على مر السنون شاهدنا الكثير من صور الجبال البركانية على الأرض سواء في حالات سكونها أو صور مقربة لإنفجارها ولكن في الحقيقة لم يحدث أن شاهدنا صورًا من داخل البركان نفسه وبكل وضوح لن تجد الكثير من الناس التي لهم عقلية مندفعة مجنونة تستطيع أن تلقي بهم داخل البركان حتى لو كان خامدًا. ولكن البركان الذي نتحدث عنه اليوم هو ثراينيكاجيجور Thrihnukagigur وهو بركان يقع في ايسلاندا كما أنه إستثناء عن جميع الجبال البركانية الموجودة على الأرض
أيسلاند هي جزيرة معروفة بتضاريسها البركانية. في ابريل عام 2010 ثار أحد براكينها ثورة كبيرة وتكونت الكثير من سحب الدخان البركاني الكثيفة وتساقط الكثير من الرماد على القرى والمدن المجاورة وخلال أسبوع تقريبًا إنعزلت ايسلاندا عن العالم وتوقفت حركة الطائرات بين شمال وغرب أوروبا
تحتوي ايسلاندا على ما يقرب من 30 بركان نشط تتفاوت قوتها بين الصغير والقوي فهي المكان المناسب لم يهتم بدراسة البراكين وتصرفاتها
وفي دولة مليئة بالبراكين النشطة نجد أن بركان ثراينيكاجيجور –معناها القمة ثلاثية الحفر- فريد من نوعه فهو يُعد منجم غني بالمعلومات للكثير من علماء البراكين والجيولوجيين ولكن هذا البركان لا يستهوي العلماء فقط ولكن هناك نوع آخر من الأشخاص محبي الطبيعة والإستكشاف وتسلق الأماكن الخطرة
أول من إكتشف هذا البركان كان أرني ستيفانسون وقد وصف زيارته الأولى لهذا البركان بقوله “لقد جئت أبحث عن الجمال ولكنني وجدت القبح” وقد كانت هذه الزيارة كافية لكي تبعده عن المكان حوالي 17 سنة ومع ذلك قام برحلة أخرى وقد وجدها هذه المرة مختلفة تمامًا عن زيارته الأولى
يجب أن يبدأ الزوار لهذا الجبل من المنطقة الزرقاء ومن هناك سوف ينطلقون إلى البركان المقصود والذي يبعد عن المنطقة الزرقاء مدة 45 دقيقة داخل الكثير من الأنفاق والجدر البركانية ثم ينزل المتسلقون داخل البركان من خلال رافعة خاصة فبعد إخلال الكثير من التطورات والأدوات والآلات على المنطقة أصبحت أسهل كثيرًا مقارنةً برحلة ستيفانسون
ولا يعرف أحد متى تفرغت هذه الأنفاق من الحمم البركانية بالضبط فهناك نظرية تطرح أن الحمم قد توقفت وبردت مكانها وتصلبت أو أنها عادت إلى باطن الأرض لتخرج من مكان آخر
تتصاعد الحمم من الشقوق الموجودة في القشرة الأرضية وعندما تجد المكان المناسب على السطح تتجمع فيه ثم تثور من فترة لأخرى طبقًا للضغط الذي تتعرض له والذي يجبرها على أن تنساب فوق القشرة الأرضية
والمشكلة أن البركان حتى لو أصبح خامدًا من ألاف السنين سوف يظل التنزه حوله خطر ولو بشكل قليل فليس معنى أن البركان لم يثور من فترة طويلة أنه لن يثور مجددًا وهناك أيضًا خطر وجود الزلازل التي يمكن أن تتسبب في تساقط الصخور
ولكن أكثر ما يحذب الناس عندما يحضرون إلى الجبل هو منظر الطبيعة الخلاب كما أن جدران البركان تتمتع بالكثير من الألوان الناتجة من تجمد المعادن المنصهرة على الصخور فهناك الكثير من اللون الأحمر نتيجة وجود الحديد كما يتواجد السيليكا والماغنيسيوم
وكلوكل هذه الكهوف تقع تحت حماية الحكومة الايسلاندية كما أن الحكومة نفسها تضعها في خطة تشديع السياحة للبلاد وتقدم الكثير من التسهيلات للوصول إلى الجبل البركاني دون الإضرار بالطبيعة حوله
ثقف نفسك
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed77
