أوجين ديلاكروا، الفنّان الفرنسي الرومانسي، كان مفتونا بالنمور، وكان يتوق لرؤية أحدها أثناء أسفاره في بلدان المشرق كي يرسمه، لكنّ محاولاته لرؤية القطّ البرّي المتوحّش عيانا وسط الطبيعة لم تتحقّق، وعندما عاد إلى باريس، داوم على زيارة حديقة الحيوان فيها كي يراقب النمر ويدرس حركاته وسكناته تمهيدا لرسمه.
وفيما بعد رسمه مرارا في العديد من لوحاته، من أشهر تلك اللوحات لوحته "اصطياد النمر" التي صوّر فيها حركة وعنف وضراوة الحيوان وهو يقاوم محاولات مجموعة من الرجال الأشدّاء الإجهاز عليه وقتله.
إصرار وعزيمة الرجل الذي يمتطي حصانا ورعب الحصان وعدوانية النمر، كلّ ذلك أبرزه ديلاكروا في هذه اللوحة الرائعة من خلال الضوء الساطع والألوان المتوتّرة.
النمر أيضا موجود بكثرة في كتب الصينيين القدماء، وهناك حكمة صينية مشهورة تقول: احتضن النمر وعُد إلى الجبل"، والنمر في هذه الحكمة يرمز إلى التحدّيات التي نواجهها في الحياة، أما الجبل فيرمز إلى المكان الهادئ الذي نعود إليه طلبا للسلام والطمأنينة.
وعلى عكس الفكرة الشعبية القائلة بقتل النمر، فإن التصوّر الصينيّ المثالي يدعو إلى ترويض الحيوان الذي يقبع في دواخلنا كي نصبح على وئام معه، وترويض النمر يتطلّب الكثير من الوعي وإعمال العقل والعواطف.
http://artiraq.net/index.php?aa=news&id22=763