتربية،لقد اضحت المدرسة مرتعا خصبا للسموم الاخلاقية خطيرة تجد هناك مروجين اکفاءعن قصد وغير قصد.
اضحت المدرسة وکرا لکل من هو شاذ،مروجي المخدرات،ومجالا لنسج علاقات لا اساس لها بين الفتيان و الفتيات، و کل ما استجد من الالبسة العهر و التکشف...و کل المفاسد...
و نحمل کل المسئولية علي الاعلام و خاصة القنوات الفضائية و البيوت المختنقة بما تنفثه من السموم اخلاقية لاحصر لها اشکالا و الوانا.لا يحق لنا ان ننکرما لها من ايجابيات، لکن ماحکمکم في وجبة شهية وضعت فيها قطرات سم، سم قاتل والاحري ان نقول انها وجبت سم وضعت فيها بعض الطيبات.انها تقتل فينا الحياء و الهوية و العلاقات العائلية و کل ما هو طيب.
هنا نکاد نحمل التلفاز کامل المسئولية في الحصيلة لانه حائز بامتياز علي رخصة التدبير المفوض لتربية النشئ. و لکن سؤالي للاسر؟الا ترون بما يسلبونه منکم من قيم جميلة؟هل تدرکون خطورة مهمتکم؟
ولکن في الشارع...فتلک تعرض جسدها في الشارع علي العموم دون حياء تتحرش بالذکور بطرقتها وذلک يمسك بحرارة بيدي مرافقته ويحتك بها او يعانقها وهذا يتحرش بتلك... و لا احد يحرك ساکنا.
ان اللحمة التي تجمع بين مکونات المجتمع و التي تتهددها سموم التلوث الاخلاقي بالتفتت هي ديننا،هي اسلامنااولا و قبل کل شيء والاسلام لا غيره،هو الاصل الذي يجمعنا و يوحدنا، و ماعداه انما هي فروع تستمد قوتها من الاصل.
مادام ان الاسلام هو الاصل فشجرتنا ثابته و فرعها في السماء مهما هبت عليها الرياح العاتيات،اما اذا استغنينا عنه باصل اخر فالمال الي الضياع.