سأروي لكم حكاية البعوضة اليتيمة بسبب موت والدها اثر انفجار مبيد بف باف عندما شيع ان البعوض يسبب مرض الملاريا وانتحار والدتها برمي نفسها في كوب الحليب الساخن اثر سماعها خبر وفاة زوجها .
بعد اليتم سلبت كرامتها وضاقت بها الدنيا . مما اضطرت بقبولها العيش بالتبني من قبل ذبابة عاقر التي اهتمت بتربيتها وعلمتها فنون الطيران ومتابعتها وتفتقدها اذا غابت عن أنظارها ، عاشت حياة جميلة مع والدتها بالتبني في بيت بسيط لرجل من خلق الله يعمل في إحدى الدوائر الحكومية بعنوان ( منظف ) .
أمانة لله كان هذا الموظف المضيف للذبابة وابنتها بالتبني في قمة التربية الفاضلة والأخلاق الحميدة ومرتبة متواضع وليس له مصدر دخل أخر .
بعد ان عانت البعوضة من الم الجفاف والاصفرار الخدود وهزيل الجسد وضعف السيقان أصبحت مسخرة بين صديقاتها أذا حضرت مناسباتهم لأن تلك العائلة تفتقد لكثير من الفيتامينات .
وكونها في سن المراهقة اتخذت قراراً من دون علم أمها بمغادرة تلك العائلة والبحث عن عائلة راقية لتغير وضعها واستعادت عافيتها وبالفعل نفذت ما خططت له بعد صلات المغرب لملت أشيائها وهاجرت ، خلال سفرها الطويل نظرت الى بيت وسط حدائق تسر الناظر وكأنه من بيوت الجنة من حيث التصميم والمساحة ومراب تقف فيه سيارات سنتها ومن أرقى الأنواع ، همست لنفسها هيا انزلي بسرعة ( فالكتاب يعرف من عنوانه ) نزلت مسرعة بعد أن أعياها التعب والجوع الى غرفة خادم الدار الذي كان نائما فغرست نابها في ساقه وشربت مايسد جوعها ويكفيها شر الجفاف بعد ذلك دخلت الحمام وفرشة أسنانها ( شلون تربيه ) وأخذت قسطا من الراحة في أحدى زوايا البيت بعد ذلك راحت تتفحص البيت فرأت العجب من امتلاك التحف والأثاث والفرش الباهظة الثمن وفخامة التصميم ولكن عندما دققت في العائلة لتتعرف عليهم رأت صاحب البيت المضيف الجديد هو مدير ذلك مضيفها القديم يا محاسن الصدف زوجتة هذا تزن اكثر من مائة كيلو غرام ( من الخير ) فقالت لابد ان أقارن بين دم الأسرتين بكل تأكيد وجدة الفارق كبير جداً فدمهم يحتوي على جميع الفيتامينات خلال يومين تغير شكل تلك البعوضة ( اللهم لا تجعلنا من حسادها ) وفي يوم ما دخلت البعوضة الى مكتب رب الأسرة فوجدته يتكلم بالهاتف عن صفقات لتمشية أمور مقابل رشوة بمبالغ طائلة صدمت بعد دهشتها بأن هذا المسؤول حرامي ومرتشي فضربت على جبينها بيدها وقالت ( ياللهول حرام والله حرام ) فلملمت حقائبها وعادت الى مضيفها الأول بدموع الألم على ماجنت نفسها في شرب الدماء الفاسدة متجهة لأحضان امها الذبابة وفي طريقها نزلت الى مستشفى لغسل معدتها للتخلص من اثار الدم الحرام ( هذا الاخلاق ولا بلاش ) .
ولكن للأسف لم تدم حياتها طويلا لأنها ماتت مسمومة بذلك الدم