النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

حيوية اللغة العربية

الزوار من محركات البحث: 339 المشاهدات : 1466 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,836 المواضيع: 331
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2082
    مزاجي: مصدوم
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى احمد 96
    مقالات المدونة: 17

    Sign13 حيوية اللغة العربية

    تتميز العربية أول ما تتميز به أنها لغة عريقة موغلة في القدم. قال الدكتور عبد الكريم اليافي في كتابه: (دراسات فنية في الأدب العربي): "أما مكانة اللغة العربية في اللغات لينبغي أن نعرف أنه لا توجد في القديم ولا في الحديث لغة تضاهيها في المزايا وتحاكيها في الخصائص والفضائل. وليس كلامنا من وحي العاطفة، وإن كنا نُجل العاطفة، ولا هو من قبيل الفخار ولا الحماسة، وإن أصبحنا سائغين لغرض التشجيع في هذا العصر المضرب البيان، ولكن كلامنا مبنيّ على تلمس الصفات الموضوعية. فاللغة العربية من أقدم اللغات الحية، بل هي أقدمها على الإطلاق،وقدمها هذا يحبوها تراثاً ثرياً ويمهد لها مرونة واسعة ويزودها بتجارب كبيرة.. ولقد نشأت وعاشت واكتملت وعمّرت واستمرت الأحقاب الطوال وهي لا تزال في ريعان القوة والنمو، على رغم ما تصادف من صعاب، وما ذلك إلا لأنها تحوي فضائل ضمنية ليست للغات ماتت وانقرضت كاللغة اليونانية واللاتينية وأمثالهما".‏


    اللغة العربية لغة مثالية روحية:‏
    وتتميز العربية بأنها لغة روحية مثالية. ذلك أن العربية ليست لغة تاريخية من حيث نشوءها الموغل في القدم وحسب، بل إنها لغة روحية مثالية من حيث كانت وعاء لمثل العرب الخلقية وقيمهم الروحية، ومعجماً لما اختطوه لتحقيق ذاتهم من رفيع الغايات وما ابتغوه في أداء رسالتهم من كريم المآثر وشريف المطالب. قال الدكتور عثمان أمين في كتابه (فلسفة اللغة العربية): "إن أول السمات التي تتميز بها لغة القرآن، هي أنها تنحو نحواً من المثالية لا نظير له في أي لغة من اللغات الحية المعروفة، ففلسفة اللغة العربية تفترض، أول وهلة، مثالية عميقة صريحة، تحسب حساب الفكرة والخاطر والمثال، وتضعها في مكان الصدارة والاعتبار". قال المستشرق الفرنسي هنري لوسل، في صحيفة لوموند الفرنسية: "اللغة العربية والحضارة الإسلامية تزودان الدارس لهما نظرة جديدة على العالم".‏
    وليس الكلام على علاقة الفكر العربي بالعربية حديثاً أو طريفاً، فثمة علاقة عضوية أصلاً بين الفكر واللغة، فالعربي إنما يفكر من خلال لغته، وليست العربية أداة تعبير وحسب، بل وسيلة تفكير أيضاً

    اللغة الحروف العربية وجرسها الموسيقي:‏
    وتتميز الحروف العربية بجمال وقعها في الأسماع واتساق جرسها في الآذان. قال الأستاذ محمد المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، رحمه الله، في كتابه (خصائص العربية ومنهجها الأصيل في التجديد والتوليد): "أضيف إلى ما تقدم من الوظيفة المعنوية للحروف الهوائية، أي حروف المد والحركات، وظيفة فنية صوتية أو وظيفة موسيقية. فإن هذه الحروف هي التي تفسح المجال لتنوع النغمة الموسيقية للكلمة الواحدة أو الجملة الواحدة، لسعة إمكاناتها الصوتية ومرونتها، وتقاربها من هذه الناحية بقية حروف الزيادة المجموعة في قولك –من سألته- لخصائصها الصوتية المواتية


    تتميز اللغة العربية باشتقاقها:‏
    تنفرد العربية بخصوصية متميزة في تكوين ألفاظها واشتقاق بعضها من بعض، ذلك أنها قد ابتنت جذورها الصوتية لألفاظها بمحاكاة أصوات الطبيعة ثم اعتمدت هذه الجذور فأثبتتها في بناها مقاطع وكلمات جانست ما تدل عليه من معان. وحين تكامل بناء اللغة باشتقاق الكلم بعضها من بعض، انبثق عن كل أصل مفردات انطوت على جذور هذا الأصل وحملت معناه، ولو غايرت صيغها صيغته.‏
    وسواء أخذنا بمذهب المحاكاة لأصوات الطبيعة في التعبير ونشوء اللغة، اعتماداً على ما لدى الإنسان من قدرة فطرية على صوغ مقاطع لغته، في مشاكلة المسموع وإبداع من الذات، وهو المذهب العلمي السائد الراجح في نشوء اللغة، أو أخذنا بمذهب الاصطلاح والمواضعة الذي ذهب إليه فريق من أئمة العربية، فقد تميزت العربية بإثبات كلماتها لهذه الجذور المشار إليها، وتوالد ألفاظها بعضها من بعض، توالداً يوفر للفرع ملامح الأصل ويخلف به سمة تخلد فيه ولا تنفك عنه، على تعاقب مراحل تكامله وارتقائه. فإذا تغيرت معالم الكلم الفرنسية مثلاً بتقادم العهود وخفيت معالمها بانسلاخ القرون فجهل أبناؤها أدب أسلافهم، ما لم يكونوا قد توفروا على تراثهم واستنبطوا أصوله لاتينية ويونانية، فإن ألفاظ العربية تخلد فيها معالمها باقية مستمرة توحي بأرومة أصلها وتنبئ بطرق اشتقاقها، مهما تقلبت صورها وتدرجت دلالاتها باختلاف مراحل ارتقائها وشروط تكاملها. وهذا ما يسهل على أبناء العربية تبيّن أدب الأجداد، على بُعد الشقة وانطواء المراحل، على حين تخفى في ألفاظ اللغات اللاتينية عامة ملامحها لتعدد أصولها المشتركة، واختلاف هذه الأصول في تصاريفها بافتقاد كثير من أحرف الجذور وزوالها، بل تتلوّن أصواتها وتغيب اللحمة بين مفردات ما انبثق عن أصل واحد، وتبدو صور هذه المفردات المتفرعة شائهة باهتة لا تنمّ على أرومة.‏

    اللغة العربية لغة الإعراب:‏
    والعربية على ذلك لغة الإعراب. قال أبو القاسم بن إسحاق الزجاجي في كتابه (الإيضاح): "الأسماء لما كانت تعتريها المعاني فتكون فاعلة ومفعولة ومضافة، ولم يكن في صورها وأبنيتها أدلة على هذه المعاني، جعلت حركات الإعراب تُنبئ عن هذه المعاني وتدل عليها، ليتسع لهم في اللغة ما يريدون من تقديم وتأخير عند الحاجة".‏
    وقال الإمام عبد القادر الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز): "إن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها، وإن الأغراض كامنة فيها حتى يكون المستخرج لها، وإنه المعيار الذي لا يتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يعرض، والمقياس الذي لا يُعرف صحيح من سقيم حتى يُرجع إليه. ولا ينكر ذلك لا من ينكر حسَّه وإلا من غالط في الحقائق نفسه –ص/26".‏
    ونقول في شرح ذلك أنه متى أمكن الكشف بالإعراب عن أجزاء النظم وضابط ائتلاف هذه الأجزاء بعضها ببعض، أمكن التصرف فيها بتقديم وتأخير لتتنوع بهذا صور الأداء فتستجيب لما يدق من المعاني. ولا تتسع لذلك اللغات غير المعربة إذ يثبت في نظمها مواضع هذه الأجزاء فيضيق بها نطاق التصرف وتُحدُّ لذلك صور الأداء.‏

    سيرورة اللغة العربية لغة الفكر المعاصر ومحاكاة الثقافة الغربية:‏
    أقول إذا تسنى للعربية أن تكون لغة العصر فلا يعني ذلك أن يحاكي الفكر العربي الفكر الغربي في كل ميدان. فإذا التمس العرب من الغرب وسائله وطرائقه بل مناهجه ومستحدثاته المادية، فلابد أن يحتفظوا بقيمهم الروحية، ومُثُلهم الخلقية، وفيها الجوهر والأصالة.‏
    وإذا أخذنا بمفهوم الحضارة عند بعض المتخصصين حين يقصرونها على الآلة والعلوم التقنية والكشوف والمخترعات، وكان محتوى الثقافة هو الفكر بمختلف وجوهه من لغة وعقيدة وأدب وتاريخ، أقول إذا أخذنا بمفهوم هؤلاء المتخصصين، بدا لنا أن ثقافة العرب إنما تتميز بطابع مزدوج واضح المعالم والملامح في الملاءمة بين الروح والمادة وبين العقل والضمير، على حين تتسم ثقافة الغرب بغلبة طابعها المادي. وإذا آل الأمر يوماً إلى حضارة عالمية مشابهة، فلابد أن تبقى ثقافتان. وإذا استيسر للعرب النقل والاقتباس من حضارة الغرب، فقد يتعذر عليهم النقل والاقتباس من ثقافة هؤلاء بالمحاكاة. وإذا تم بين العرب والغرب أخذ وعطاء في هذا الميدان، ففي القالب غالباً والشكل والإطار أكثر منه في اللباب والجوهر والمضمون. وإذا كنا لحضارة الغرب مستقبلين فنحن لثقافتهم متدبرون متبصرون، أكثر منا مضارعين محاكين، ولعل هذا هو النهج القويم. ولا يمنع ذلك من الحوار بين الثقافات، بل هو ضرورة لابد للإنسانية من تحقيقها. ويدخل في هذا الإطار ما عقد من الدراسات على ما أسموه (الأدب المقارن)، وهو يتناول (التأثيرات المتبادلة) بين آداب الشعوب، بل بين جوانب المعرفة المختلفة بين الشعوب، والكشف عن مدى التفاعل بين ثقافاتها، ومن ثم اقترح بعضهم الاستعاضة عن اصطلاح (الأدب المقارن) بالتفاعل المتبادل أو التأثير المتبادل بين الآداب والثقافات عامة. ولابد أن يسفر هذا عن دراسة التطور الاجتماعي التاريخي للإنسانية. وتمس الحاجة هنا إلى التمييز بين ما يعنيه التأثير، وما يعنيه الاقتباس والمحاكاة. وقد تجلت فعلاً (إيحاءات عربية إسلامية) في نتاج بعض أدباء العالم، لاسيما أدباء الروسية.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    عَصِيةُ الهَوَى
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,423 المواضيع: 278
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2363
    مزاجي: مُـسـتـقـيـلـة
    أكلتي المفضلة: مشويات
    موبايلي: Iphone5 S
    آخر نشاط: 19/February/2015
    مقالات المدونة: 2
    وتبقى رافداً للغة
    نحسد انفسنا عليك ي احمد
    قدمت في هذا القسم
    مالم يقدمه جميعنا
    لا اعلم كيف اهبك تقييماً ي احمد 96
    فتقيمي اجده بخساً امام بحور الغنى
    التي تهبنا كل يوم
    ودي وتحيتي الكبيرين

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:
    وتتميز العربية بأنها لغة روحية مثالية. ذلك أن العربية ليست لغة تاريخية من حيث نشوءها الموغل في القدم وحسب، بل إنها لغة روحية مثالية من حيث كانت وعاء لمثل العرب الخلقية وقيمهم الروحية، ومعجماً لما اختطوه لتحقيق ذاتهم من رفيع الغايات وما ابتغوه في أداء رسالتهم من كريم المآثر وشريف المطالب

    مشكور اخ احمد على هذا الانتقاء الر ائع
    تحياتي

  4. #4
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسرار بلا عنوان مشاهدة المشاركة
    وتبقى رافداً للغة
    نحسد انفسنا عليك ي احمد
    قدمت في هذا القسم
    مالم يقدمه جميعنا
    لا اعلم كيف اهبك تقييماً ي احمد 96
    فتقيمي اجده بخساً امام بحور الغنى
    التي تهبنا كل يوم
    ودي وتحيتي الكبيرين
    احتراماتي لجنابكم
    هذا بفضل الله ثم تشجيعكم
    ياست أسرار

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال