رحلة مأهولة إلى المريخ؟ أمر ممكن، ولكنه سيواجه مصاعب تعرض رواد الفضاء إلى مستويات خطيرة من الإشعاع. وهذا ما يدفع ناسا للعمل على تطوير تقنيات دفع بديلة لزيادة سرعة الرحلة، وأنماط مختلفة للوقاية من إشعاع مركبات الفضاء.أظهرت البيانات الواردة من إحدى رحلات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى المريخ أن الرحلة إلى الكوكب الأحمر ستعرض رواد الفضاء لمستويات خطيرة من الإشعاع. وقام مختبر علوم المريخ الذي تولى مهمة إيصال مسبار الفضاء كيوريوزيتي روفر إلى كوكب المريخ في العام الماضي، بقياس مستويات الإشعاع خلال الأيام الـ253 التي استغرقها والـ560 مليون كيلومتر التي قطعها للوصول إلى المريخ. وقال العالم كاري زيتلين إن مستويات الإشعاع الصادرة من جرعات قليلة من الأشعة الكونية وانفجارات نارية في جسيمات شمسية عالية الطاقة ستعرض رواد فضاء إلى إشعاعات تعادل التعرض لإشعاع مقطعي لكامل الجسم كل خمسة أو ستة أيام من زوايا مختلفة.
وقال العلماء إنه في المجمل فإن الرحلة من وإلى المريخ تصل إلى نحو 0.66 سيفرت (وحدة قياس الإشعاع) من الإشعاع، بدون حساب الزمن الفعلي على سطح الكوكب، والتعرض لوحدة سيفرت من الإشعاع يعادل نسبة زيادة تصل إلى نحو 5 في المائة في مخاطر الإصابة بمرض السرطان القاتل. وقال الفيزيائي روبرت فيمر- شفينغربر أحد المشاركين في كتابة التقرير لوكالة الأنباء الألمانية إن النتائج تظهر أنه ليس من المستحيل إرسال بعثة مأهولة إلى المريخ، ولكنها تظهر مدى التعقيد الذي ستكون عليه مثل هذه الرحلة.
ويحصل رائد فضاء يعيش لمدة ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية والتي تدور حول الأرض على ارتفاع يصل إلى حوالي 400 كيلومتر على جرعة تقدر بحوالي 100 ملي سيفرت. وتدرس لجنة معهد الطب الأخلاقيات والمعايير الصحية لرحلات الفضاء التي تستغرق فترة طويلة بناء على طلب ناسا.
وتدرس ناسا أيضاً تقنيات دفع بديلة لزيادة سرعة الرحلة إلى المريخ وأنماط مختلفة للوقاية من إشعاع مركبات الفضاء. ومن المقرر نشر معلومات من كيوريوسيتي عن كمية ونوع الإشعاع الذي يمكن أن يتوقعه رواد الفضاء على سطح كوكب المريخ في وقت لاحق من العام الجاري.